الاستغناء عن البشر .. كيف تتحدى شركة تكنولوجية ناشئة المستقبل؟
في خطوة جريئة تعكس التحولات المتسارعة في عالم الذكاء الاصطناعي، تهدف شركة تكنولوجية ناشئة تدعى «ماكنايز» إلى أتمتة كافة الوظائف البشرية والاعتماد الكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الأنشطة الاقتصادية، بحسب ما ذكرته مجلة فورتشن.
الشركة وعبر موقعها الرسمي، أعلنت سعيها إلى "تمكين الأتمتة الكاملة للاقتصاد"، معتبرة إمكانات السوق "ضخمة بشكل غير معقول".
وقالت: "يتقاضى العاملون في الولايات المتحدة نحو 18 تريليون دولار سنويا إجمالا، أما بالنسبة إلى العالم أجمع، فإن الرقم أكبر 3 مرات، أي تقريبا 60 تريليون دولار سنويا".
كما تتوقع الشركة "نموا اقتصاديا هائلا" من خلال "أتمتة العمل بالكامل" التي قد تُسهم في رفع المستويات المعيشية وتوفير سلع وخدمات جديدة "لا يُمكننا حتى تخيلها اليوم".
في عالم تُسيطر فيه الأتمتة على العمل البشري، صرّح مؤسس الشركة تامي بيسيرأوجلو لموقع «تيك كرنش» بأن أجور البشر سترتفع لأنهم "أكثر قيمة في الأدوار التكميلية التي لا يُمكن للذكاء الاصطناعي فعلها".
وقال: "حتى في السيناريوهات التي قد تنخفض فيها الأجور، فإن الرفاه الاقتصادي لا تحدده الأجور فقط، عادة ما يحصل الناس على دخل من مصادر أخرى - مثل الإيجارات وأرباح الأسهم والدعم الحكومي".
وبينما تسعى الشركة إلى أتمتة جميع الوظائف، أكد بيسيرأوجلو أن الأولوية الحالية هي أتمتة الوظائف المكتبية والإدارية، وليس الأعمال اليدوية التي تتطلب بنية تحتية روبوتية.
«ماكنايز» هي أحدث شركة ناشئة تنضم إلى صفوف شركات الذكاء الاصطناعي التي وعدت بالاستغناء عن البشر، بينما تسعى شركات، مثل "ميركور" و"أرتيسن" و" كوفرز إيه آي"، إلى أتمتة أقسام أو مهام معينة في سير العمل المؤسسي، تخطط "ماكنايز" لأتمتة جميع الوظائف.
لقيت هذه الشركات الناشئة ترحيبا من شركات رأس المال المغامر والشركات التي تسعى إلى توفير المال، لكنها واجهت انتقادات لاذعة من خبراء السياسات العامة، وحتى من الاقتصاديين الذين يحذرون من الآثار المدمرة المحتملة للبطالة الجماعية.
