الأسهم الآسيوية ترتفع بعد استبعاد ترمب حدوث ركود اقتصادي
ارتفعت الأسهم الآسيوية بعد أن قلل الرئيس دونالد ترمب من حدوث ركود، ما ساعد الأسهم الأمريكية على التعافي في وقت متأخر بعد تقلبات طوال اليوم.
الأسهم في اليابان وهونج كونج وكوريا الجنوبية صعدت، في حين انخفضت أسهم أستراليا مع تذبذب مؤشر (S&P/ASX 200) بالقرب من منطقة التصحيح، واستبعد ترمب استثناء أستراليا من التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم رغم الحملة التي قادها رئيس وزرائها أنتوني ألبانيزي للحصول على استثناء.
العقود الآجلة لمؤشري "إس أند بي 500" و "ناسداك 100" ارتفعت في التداولات المبكرة، بعد أن قال ترمب إنه لا يرى ركودا اقتصاديا في أمريكا، ما قلل من توترات وول ستريت بشأن حربه التجارية، كما ارتفعت السندات الحكومية الأمريكية ومؤشر قوة الدولار قبيل قراءة التضخم الاستهلاكي المزمع إصدارها اليوم الأربعاء، التي ستعطي إشارات حول اتجاه أسعار الفائدة.
سياسة ترمب التجارية، وإعادة تموضع القوى الجيوسياسية بشأن أوكرانيا، والتضخم المستمر، والوتيرة غير المعروفة لخفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، أثرت في الأسواق هذا العام، ما ترك الأسهم الأمريكية على حافة التصحيح.
قلق بشأن نمو الاقتصاد الأمريكي
مؤشر تقلبات الأسهم (VIX) اقترب من أعلى مستوى له منذ أغسطس، في حين أن مقياسا مشابها للسندات الحكومية وصل إلى مستويات لم تشهدها الأسواق منذ نوفمبر، حيث لا يزال المشاركون في السوق قلقين بشأن نمو الاقتصاد الأمريكي.
أخصائي محفظة الأسهم الآسيوية في "إيست سبرينغ للاستثمارات" كين وونغ قال "أي تخفيف من هذه الضوضاء الجيوسياسية هو أمر جيد للأسواق في الوقت الحالي"، مضيفا أن الأخبار المتعلقة بوقف إطلاق النار في أوكرانيا والتخفيف في التوترات التجارية بين أمريكا وكندا تساعد الأسواق، إذ أن "الأمور تختلف تماما عما كانت عليه قبل 8 ساعات فقط".
محللو "جي بي مورجان"، و"آر بي سي كابيتال ماركيتس" خفضوا التوقعات المتفائلة لـ 2025 بسبب التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب، والتي أثارت مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي، فضلا عن تساؤلات المستثمرين حول التقييمات المرتفعة لأسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، وكان إستراتيجيو "سيتي جروب" قد خفضوا تقييمهم للأسهم الأمريكية من زيادة الوزن إلى محايد.
نيل دوتا من "رينيسانس ماكرو ريسيرش" قال "ما يفعله ترمب لم يساعد أسواق الأسهم الأمريكية"، مضيفا "في الوقت الحالي، لا أرى ركودا، لم نشهد أبدا ركودا نتيجة لعدم اليقين في السياسات نفسها، ولا نعرف بعد كيف ستتفاعل الأسواق إذا أسفر التصعيد الحالي من ترمب عن تهدئة لاحقا".
استبعاد الركود
في أمريكا تراجع مؤشر "إس أند بي 500" أمس الثلاثاء بنسبة 0.8%، وفقد مؤشر "ناسداك 100" نحو 0.3%، رغم أن العقود الآجلة ارتفعت بعد إغلاق التداولات، حيث حاول ترمب تهدئة المخاوف بشأن الركود في الاقتصاد الأمريكي، وقال "لا أرى ذلك على الإطلاق، أعتقد أن هذا البلد سيزدهر"، مضيفا "الأسواق سترتفع وتنخفض لكن كما تعلمون، علينا إعادة بناء بلادنا".
البيت الأبيض أكد أن التعريفات الجمركية بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ على كندا ودول أخرى، في الوقت الذي تراجع فيه ترمب عن تهديده بفرض رسوم بنسبة 50% على المعادن من أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.
يتوقع متابعة الأسهم الصينية عن كثب، حيث واصل المستثمرون التحول نحوها بدلا من الأمريكية، وارتفع مؤشرها في هونج كونج 20% هذا العام رغم تهديد أمريكا بفرض مزيد من الرسوم الجمركية، وتشير التقارير إلى أن محادثات واشنطن وبكين حول التجارة وقضايا أخرى عالقة في مستويات منخفضة، حيث فشل الجانبان بالتوصل إلى اتفاق بشأن طريقة للمضي قدما.
التوجه نحو الصين
رئيس قسم آسيا في "جيه بي مورجان" المشارك في قيادة إستراتيجية الأسهم للأسواق الناشئة راجيب باترا قال "من المتوقع أن يدعم الاستقرار الناشئ في سوق العقارات الصينية وجهود الحكومة لإحياء تأثير الثروة في نظام استهلاك المواطنين"، مضيفا "تذكروا، لا يزال لدى الصين موارد غير مستغلة".
في مكان آخر، قبلت أوكرانيا اقتراحا أمريكيا لتهدئة مؤقتة لمدة 30 يوما مع روسيا كجزء من صفقة مع إدارة ترمب لرفع تجميد المساعدات العسكرية والاستخباراتية لكييف، بعد 8 ساعات من المحادثات في السعودية أمس الثلاثاء.
فيما يتعلق بقراءة التضخم الاستهلاكي في أمريكا التي ستصدر اليوم الأربعاء، يتوقع الاقتصاديون أن يظل التضخم مرتفعا في الشهر الماضي بعد زيادة كبيرة في يناير، ما يضيف أدلة على أن التقدم في كبح الأسعار قد توقف. ومن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.3% في فبراير بعد زيادة بنسبة 0.5% في بداية العام.
المحلل في "كابيتال دوت كوم" كايل رودا قال "ستكون الأسواق حذرة من مزيد من العلامات على استمرار الأسعار المرتفعة"، مضيفا "ستثير مزيدا من الأدلة على أن التضخم عالق عند المستويات الحالية مخاوف من أن الفيدرالي سيعاني عدم وجود مساحة لتحريك أسعار الفائدة إذا تسببت سياسات ترمب الاقتصادية في تباطؤ حاد في النمو الاقتصادي".