النفط يقلص خسائر اليوم لكنه يظل منخفضا تحت ضغط مخاوف الركود
عوضت أسواق النفط بعضا من خسائرها المبكرة اليوم الإثنين؛ لكنها ظلت منخفضة خلال التعاملات تحت ضغط مخاوف حدوث ركود اقتصادي قد يقلل الطلب على الخام، نتيجة لتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، في الوقت الذي يستعد فيه تحالف "أوبك+" لزيادة الإنتاج.
وبحلول الساعة 02:50 بتوقيت جرينتش، كان خام القياس العالمي مزيج برنت منخفضا 1% إلى 64.54 دولار للبرميل، في حين خسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.9% مسجلا 61 دولارا للبرميل.
وانخفضت العقود الآجلة للخام بأكثر من 4% خلال اليوم في منتصف التعاملات الآسيوية مع تصاعد الصراعات التجارية العالمية بعد إعلان الصين عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية من 10 أبريل ردًا على الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
أكد الإجراء الصيني مخاوف المستثمرين من اندلاع حرب تجارية عالمية شاملة، واحتمال تعرض الاقتصاد العالمي لخطر الركود.
وجرى استثناء واردات النفط والغاز والمنتجات المكررة من الرسوم الجمركية الجديدة الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ لكن هذه السياسات قد تؤدي إلى تفاقم التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة النزاعات التجارية مما سيضغط على أسعار النفط.
مخاوف الركود تتزايد
قال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول يوم الجمعة إن الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترمب "أكبر من المتوقع" ومن المرجح أن تكون التداعيات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو، أكبر من المتوقع أيضا.
وخلال الأسبوع الماضي، تراجع برنت 10.9%، في حين هبط خام غرب تكساس 10.6%.
وتوقع "جولدمان ساكس" اليوم بنسبة 45% احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة خلال الاثني عشر شهرا المقبلة؛ كما عدل توقعاته لأسعار النفط بالخفض.
خفض سيتي أيضا توقعاته لخام برنت؛ وقال "جيه.بي مورجان" الأسبوع الماضي إنه يتوقع بنسبة 60% احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم.
ألكسندر شورين، مدير شركة "روسكا" الأمريكية لحلول الطاقة، قال بدوره لـ "الاقتصادية" إن سعر خام غرب تكساس الوسيط تراجع إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2021 "وسط مخاوف من أن الرسوم الجمركية العالمية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ستدفع الولايات المتحدة إلى الركود".
ترقب لتحركات "أوبك +" وعزوف عن المخاطرة
في مطلع الأسبوع، شدد وزراء "أوبك+" على ضرورة الالتزام الكامل بأهداف إنتاج النفط ودعوا الأعضاء الذين زاد إنتاجهم عن الحد إلى تقديم خطط بحلول 15 أبريل لتعويض فائض الإنتاج.
ويرى مختصون ومحللو نفط أن تحالف "أوبك+" من المتوقع أن يزيد إنتاج النفط بمقدار 411 ألف برميل يوميا في مايو المقبل، مما يزيد الضغوط الهبوطية على معايير الخام العالمية.
سوون يونج، المدير السابق في شركة "فيتنام بتروليوم"، قال بدوره لـ "الاقتصادية" إن حالة "عدم اليقين الاقتصادي ومخاوف الركود تؤدي إلى انخفاض أسعار النفط؛ ويتزامن ذلك مع قرار أوبك+ زيادة إنتاج النفط الخام بمقدار 411 ألف برميل يوميا في مايو المقبل.
وسيطر العزوف عن المخاطرة على تدفقات الأموال الأسبوع الماضي، بعد إعلان رسوم ترمب الجمركية، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" فيتوريو موسازي، مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة، مشيرا إلى "انقلاب توقعات النمو والتضخم رأساً على عقب".