من غسل الصحون إلى رئيس شركة بقيمة 3 مليارات دولار.. من هو شيلدون يلين؟
في زمن تتبنى فيه الأجيال الشابة، لا سيما جيل زد، فكرة تجسيد الأحلام وتحقيق الطموحات من خلال قوة الخيال، يقدّم شيلدون يلين، الرئيس التنفيذي لشركة بيلفور، درسا عمليا في النجاح. فرغم إيمانه بالتخيل، إلا أنه مقتنع أن الطموح وحده لا لا يكفي، بل يجب دعمه بالالتزام الصارم والمساءلة الذاتية اليومية.
في حديثه لمجلة فورتشن، يشرح يلين عادته التي يمارسها بلا انقطاع: "كل ليلة، عندما أستعد للنوم، أنظر في المرآة وأسأل نفسي سؤالاً بسيطاً لكنه صعب الإجابة: إلى أي مدى كنت منتجا اليوم؟".
يمنح يلين نفسه تقييما دقيقا من 1% إلى 100%. وإذا شعر أنه حصل على درجة متدنية، لا يستطيع النوم ببساطة، بل يبدأ فورا في إنجاز عمل ما لتعويض التقصير.
قصة يلين ليست فقط مصدر إلهام، بل تجسيد عملي لما يمكن أن يحققه الإنسان بالإصرار. نشأ في عائلة فقيرة، وبدأ العمل في سن 11 كغاسل أطباق في أحد مطاعم كوني آيلاند. لاحقا، عمل في ناد صحي للرجال في ديترويت، حيث كان يلمع الأحذية وينظف المراحيض.
يتذكر قائلا: "كنت أؤمن أن من يعمل بجد، سيلاحظه الآخرون. وهذا ما حدث فعلا. كلما اجتهدت أكثر، فتحت أمامي أبواب جديدة."
ترك المدرسة الثانوية، وعمل دون انقطاع لـ7 أيام في الأسبوع، متنقلا بين تلميع الأحذية وغسل السيارات وقيادة السيارات للمشاهير، حتى وصل إلى مجال الترميم في سن الـ 26.
ترأس ييلين شركة بيلفور العالمية، التي تتلقى نحو 330 ألف استدعاء سنويا لمواجهة الكوارث الكبرى مثل الأعاصير والفيضانات. بفضل رؤيته وإدارته، تمكنت الشركة من التعامل مع كوارث مثل أحداث 11 سبتمبر وإعصار كاترينا وفيضانات تايلاند في 2011.
ييلين يؤكد أن التفاني والمحاسبة الذاتية الصارمة هما مفتاح النجاح، إلى جانب خيال يساعد على رسم المسار إلى القمة، مشددا على أن الخيال يجب أن يرافقه التزام حقيقي.
ويؤمن الرجل بأن الصبر والمثابرة قد يتطلبان وقتاً لتحقيق النتائج المرجوة، ولكن مع الإيمان بأن الالتزام الصادق يجذب الدعم من الآخرين. يُعد ييلين مثالاً يُحتذى به لجيل الشباب في مجال الأعمال، ويشجع على تحمل المسؤولية الشخصية لتحقيق الأهداف.
يذكر أن شركة BELFOR، التي يديرها يلين، تُعد من أكبر شركات استعادة الممتلكات في العالم، وتُقدّر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، مع وجود أكثر من 14 ألف موظف في 34 دولة حول العالم.