الصين تواجه خسائر فادحة في قطاع البلاستيك .. المصانع معرضة للتعطل

الصين تواجه خسائر فادحة في قطاع البلاستيك .. المصانع معرضة للتعطل

تركزت قصة حرب الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن حول أن الصين ستلحق بها خسائر أكبر من زيادة الرسوم الجمركية، لأنها تستورد من الجانب الأمريكي أقل كثيرا مما تستورده أمريكا من الصين.

هذا صحيح بشكل عام، كما يقول موقع "ذا ويسترن جورنال"، لكن قصة المعاناة التي تواجهها صناعة البلاستيك الصينية تُظهر أن تباطؤ الواردات من الولايات المتحدة قد يُلحق بها ضررا جسيما.

وفقًا لصحيفة "سنغافورة بيزنس تايمز"، قد تتوقف مصانع البلاستيك في جميع أنحاء الصين عن العمل، لأنها ستفتقر إلى مكون أساسي في الإنتاج، تحصل عليه في الغالب من الولايات المتحدة.

أشارت "بلومبرغ" يوم الاثنين إلى أن مشتريات الصين من الغاز الطبيعي المسال انخفضت إلى الصفر في مارس، وأن الواردات جُمدت قبل تطبيق الرسوم الجمركية. وبحسب بيانات صادرة عن الجمارك الصينية يوم الأحد، انخفض إجمالي شحنات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية للصين في الربع الأول بنسبة 70%. وقد دفع هذا الصين للتوجه إلى إندونيسيا وقطر للحصول على إمدادات الغاز المسال.

وتعد هذه الفترة الأطول، منذ آخر حرب تجارية اندلعت خلال ولاية الرئيس ترمب الأولى، التي تنقطع فيها إمدادات الغاز الطبيعي المسال. في ذلك الوقت لم تستلم الصين شحنات لمدة 400 يوم تقريبًا.

قال مانيش سيجوال، محلل في شركة ريستاد إنرجي، لصحيفة "سنغافورة بيزنس تايمز": "الوضع حرج بالنسبة لمصانع تكسير الإيثان الصينية. ليس لديها بديل عن الإمدادات الأمريكية (...) ما لم تُمنح إعفاءات جمركية، فقد تضطر إلى إيقاف الإنتاج أو الإغلاق". ويأتي معظم الإيثان الذي يستخدمه المصنعون الصينيون من الولايات المتحدة.

مع فرض الصين رسومًا جمركية بنسبة 125% على الواردات الأمريكية، ستخسر مصانع البلاستيك 184 دولارًا عن كل طن من الإيثان المُعالج. وفي حال عدم فرض الرسوم ستتجاوز أرباحها 100 دولار للطن.

ذكرت صحيفة "بيزنس تايمز" أن الصين لن تتمكن من سد فجوة الإيثان من خلال الإنتاج المحلي الذي بلغ 120 ألف طن في عام 2024، وفقًا لشركة الاستشارات الصناعية "جيه إل سي إنترناشونال".

علاوة على ذلك، تتميز سوق الإيثان بعقود طويلة الأجل، مع فرص ضئيلة أو معدومة لإعادة بيع الشحنات في السوق الفورية، ما يجعل من الصعب على الصينيين الحصول على إمدادات بديلة من مصادر غير أمريكية. ولا تزال إندونيسيا وقطر غير قادرتين على تعويض نقص الغاز الطبيعي المسال من مصادر أمريكية.

لا تقتصر المشكلة على أن المنتجات الصينية أصبحت غير قادرة على المنافسة في السوق الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية، ولكن رسوم الصين نفسها جعلت المواد الخام اللازمة لصنع تلك المنتجات غير قادرة على المنافسة أيضًا.

الأكثر قراءة