محللون نفطيون : تشديد ظروف العرض وراء ارتفاع الأسعار بعد 3 أسابيع من الخسائر

محللون نفطيون : تشديد ظروف العرض وراء ارتفاع الأسعار بعد 3 أسابيع من الخسائر

يقف تشديد ظروف العرض وراء ارتفاع أسعار النفط بعد 3 أسابيع من الخسائر وسط ترقب لتأثير الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في النمو الاقتصادي ومن ثم تؤثر في الطلب بحسب خبراء غربيين تحدثوا لـ "الاقتصادية".

وأمر ترمب أمس الاثنين بفرض تعرفة جمركية نسبتها 25% على واردات الصلب والألمنيوم، في تصعيد لجهود حماية الصناعات الأمريكية ذات الأهمية السياسية، عبر فرض رسوم تطال بعضا من أقرب حلفاء البلاد، ابتداء من 12 مارس المقبل.

وارتفعت أسعار النفط اليوم، حيث سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم مارس 73.08 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:00 بتوقيت جرينتش، بزيادة 0.56%، فيما ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم أبريل المقبل 1.13% إلى 73.11 دولار.

جاء ارتفاع أسعار الخام مع انخفاض إنتاج روسيا إلى ما دون حصتها في تحالف "أوبك+" على نحو أثار المخاوف بشأن تشديد الإمدادات العالمية، وفقا لما يراه محللون متخصصون في سوق النفط.

وأشار تقرير "ريج زون" النفطي الدولي إلى ما وصفه بتركيز تحالف "أوبك +" على تحسين الالتزام بالحصص، كأحد العوامل الداعمة لأسعار النفط، وسط مؤشرات على وجود فائض في المعروض عالميا.

وأبقت لجنة مراقبة "أوبك+" على خطط الإنتاج الحالية في اجتماعها الأخير، بينما رحبت بتعهدات الدول التي تزيد إنتاجها على الحد الطبيعي بإجراء تخفيضات تعويضية.

تشديد ظروف العرض

جاء ارتفاع أسعار النفط بعد ثلاثة أسابيع من الخسائر مدفوعا بتشديد ظروف العرض، وفي المقدمة الإنتاج الروسي، وفقا لما يراه المحللون.

وانخفض إنتاج روسيا النفطي إلى 8.962 مليون برميل يوميا في يناير الماضي، وهو ما يقل عن حصتها في اتفاق "أوبك+" بنحو 16 ألف برميل يوميا، ما أثار مخاوف بشأن الإمدادات.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات هي الأكثر صرامة حتى الآن على صناعة النفط الروسية، حيث أدرجت اثنين من كبار منتجي الخام، إضافة لناقلات النفط التي تحمل براميل النفط إلى الخارج، في القائمة السوداء.

وأدت العقوبات المفروضة على شحنات النفط الروسية، إلى جانب تلك المفروضة على إيران، لتعطيل تدفقات التجارة إلى كبار المستوردين، مثل الصين والهند، وفقا للمحللين.

وتواجه روسيا "نقصا وشيكا في ناقلات النفط؛ كما تواجه إيران تهديدا متجددا بفرض عقوبات أكثر صرامة، ما يجبر المشترين على البحث عن إمدادات بديلة من النفط الخام المماثل في الشرق الأوسط، ويدفع الأسعار إلى الارتفاع في المنطقة" وفقا لما قاله كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز ماركوس كروج لـ "الاقتصادية".

"يحدد أكبر المنتجين في الشرق الأوسط أسعارهم للمشترين حاليا بعقود طويلة الأجل على أساس شهري في الغالب، بحسب ما قاله المدير السابق في شركة "فيتنام بتروليوم" سوون يونج لـ "الاقتصادية".

مخاوف تباطؤ النمو

أثارت الرسوم الأمريكية على الواردات الصينية مخاوف من حدوث تباطؤ في النمو الاقتصادي، ومن ثم ضعف الطلب على الطاقة.

وفرضت الإدارة الأمريكية بقيادة ترمب رسوما نسبتها 10% على واردات البلاد من الصين، التي ردت بفرض رسوم نسبتها 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من أمريكا، و10% على النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة.

وتتواصل حالة عدم اليقين في سوق النفط بسبب التوترات التجارية هذه، وفقا لما يراه مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية سيفين شيميل.

وقال شيميل لـ "الاقتصادية": إن النزاعات التجارية "تحد من مكاسب النفط، فيما تنتظر السوق بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع".

الأكثر قراءة