حرب ترمب الجمركية على بكين تهز عرش "LVMH" للمنتجات الفاخرة
تواجه العلامات التجارية الفاخرة تحديات في الوصول إلى الأسواق العالمية بنفس السهولة التي كانت تتمتع بها سابقاً، وهو وضع تعمق أكثر مع الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. ويتفاقم ذلك مع تضرر الأسواق الكبيرة، على رأسها الصين، من تغير السياسات التجارية وتباطؤ النمو.
هذا الموضوع حضر ضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج "Businessweek" على قناة "الشرق" حيث تم رصد تداعيات الحرب التجارية على قطاع الرفاهية في العالم، بالإضافة إلى قرار بكين بحظر بعض أفلام هوليوود.
"هيرميس" تتقدم على "LVMH"
للمرة الأولى منذ سنوات، تجاوزت شركة "هيرميس" (Hermès) الفرنسية منافستها "إل في إم إتش" (LVMH) في القيمة السوقية، في تطور يعكس تحولات عميقة في سوق الرفاهية العالمية. ويأتي هذا التفوق بعد أن خيّبت "LVMH" توقعات المستثمرين بنتائج الربع الأول من 2025، مدفوعةً بتراجع حاد في المبيعات في الصين بنسبة تقارب 11%، وهو ما أدى إلى هبوط سهمها بأكثر من 8%، ومحت الشركة أكثر من 20 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد.
الصين، التي كانت محرّك النمو الأول لقطاع الرفاهية بعد جائحة كورونا، باتت اليوم تشكل مصدر قلق لشركات الرفاهية العالمية. ففي ظل تباطؤ النمو الاقتصادي، والمخاوف من الركود وحالة عدم اليقين الناتجة عن رسوم ترمب، انخفضت مبيعات "LVMH" في آسيا بشكل ملحوظ، لتؤثر على أرباحها وتوقعاتها المستقبلية. علماً أن آسيا وتحديداً الصين تمثّل 30% من مبيعات المجموعة.
نتيجة ذلك، تفوقت "هيرميس" على منافستها الفرنسية من حيث القيمة السوقية، حيث بلغت نحو 281 مليار دولار، ما يجعلها الشركة الفاخرة الأعلى قيمة في العالم في الوقت الحالي، مقابل تراجع قيمة "LVMH" إلى نحو 270 مليار دولار.
"شبح" الحرب التجارية يطارد "هوليوود"
امتد التصعيد في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين إلى قطاعات عدة بما في ذلك السينما، حيث تخطط الصين لتقليص أو حظر عدد أفلام هوليوود المسموح بها. وعلى إثر صدور الخبر، تأثرت أسهم شركات الترفيه المدرجة في "وول ستريت"، فتراجع سهم "ديزني" بنحو 6%، وسهم "باراماونت" خسر نحو 1.1%، أما الخاسر الأكبر فكان "وارنر براذرز" الذي سجل تراجعاً حادّاً وصل إلى 13%.
هذا القرار قد يُقلّص من إيرادات استوديوهات "هوليوود"، مع مواجهة الأفلام الأميركية أصلاً قيوداً تنظيمية متزايدة في الصين خلال السنوات الأخيرة، مُقابل ازدهار كبير للإنتاج المحلي الذي بات يتصدّر شباك التذاكر. هذا القرار سيكون له تأثير مهم بالنظر إلى أن الصين تعد ثاني أكبر سوق عالمية للأفلام، وهي شريك يصعب الاستغناء عنه بالنسبة لشركات الإنتاج الأميركية الكبرى.