أسعار النفط في مواجهة ضغوط بيع بعد أول تراجع منذ نوفمبر
انخفضت أسعار النفط الخام في فبراير الماضي، مع ارتفاع صادرات العراق وخفض الإنتاج الأمريكي، حيث فرضت الرسوم الجمركية ضغوطا على الطلب، ما أدى إلى زيادة المخاطر في السوق، بحسب مختصين ومحللين نفطيين تحدثوا لـ"الاقتصادية".
وذكر المختصون أن أوبك+ تواجه قرارا صعبا في أبريل، حيث تثار تساؤلات في السوق هل ستؤجل زيادات الإنتاج لمواجهة العرض المتزايد في العراق ودعم أسعار النفط الخام.
ورجح المختصون أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين والمكسيك وكندا إلى إضعاف الطلب على النفط، ما يضيف حالة من عدم اليقين إلى آفاق سوق النفط الخام الهشة بالفعل.
ونوهوا إلى أن تطلع التجار إلى عمليات شراء الاحتياطي البترولي الإستراتيجي الأمريكي، يعد بمثابة دعم محتمل لأسعار النفط وسط مخاوف بشأن نمو العرض.
وتوقعت مقاطعة ألبرتا أكبر مقاطعة منتجة للنفط في كندا، تسجيل أول عجز في ميزانيتها بعد 4 سنوات من الفوائض، بفعل تأثير احتمال نشوب حرب تجارية مع الولايات المتحدة على توقعات النمو الاقتصادي وعائدات النفط.
وبحسب توقعات "وورلد اويل"، فإن العجز البالغ 5.2 مليار دولار كندي (3.6 مليار دولار أميركي) في السنة المالية التي تبدأ في أبريل المقبل، سيكون مدفوعا إلى حد كبير بانخفاض قدره 4 مليارات دولار كندي في عائدات البيتومين، وانخفاض 1.2 مليار دولار كندي في ضرائب الدخل الشخصية والشركات.
وفي هذا الإطار، قال المدير العام لشركة "مي تيك" الألمانية، هانز يورجن كيرتسل، إنه في ظل تنامي الرسوم الجمركية وعدم اليقين بشأن خطط إنتاج أوبك+ لشهر أبريل، ومع تزايد الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي يظل الاتجاه الهبوطي قائما، رغم أن المخاطر الجيوسياسية لا تزال قادرة على إدخال التقلبات.
من جانبه، ذكر مدير مركز أبحاث الطاقة الجديدة في اليابان تادانوري تاناهاشي، أن سعر النفط يواجه ضغوط بيع حادة مع تصاعد المخاوف بشأن النمو العالمي بسبب التهديدات الجديدة بفرض رسوم جمركية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والذي يستعد لفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الصين. أما مدير تنمية الأعمال في شركة " كيبكو" الكورية، لي سيونج هاري، فقال إن النفط الخام اختتم فبراير الماضي على أول انخفاض شهري له منذ نوفمبر، مشيرا إلى أن السوق تواجه صراعا مع زيادة المعروض من العراق وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين. وكانت أسعار النفط انخفضت 1% في نهاية تعاملات يوم الجمعة 28 فبراير، كما سجلت خسائر أسبوعية وأول انخفاض شهري منذ نوفمبر، مع تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وطغت المخاوف بشأن الإمدادات بسبب الضبابية التي تكتنف نمو الاقتصاد العالمي والطلب على الوقود، من جرّاء تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية ومؤشرات أخرى على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي.