لا ذهب لا دولار .. المستثمرون الصينيون بلا خيارات آمنة

لا ذهب لا دولار .. المستثمرون الصينيون بلا خيارات آمنة

مع تراجع أسعار العقارات المحلية واضطراب الأسواق المالية لم تعد لدى المستثمرين الصينيين خيارات سهلة لتوظيف أموالهم، حتى في أسواق الذهب الملاذ الآمن، وفقا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

باع إريك لي، وهو مدير متوسط ​​المستوى في شركة مملوكة للدولة، مؤخرا شقة من غرفتي نوم في تيانجين مقابل مليوني يوان (275 ألف دولار) - بزيادة 20% تقريبًا عن سعرها قبل 12 عامًا. لكن بعد خصم تكاليف التجديد ومدفوعات الفوائد، تبين أن الاستثمار لم يُحقق أي ربح صاف تقريبا.

مع ذلك، يرى إريك لي أنه محظوظ، مقارنة بمن اشتروا شققًا في الصين بعد عام 2015. قال: "على الأقل لم أخسر المال".

والسؤال الذي يحار في إجابته الآن: كيف يتصرف بهذه الأموال؟ لا توجد خيارات سهلة أسعار المساكن في معظم المدن الصينية لا تزال في طور التعافي.

لذلك فكر في الاستثمار في الدولار والذهب وأسهم هونغ كونغ، لكن هذه الأصول لم تعد استثمارات آمنة ومستقرة – مثلما كانت في السابق - بل أصبحت أكثر تقلبا، نتيجة لاضطراب الأسواق المالية الناشئ عن عدم الاستقرار العالمي.

اعتاد الصينيون من الطبقة المتوسطة على اعتبار الاستثمار رهان أحادي الاتجاه، لأن الازدهار الاقتصادي المطول الذي شهدته البلاد في الأعوام السابقة كان يدفع الأسواق إلى الارتفاع بشكل مطرد، لكن الحال تبدل الآن.

وقال سيمون تشاو، العميد المساعد لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة بكين للمعلمين: "إنهم مصدومون من انحسار الآفاق. لم يخطر ببالهم قط أن مصدر ثروتهم الرئيسي سينكمش بشكل حاد. لقد صُدمت الغالبية العظمى بأزمة العقارات غير المتوقعة في الصين".

أضاف: "جميع الاستثمارات الأخرى التي كانت تعتمد على الزيادة المستمرة في قيمة المنازل أصبحت الآن غير مجدية. الآن لديهم أموال أقل للاستثمار، وتكلفة التجربة والخطأ في ازدياد".

وأفاد أنه قبل ثلاث أو أربع سنوات، استثمار مليون يوان في منتجات مالية مضمونة من البنك يمكن أن يُدر عوائد سنوية لا تقل عن 40 ألف يوان. اليوم، بالكاد تكسب ما يزيد قليلاً عن 10 آلاف يوان.

في الوقت نفسه، دفع تقلب أسواق الأسهم في البر الرئيسي العام الماضي، كثيرا من المستثمرين الأفراد إلى مزيد من الحذر. سجل مؤشر CSI 300، الذي يتتبع 300 من أكبر الأسهم في شنغهاي وشينزن، مكاسب بلغت 15% خلال عام 2024 بأكمله، أغلبها كان مدفوعا بارتفاع نسبته 25% في الربع الأخير من عام حافل بالتقلبات.

تقليديًا، كان الدولار والذهب تحوطين شائعين في الصين خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي، لكنهما أصبحا محفوفين بالمخاطر أيضًا.

حولت بيني لين، مديرة حسابات في شركة إعلانات في شنغهاي، ما يزيد قليلاً عن 364 ألف يوان إلى 50 ألف دولار بسعر 7.29 يووان في ديسمبر، ووضعتها في وديعة ثابتة لمدة عام بفائدة 4.5%.

قالت: "في ذلك الوقت، كنت أعتقد أن الدولار هو الخيار الأكثر أمانًا. كان أصدقائي يناقشون موعد وصول سعر الصرف إلى 7.5 يووان لكن الآن تتزايد المخاوف بشأن انخفاض قيمة الدولار، وبدأت أشعر بالقلق بشأن ما يجب فعله عند استحقاق وديعتي".

ولطالما اعتُبر الذهب "عملة صعبة" بالنسبة للمستثمرين الصينيين، إلا أن ارتفاع أسعاره جعل الوصول إلى سوقه أصعب. ارتفعت أسعار الحُلي الذهبية لدى كبار تجار التجزئة الصينيين 14%، متجاوزة 920 يوانا للجرام في أواخر مارس.

حتى الساعات الفاخرة التي كانت في يوم من الأيام رمزا للمكانة الاجتماعية واستثمارا آمنا بالنسبة للأثرياء الصينيين فقدت بريقها. في ذروته، بلغ سعر ساعة رولكس في السوق الثانوية 1.2 مليون يوان، لكن بحلول 2022 انخفض إلى 800 ألف يوان، وهو الآن 420 ألف يوان - تراجع نحو 50% في ثلاث سنوات، وفقًا لتقارير وسائل إعلام محلية.

الأكثر قراءة