السعودية ترفض تصريحات نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني
أكدت السعودية رفضها تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم.
وثمنت السعودية إعلان الدول الشقيقة شجب ورفض التصريحات، مشيرة إلى أن أصحاب الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول السلام عبر رفض مبادرات الدول العربية.
فلسطين منطقة تاريخية وجغرافية تقع في قلب الشرق الأوسط، ولها أهمية دينية وثقافية كبيرة بسبب وجود المسجد الأقصى فيها "قبلة المسلمين الأولى". تاريخيا كانت فلسطين ملتقى لعديد من الثقافات والحضارات، وتعود جذورها إلى آلاف السنين.
وأشارت الرياض إلى أن هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض، مؤكدة أن المواقف تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية.
وفي البيان أكدت السعودية رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال تجاه الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي، وقالت إن الاحتلال لا ينظر إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق الحياة أساسا؛ فقد دمر قطاع غزة بالكامل، وقتل وأصاب ما يزيد على 160 ألف أكثرهم من الأطفال والنساء، دون أدنى شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية.
يُعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من المواضيع الأكثر تعقيداً على الساحة الدولية. الفلسطينيون يطمحون إلى إقامة دولة مستقلة على الأراضي التي احتلها إسرائيل في 1967، التي تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
وبينت السعودية أن شعب فلسطين صاحب حق في أرضه، وليسوا دخلاء عليها أو مهاجرين يمكن طردهم متى شاء الاحتلال الغاشم، مشيرة إلى أن أصحاب الأفكار المتطرفة هم الذين منعوا قبول إسرائيل للسلام، من خلال رفض التعايش السلمي، ورفض مبادرات السلام التي تبنتها الدول العربية، وممارسة الظلم بشكل ممنهج تجاه الشعب الفلسطيني لمدة تزيد على 75 عاما، غير آبهين بالحق والعدل والقانون والقيم الراسخة في ميثاق الأمم المتحدة ومن ذلك حق الإنسان في العيش بكرامة على أرضه.
أخيرا أكد بيان الرياض على أن حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخا، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين.
يذكر أن القضية الفلسطينية تشير إلى الصراع المعقد والمستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين والذي يمتد لأكثر من قرن. يمكن تتبع جذور القضية إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مع ظهور الحركة الصهيونية التي دعت إلى تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين. في 1917، أصدرت بريطانيا وعد بلفور الذي أعلن دعمها لإنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين. هذا التغيير السياسي جلب موجات من الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ما أدى إلى توترات متزايدة بين المجتمعين العربي واليهودي. بدءًا من 1947.
ويعاني الفلسطينيون اليوم انعدام دولة مستقلة على كامل الأرض الفلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، وهو هدف رئيسي للقيادة الفلسطينية، كما يعيش الملايين من الفلسطينيين كلاجئين في دول مجاورة، في حين أن مفاوضات السلام التي تهدف إلى حل الدولتين لم تحقق تغيراً ملموساً بعد.