ويتكوف .. مبعوث ترمب الخاص الذي جمعته بالرئيس صدفة وشطيرة لحم

وجد المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي اختاره الرئيس دونالد ترمب، طريقه بسرعة إلى المحادثات الدائرة مع روسيا بشأن مستقبل أوكرانيا، حيث جلس في مقابل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بدلا من كيث كيلوج، المبعوث الخاص الرسمي للمنطقة.

يتوسط ويتكوف أيضا في وقف إطلاق النار في قطاع غزة؛ ومع اقتراب المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار من نهايتها، برز المطور العقاري الأمريكي كشخصية رئيسية في تحديد ما إذا كان القطاع الفلسطيني الضيق سيحقق سلاما أكثر ديمومة أم سيعود إلى الحرب من جديد، بحسب مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية في القدس جوليان بورجر.

وبينما يتفوق وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على ويتكوف من الناحية الفنية في كلا الملفين، غزة وأوكرانيا، فإن كل عاصمة من عواصم العالم باتت تعرف الآن أن القوة في عالم ترمب تنبعث من خلال الارتباط الشخصي بالرئيس.

ويعرف محاورو الولايات المتحدة أن ويتكوف هو المبعوث اللطيف لزعيم متقلب، قادر على التأرجح من الدعم المفرط إلى السب العلني في لمح البصر، اعتمادا إلى حد كبير على من يستمع منه. فكيف بدأت القصة؟ وكيف توطدت العلاقة بين ويتكوف وترمب؟

علاقة ممتدة

ويتكوف، رجل الأعمال البالغ من العمر 67 عاما، والذي أظهر نفوذا كبيرا في إنجاح وقف إطلاق النار في غزة بعد أكثر من 7 أشهر من المحادثات، جمعته الصدفة وشطيرة لحم خنزير وجبن بترمب ما يقرب من 4 عقود، وبالتحديد في ساعة متأخرة من الليل في أحد مطاعم مدينة نيويورك.

في تلك الليلة، طلب ويتكوف لحم خنزير وجبنا سويسريا، لترمب، وفقا لشهادته للمحكمة عام 2023 في دعوى اتهامه بالاحتيال. ولم يلتق الرجلان لمدة 8 سنوات أخرى، لكن قطب الأعمال تذكر "حادثة الشطيرة" ونشأت بينهما صداقة.

كان ويتكوف، وهو ابن أحد مصنعي المعاطف النسائية، يعمل على صفقة عقارية طوال الليل عام 1986، وكان ترمب يشارك في تلك الصفقة. ذهب ويتكوف إلى المطعم في الثالثة صباحا للحصول على طعام لفريقه، بينما كان ترمب هناك، جائعا وليس في جيبه نقود.

أقنع ترمب ويتكوف، الذي كان قد درس المحاماة، بأن يصبح مطورا عقاريا. وانتقل الرجلان بين نيويورك وفلوريدا، حيث لعبا الجولف معا مرارا. وكان ويتكوف مع ترمب في ملعب الجولف الخاص به في ويست بالم بيتش في سبتمبر عندما ألقي القبض على قاتل محتمل مسلح ببندقية قناص.

بعد انتهاء السباق التمهيدي العام الماضي، أرسل ترمب ويتكوف لإحلال السلام مع منافسيه الجمهوريين المهزومين. وعمل الرجل على وقف إطلاق النار في غزة مع نظيره في إدارة بايدن بريت ماكين.

وينسب الفضل إلى جاريد كوشنر، صهر ترمب، في إقناعه بتولي دور مبعوث الشرق الأوسط، وهي الوظيفة التي قام بها كوشنر بشكل غير رسمي لإدارة ترمب الأولى.

السجين الذي حرر العلاقات

شكل إطلاق سراح الأمريكي مارك فوجل من السجن في موسكو نجاحا منح ترمب مكاسب كبيرة في العلاقات العامة، وكان كافيا لتشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تأمين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي الجديد في اليوم الذي بدأت فيه المحادثات الأمريكية الروسية بشأن أوكرانيا رغم غياب التمثيل الأوكراني.

قال ويتكوف: "لقد شعروا أنه قد يكون هناك اجتماع مقنع في روسيا يؤدي إلى إطلاق سراح مارك فوجل. نزلنا من الطائرة، ولم نكن متأكدين من حدوث ذلك؛ لكنه حدث".

عزز دور ويتكوف مكانته في ذهن ترمب كشخص يمكنه تحقيق نتائج، ما منحه وضعه الحالي كرئيس لحل المشكلات في أمريكا. ومع ذلك، فإن السلام الدائم في أوكرانيا والشرق الأوسط سيدور في نهاية المطاف حول قضايا العدالة والسيادة الوطنية، وهي المصطلحات التي يتجنبها المبعوث الأمريكي.

وكان الرئيس الأوكراني قد شدد على أن كييف تؤيد "حوارا بناء" يأخذ مصالحها في الاعتبار.

جدة .. الاقتراب من السلام

وصل زيلينسكي اليوم الاثنين إلى مدينة جدة السعودية، قبيل مباحثات أمريكية أوكرانية تعقد غدا حول أوكرانيا. ومن المنتظر أن يلتقي الرئيس الأوكراني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. كما وصل إلى جدة وزير الخارجية الأمريكي عشية المباحثات المزمعة.

عندما سُئل ويتكوف عن احتمال توقيع اتفاق في السعودية، أكد المبعوث الأمريكي أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عرض توقيعه؛ وقال: "سنرى إن كان سيفعل".

وسيشارك في المحادثات عن الجانب الأوكراني رئيس مكتب الرئاسة أندري يرماك ومساعده بافلو باليسا، ووزير الخارجية أندري سيبيجا، ووزير الدفاع رستم عميروف.

أما الوفد الأمريكي فسيضم وزير الخارجية روبيو، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، وستيف ويتكوف، وقد التقى هؤلاء ممثلي روسيا في فبراير.

كذلك، زار ويتكوف موسكو في فبراير، وأفاد بعد ذلك بأنه تباحث مطولا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبدأ يقيم "صداقة" معه.

وازدانت مدينة جدة، حيث من المقرر أن تعقد المحادثات، بالأعلام الأوكرانية والسعودية على دوار رئيسي بالقرب من المطار وعلى الطرقات الرئيسية.

وباستضافتها هذه المحادثات، تعزز السعودية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة، نفوذها على الساحة الدولية، حيث سبق أن استضافت المحادثات التي أفضت إلى عملية تاريخية لتبادل معتقلين بين روسيا والغرب في أغسطس 2024.
.