السعودية تطلق أول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات في جدة
أطلقت السعودية أول مدينة صناعية مخصصة لتصنيع وصيانة الطائرات في جدة على مساحة 1.2 مليون متر مربع، وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الصناعة والثروة المعدنية خلال ملتقى صناعة الطيران المنعقد في جدة.
وقال لـ"الاقتصادية" المهندس خليل بن سلمه نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، إنه تم إطلاق أول تجمع صناعي كمدينة صناعية تسمى ايرو بارك الاولى في مدينة جدة، استكمالا للجهود السابقة مع التنمية المناطقية عند تفعيل الاستراتيجية الوطنية للصناعة، حيث تأتي حاليا بقطاع الطيران، وأيضا يتم إسقاطها على المناطق الافضل لتنمية هذه الصناعة .
أضاف، أن وجود المجموعة السعودية لصيانة وعمرة الطائرات طبيعيا لخلق الطلب على هذه المنتجات، مع وجود القدرات الصناعية لإكمال سلسلة الإمداد.
أشار إلى أن لا يزال هناك مراحل تطوير قادمة لتجميع الطائرات سواء المدنية او المروحية، بهدف استقطاب للشركات العالمية، خاصة مع وجود المواد الخام في السعودية المتوفرة سواء من التيتانيوم والمواد البلاستيكية والمواد الالكترونية.
من جانبه، ذكر لـ"الاقتصادية" عبد العزيز الدعيلج رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، أن الملتقى الصناعي المهم يركز على توطين صناعة الطيران في السعودية مع حضور عدد كبير من الشركات العالمية المصنعة للطائرات والشركات الاخرى المصنعة للمحركات ومقدمي خدمات الصيانة والخدمات الارضية والتموين والشحن الجوي وغيرها .
أشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية تهدف إلى تحقيق العديد من المستهدفات، ومن اهمها مضاعفة أعداد المسافرين ومضاعفة الشحن الجوي من مليون إلى 4 مليون ونصف طن وزيادة الوجهات المباشرة .
وبين أن السعودية لديها استحقاقات مهمة قادمة منها اكسبو 2030 وكاس العالم 2034 والأولمبياد، ويتم العمل على جميع المستويات لرفع الطاقة الاستيعابية للمطارات، وترخيص ناقلات وطنية جديدة وناقلات اجنبية وزيادة عدد الاساطيل وعدد الطائرات وتحرير السوق، مع دخول لاعبين جدد في مجال الخدمات الارضية والصيانة والتموين وغيرها .
وأفاد بأن مشاريع الهيئة مستمرة منها اعتماد مشروع المخطط العام لمطار الملك سلمان، وحاليا يتم الانتهاء من التصاميم التفصيلية والعمل سيبدأ على قدم وساق لاعتماد تصميم المخطط العام لمطار الملك عبد العزيز في جدة وطرح مطار أبها للتخصيص ومطار الطائف قريبا يليها القصيم وحائل .
وشهد الملتقى نقاشات حول تطوير البنية التحتية لصناعة الطيران في السعودية، ودعم البحث والتطوير في هذا المجال لتهيئة بيئة أعمال جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين.
فيما يتعلق بالتراخيص الصناعية لصيانة واصلاح وعمرة الطائرات، تم تسليم الترخيص الأول لشركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة. كما حصلت شركة الخطوط السعودية لهندسة وصناعة الطيران على الرخصة الثانية.
من جهته، قال صالح السلمي الرئيس التنفيذي للمركز الصناعي خلال كلمته في الملتقى إن هدف المركز الوطني للتنمية الصناعية هو تسهيل علاقات العمل الجديدة وتنفيذ فرص الاستثمار التي ستقود مستقبل تصنيع الطيران في السعودية، اضافة إلى ترسيخ مكانة السعودية مركزا رئيسيا معتمدا عبر سلسلة القيمة العالمية للطيران بالكامل.
واشار السلمي إلى أن الاستثمارات في التصنيع المتقدم والبنية التحتية الصناعية وتنمية رأس المال البشري، تعمل على تحويل السعودية بسرعة إلى موقع رئيسي لإنتاج مكونات الطيران.
والنسخة الأولى من الملتقى السعودي لصناعة الطيران والمعرض المصاحب انطلق في مدينة جدة اليوم ويستمر إلى غد، ويجمع نخبة من الخبراء والمختصين المحليين والدوليين في مجال صناعة الطيران، ليشكل منصة حيوية لتبادل المعرفة والتعاون بين الشركات والمصنعين في هذا القطاع الإستراتيجي.
والملتقى يأتي بتنظيم المركز الوطني للتنمية الصناعية برعاية بندر الخريف وزير الصناعة والثروة المعدنية، ويعد حدثًا محوريًا في مسار تطوير قطاع الطيران في المملكة، ما يسهم في تعزيز مكانتها على الساحة العالمية كداعم رئيسي للاقتصاد الوطني والابتكار التقني.
مذكرات تفاهم
وقع المركز الوطني للتنمية الصناعية على هامش الملتقى، مذكرة تفاهم مع تجمع مطارات الثاني لتوفير مساحات داخل المطارات لإنشاء مراكز متخصصة لصيانة الطائرات، بما يسهم في تعزيز القدرات الصناعية الوطنية والتطوير.
كما تم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين المركز وشركتي "درع الحياة" و"Autogyro" لتوطين ونقل تقنية صناعة طائرات التاكسي والهليكوبتر، ومذكرة تفاهم أخرى مع الشركة العربية الدولية (AIC STEEL) و(AMIC TOHO ) لتوطين صناعة أنابيب عمليات صهر معدن التيتانيوم الإسفنجي، لتعزيز القدرات المحلية في مجال تصنيع المواد المتقدمة ودعم سلاسل الإمداد في قطاع صناعة الطيران
وشهد الملتقى أيضا توقيع المركز الوطني للتنمية الصناعية مذكرة تفاهم مع شركتي "Jabben" و"Jetbase" لتوفير الدعم اللازم لتطوير توطين صيانة وعمرة الطائرات في مطار الجبيل بما يضمن قطاع طيران مستدام، وكذلك مذكرة تفاهم مع شركة حلول المطارات الدولية لدعم المستثمرين وتعزيز مستوى الربط مع الشركاء التقنيين لتطوير مشروع توطين إعادة تدوير الطائرات وتسهيل الحصول على التراخيص اللازمة.
المركز وقع مذكرة تفاهم مع شركة "Kingdom Aero Industries" وشركة Doroni لتوطين صناعة الطائرات الخفيفة الرياضية ذات الإقلاع والهبوط العامودي، فيما تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "Leonardo" لتوطين صناعة الهيلوكوبترات وتطوير قطاع الطيران العامودي.