جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: خطوة في طريق توفير بدائل للنفط
أكد عدد من الخبراء في المجال العلمي أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ستكون في طليعة الجامعات التي تشق طرق المنهج الحديث على مستوى العالم في القرن 21، وذلك بالنظر إلى كل الأمور الجديدة التي نفذتها الجامعة أو التي أنشأتها، فجميعها تقف عند حدود تخصصات متعددة، فضلا على تأكيدها على التعاون والعمل الجماعي.. إنها موجة المستقبل.
وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية جامعة أبحاث عالمية على مستوى الدراسات العليا، تكرس جهودها من أجل انطلاق عصر جديد من الإنجازات العلمية في المملكة والمنطقة والعالم، وبوصفها جامعة مستقلة قائمة على الجدارة، فهي تعمل من أجل تمكين صفوة الباحثين من أنحاء العالم ومن مختلف الثقافات من العمل معا لإيجاد الحلول المناسبة للتحديات العلمية والتقنية.
كما تسهم شبكة الأبحاث والتعليم العالمية في الجامعة في دعم المواهب المتنوعة سواء داخل الحرم الجامعي أو في الجامعات والمؤسسات البحثية الرائدة الأخرى من خلال اتفاقيات للتعاون البحثي وبرامج الهبات والمنح الدراسية للطلاب.
وكصورة متوقعة للجامعة بعد 15 عاماً، يرى الخبراء أن كل شيء سيتوقف على مدى نجاح الجامعة في اختيار المجموعة الأولى من الرواد، ومدى نجاحها في اختيار الطلاب، ومدى نجاحهم عندما يغادرون الجامعة، وأن ما سيحدث هو أن جامعة الملك عبد الله سوف تنتقل إلى مرحلة الحكم عليها بالطريقة نفسها التي يُحكم بها على جميع الجامعات، وهي نوعية الطلاب والمساهمات التي يقدمها خريجوها في نهاية المطاف للمجتمع.
وقالوا: «إن الحكم الحقيقي على جامعة الملك عبد الله سيستغرق من 15 إلى 20 سنة لتقييم نوعية العمل الذي يجري تنفيذه»، مشيرين إلى أن معايير الحكم موجودة، غير أنه في حالة جامعة الملك عبد الله سيكون هناك مقياس منفصل، وهو أثرها في المنطقة، وأما تقييم هيئة التدريس فسيكون بعضه من خلال معايير قياسية، مثل الحصول على الجوائز، والمنح، ووجود دور فاعل للجامعة في إحداث تغييرات في اقتصاد المملكة.
وتستقطب جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عشرات العلماء حيث السمعة العالمية التي تملكها تلك الكفاءات الأكاديمية والبحثية، ولا ريب في أن تلك الشخصيات الرائدة في مجال التعليم العالي لم تقبل الانضمام إلى أسرة جامعة الملك عبد الله إلا بعد تفكير عميق، خلصت من خلاله إلى أن وجودها في قلب هذه التجربة سيحقق لها إضافة مميزة للسجل العلمي لكل شخصية من تلك النخبة المميزة، وسوف يتعلم كل منهم كثيراً عن السعودية، البلد الذي لم يعرفوا عنه إلا القليل نسبياً، وكيف يمكن أن يتعامل كل منهم مع إنشاء جامعة من الصفر، وكيف يمكن اتخاذ قرارات تختلف عن القرارات التي تتخذ يومياً في جامعات الغرب العريقة.
إن المملكة لا تحتاج إلى جامعات تقليدية جديدة، وقياداتها تنظر إلى التعليم بشكل جدي كطريق لممارسة الحياة المهنية في مجال العلوم والهندسة، ولعل الميزة الأساسية في هذه الخطوة أنها تعكس رغبة القيادة في المملكة في جعل السعودية قادرة على التكيف مع لحظة لن يكون النفط قادراَ فيها على تلبية احتياجات البلاد بالكامل.
وتبدو الطريقة التي اختارتها جامعة الملك عبد الله لتأمين انطلاقتها مقنعة جداَ بالنسبة للهيئة الأكاديمية، فـشراكات التعاون في مجال البحوث التي أقامتها جامعة الملك عبد الله مع الجامعات والقطاع الصناعي الخاص في مختلف أنحاء العالم، تعني أن الجامعة ستنطلق على أسس سليمة، كما استعانت هذه الشراكات ببعض أفضل العلماء في العالم عند التفكير في الكيفية التي ينبغي أن تضع جامعة الملك عبد الله مناهجها بها، وكيف ينبغي اختيار هيئة التدريس، وأنواع الموارد المختبرية التي ستحتاج إليها.
ويعتقد أن تطور هذه الشراكات مع مرور الزمن سيتجاوز بناء اسم الجامعة وسمعتها، والتأكد من صحة القرارات التي تتخذ في المرحلة الأولى الحاسمة إلى ما يجري في الجامعات العريقة في الغرب، وهو أن العلم عالمي، والهندسة عالمية، وقد فعلت جامعة الملك عبد الله هذا الأمر بذكاء شديد، وهو إعطاء دفعة قوية لهذا النوع من شراكات التعاون، وهو ما سيؤدي إلى مزيد من النشاط العلمي المثير للاهتمام، ويرى أكاديميون أن أفضل التجارب في كثير من الأحيان هي أخطر التجارب، ويجب أن تكون مستعدًا لتحمّل المخاطر إذا كنت ستفعل شيئاً جريئًا، فإذا كان الأمر لا ينطوي على مخاطر فإنه لا يكون جريئًا.
معيار مرتفع جداً لنوعية هيئة التدريس ونوعية الطلاب
كما أن العناصر التي تم تنفيذها والتي تزيد من احتمال النجاح، هي أولاً وقبل كل شيء تتمثل في وضع معيار مرتفع جداً لنوعية هيئة التدريس ونوعية الطلاب، ثم المبالغة في الطموح، فهذه الجزئية ستكون في غاية الأهمية ومن عوامل النجاح الأخرى، في نظر المختصين والباحثين، المحافظة على التعاون العالمي، فهذا أمر في غاية الأهمية، وأسوأ ما يمكن أن تفعله أي جامعة هو التراجع عن تلك (الشراكات)، وأن تصبح جزيرة في عالم المعرفة والبحث العلمي، ولعل أكثر الأشياء إثارة في جامعة الملك عبد الله هو أنها جامعة عالمية، ويجري اختيار طلابها من مختلف الثقافات والأعراق في أنحاء العالم، ومن المعروف أن الجامعات الغربية تنفق أسابيع وساعات لا حصر لها في كل عام لاختيار دفعة مثل الدفعة التي تسعى جامعة الملك عبد الله إلى جذبها من جميع أنحاء العالم، من مختلف الخلفيات الثقافية، فكثير من الأمور المثيرة للاهتمام لا تحدث إلا في وجود ذلك المزيج.
لقد اتخذت جامعة الملك عبد الله بحكمة بالغة قرار التأكيد على نوع العلوم التي ستفيد المنطقة في نهاية المطاف، وهذا قرار منطقي للغاية، ويرجع ذلك من ناحية إلى وجود عدد قليل جداً من الجامعات البحثية الجيدة في المنطقة، ومن ثم إلى وجود عدد قليل جداً من الأشخاص الذين يركزون عملهم على المشكلات الخاصة في المنطقة، مثل الملوحة، تحلية المياه ومثل مستقبل بيئة البحر الأحمر المهدّدة، بسبب تغيّر المناخ أو تدهور نوعية المياه فيه، وهذه هي القضايا التي لها صلة مباشرة برفاه السعودية في المستقبل، وهي مشاكل مثيرة للاهتمام حقاً وصعبة وجديرة بالدراسة.
وتواجه جامعة الملك عبد الله تحديات السعودية بتقنيات النانو التي يمكن توظيفها في تحلية المياه، وصناعة البتروكيماويات، وتوليد الطاقة الشمسية، وإزالة مشتقات ثاني أكسيد الكربون الملوثة، ويأتي اجتماع علماء وباحثين ومتميزين على مستوى عالمي ومن خلفيات متنوعة في مجالات أبحاث تقنية النانو مؤسس لقاعدة متقدمة وصلبة في السعودية. كما أن أبحاث تكنولوجيا النانو تتماشى مع أهداف التنمية وتسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع معرفي ومعلوماتي.
ثورة علمية
ويجزم مراقبون أن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ستمثل ثورة علمية على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط خصوصا أن الجامعة تضم مراكز بحثية علمية متخصصة تهتم بدراسة الاحتياجات الصناعية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتطوير الصناعات المستقبلية.
كما أن افتتاح الجامعة تجسد اهتمام القيادة السعودية بأن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة في تسخير مواردها للبحث العلمي واحتضان العلماء ليكرسوا خبراتهم وتجاربهم لوضع الحلول للعقبات التي تعترض التنمية والاقتصاد والبيئة والصناعة وترتبط مباشرة بالعجلة الاقتصادية لكي تزاوج بين البحث العلمي وحاجات التنمية الصناعية والاقتصادية في البلاد.
ويجري حاليا تطبيق برنامج استراتيجي للشراكات والتعاون الصناعي والاقتصادي لدى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية مع جهات دولية ومحلية بحثية مرموقة حيث تعتزم الجامعة زيادة أعداد مراكزها البحثية إلى أكثر من 20 مركزا بحثيا مع عام 2020م، إلى جانب المراكز البحثية التسعة ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالتقنيات المستخدمة لمقياس النانو والتصنيع المتناهي الصغر التي أسستها الجامعة أخيرا، كباكورة لمراكزها البحثية مع انطلاق أعمالها .
تقنية النانو
كما يجري التركيز في الجامعة أيضا على تقنية النانو في مجال النفط والطاقة الشمسية، تحلية المياه، الحوافز، البتروكيماويات، صفائح الطاقة الشمسية، المركبات الكيميائية ذات الاستخدامات المتقدمة، وكذلك في مجال إزالة مشتقات ثاني أكسيد الكربون الملوثة من الجو نتيجة احتراق النفط. وترتكز الجامعة في أبحاثها على موضوعات رئيسية تعنى بتعزيز التنويع الاقتصادي لدى المملكة والذي يتفق واحتياجاتها، لاسيما في عدد من المجالات المرتبطة بالطاقة وإنتاج المياه، بما يتزامن مع استراتيجيات تتواءم مع الأهداف العامة والخاصة للتنمية والتطوير.
وتخضع أولويات أبحاث الجامعة لمدى تقدم أداء الفريق البحثي لديها ونتائج أبحاثه في المجالات التي تتطلع المملكة إلى تطويرها، إضافة إلى الدعم الاقتصادي الضخم الذي تحتاج إليه تلك المشاريع البحثية، في الوقت الذي يلعب اهتمام وتمويل شركات القطاع الخاص دورا محوريا في تنفيذ تلك المشاريع البحثية.
100 باحث وعالم وفني
وثمة أكثر من 100 باحث وعالم وفني في الجامعة الآن يسابقون الزمن في مختبراتهم الخاصة في إطار أبحاث تطبيقات وتقنيات النانو بهدف الوصول إلى نتائج بحثية تحقق اقتصاد معرفي واستثماري تتطلع إليهما الجامعة، ويعمل الباحثون بمثابرة بهدف تحقيق إنجازات علمية في مجالاتهم البحثية، بعد أن وصل معظمهم إلى جامعة الملك عبد الله، حيثما بدأ دور كل منهم منذ لحظة وصوله إلى المملكة في تصميم وإعداد مختبره الخاص بحسب متطلبات عمله البحثي.
إن الدراسات البحثية المستخدمة لتقنيات النانو في مراكز الجامعة والتي تدعمها المرافق الأساسية التابعة للجامعة تركز على مجالات الحفز وعلم الإحياء الحسابي والنمذجة الهندسية والتصور العلمي والغشائيات وعلم وهندسة الطاقة الشمسية والطاقة البديلة وعلم هندسة البحر الأحمر والاشتعال النقي وتحلية المياه وإعادة استخدامها، وبدا إعداد وتنظيم مراكز البحوث والمرافق المركزية لحظة الإعلان عن الجامعة، ذلك أن التجهيزات والإعدادات مرت بعدة مراحل قبل الوصول إلى هذه المرحلة وهي مرحلة إنهاء الاستعدادات اللازمة لإقامة المراكز والمرافق البحثية.
مراكز الأبحاث العلمية
يأتي تقسيم مراكز أبحاث تطبيقات «النانو» على ثلاثة مستويات تضم أولا مراكز بحثية تضطلع بتنفيذ المشاريع البحثية الكبرى المتعلقة بأبحاث تطبيقات النانو، وثانيا مختبرات متخصصة يتم تشغيلها من قبل باحثين في مجالات وحقول متخصصة على الصعيد العالمي، وثالثاً مختبرات ومرافق تقدم خدمات لوجستية وبحثية مساندة للمراكز البحثية.
فيما يؤدي المرفق المركزي لأبحاث التصنيع المتقدم متناهي الصغر دورا حيويا ومهما في مجال تقديم الخدمات البحثية في الجامعة، حيث تم تصميمه كهمزة وصل في تقديم خدمات أساسية وتكميلية لبقية المراكز والمختبرات المصممة وفق أحدث المعايير والمواصفات العالمية بتنفيذ وإشراف من قبل خبراء متميزين ينتمون إلى أعرق الجامعات والمراكز العالمية التي تتقدمها جامعة بيركلي وكلية أمبيريال، كما ستتم الاستفادة من ذلك المرفق من قبل جهات وجامعات محلية وجهات دولية أيضا.
رنين مغناطيسي
ووفرت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أحدث جهازي رنين مغناطيسي نووي في تطبيقات تقنية النانو يستخدمان لأول مرة عالميا في تحليل وتوصيف جزيئات الذرة ضمن عشرة أجهزة رنين مغناطيسي نووي متطورة في تطبيقات تقنية النانو، ما سيضع الجامعة في مصاف متقدمة بين جامعات العالم في أبحاث النانو وتقنياته المتطورة.
وهنا يؤكد كثير من الخبراء والباحثين أن اجتماع كل هذه الأجهزة تحت سقف واحد أمر نادر الحدوث في جامعات العالم، وهو ما يميز جامعة الملك عبد الله عالميا، ويمثل نقلة نوعية في أبحاث تقنيات النانو في مختلف المجالات العلمية والبحثية والريادة في مراقبة وتوصيف جزيئات الذرة وفك شفراتها علميا.
علماء وباحثون ومتميزون
كما أن اجتماع علماء وباحثين ومتميزين على مستوى عالمي ومن خلفيات متنوعة في مجالات أبحاث تقنية النانو يؤسس لقاعدة متقدمة وصلبة للوصول إلى نتائج ومبتكرات بحثية ذات توجهات علمية تخدم مختلف التقنيات والتطبيقات المتعلقة بالنانو، لاسيما في إطار تعدد المفاهيم والدراسات والمشاريع البحثية الممولة في سياق تقنية النانو التي تعد أحد العلوم المتطورة جدا.
ومن المعروف لدى الباحثين المتخصصين فإن مقياس النانو- الذي يعادل واحدا في البليون من المتر- يمكن العلماء والباحثين من إعادة تشكيل وصياغة التركيبة البنائية للمركبات والمواد على المستوى الجزيئي في مجالات مهمة كالطاقة والمياه وغيرها من المجالات البحثية المتطورة كالنفط والبتروكيماويات والزراعة والحوسبة والكيمياء والفيزياء والعلوم الطبية والحيوية.
وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أول من استقطب هذين الجهازين في العالم بين نحو ثلاثة آلاف جهاز تحليل وتوصيف وفصل تعمل بمقياس النانو في مراكز ومختبرات ومرافق الجامعة، مع توفر أكثر من 18 جهازا مجهريا متقدما وضخما للمسح والتوصيف تقوم بخدمة مراكز الأبحاث والمرافق المركزية الأساسية، إضافة إلى أجهزة متطورة في تقنية الرنين المغناطيسي تقوم بتوصيف وتحليل وتحديد جزيئات المواد العضوية وغير العضوية بقوة حقول مغناطيسية تتراوح بين 950 MHz و400 MHz، وذلك بهدف تغطية الأبحاث البيولوجية والمواد والتحاليل الكيميائية على حد سواء، وتوفر أجهزة أبحاث تقنية النانو بالجامعة كل الاحتياجات الأساسية المستخدمة في مجالات أبحاث عدة ترتبط بالنانو لدى كل من المرافق البحثية المشتركة والمنفردة، مما يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة من إجراء الأبحاث العلمية في إطار هذه التقنية، وتنقسم المجاهر العملاقة في هذا المرفق إلى عدة أنواع أهمها مجهر النفاذ الإلكتروني، مجهر المسح الإلكتروني، ومجهر المسح الإلكتروني ثنائي الإشعاع.
شبكة بحثية مترابطة
ويقتصر المرفق المركزي للتصنيع المتناهي الصغر لتقنية النانو على تقديم خدماته للمراكز البحثية الأساسية المشار إليها، بينما هناك مراكز بحثية مستقلة ومراكز بحثية أخرى مشتركة، قد تم تخصيص آلية عمل لها مع مرافق الأبحاث والمراكز للتمكن من الاستفادة منها جميعها ضمن شبكة بحثية مترابطة، ووظيفة المرفق المركزي تتلخص في توفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتصميم، وتصنيع، وقياس المواد والأجهزة في نطاق المايكرو والنانو وتقديم هذه الخدمات للباحثين في المجالين الأكاديمي والصناعي بمختلف التخصصات الهندسية والهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والعلوم الأساسية كالفيزياء والكيمياء والأحياء والعلوم الطبية، ويدعم هذا المرفق مشاريع بحثية في مجالات: المايكرو والنانو الكترونيات، البصريات والضوئيات، نظم المايكرو والنانو الكهروميكانيكية، البيولوجيا والكيمياء، والتطبيقات البحثية غير التقليدية.
وقد زود هذا المرفق بأحدث الأدوات والأجهزة المتطورة للقيام بهذه الوظائف على أكمل وجه، وسيساند هذا المرفق الحيوي مرافق أخرى من أهمها المرفق المركزي للتصوير والتوصيف والمرفق المركزي لمطيافية الرنين المغناطيسي النووي، كما اعد المرفق في غرف نقية خاصة تم التخلص فيها من معظم الشوائب والعوالق في الهواء الذي يغذي هذه الغرف، وأهمية هذه العملية تكمن في أن حجم المواد والأجهزة المصنعة قريبة من أحجام العوالق والشوائب الهوائية المتواجدة في البيئة المحيطة، والتي عادةً لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، وبالتالي فإن المواد والأجهزة المصنعة قد تفسد في حال وقعت هذه العوالق الهوائية عليها.
محاكاة 3 من أعرق الجامعات في العالم
وسيسهم تطبيق أساليب تقنيات متطورة بمقياس النانو في إنتاج مواد وتطبيقات عالية الجودة والكفاءة في التصنيع النانوني، وهو أحد الأهداف الرئيسية لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ومن خلال إعداد مرافق ومراكز ومعامل ضمن شبكة مترابطة بتجهيزات متقدمة، يمكن الحصول على مرفق ذي مواصفات عالمية متطورة في التجهيزات ويحاكي ثلاث من أعرق الجامعات في العالم بل ويتقدمها من حيث تلافي السلبيات الموجودة بتلك المرافق، وعند تصميم المرافق المركزية، تم استشارة خبراء من جامعة كاليفورنيا- بيركلي وجامعة كورنيل في الولايات المتحدة وجامعة أمبيريال في بريطانيا، وجامعة سنغافورة الوطنية، وجامعة هونج كونج للعلوم والتقنية، كما كلفت ذات الشركة التي قامت بتصميم المرافق المماثلة في كل من جامعة هارفارد وجامعة دوك في الولايات المتحدة، إضافة إلى جامعات أخرى، بعملية التصميم النهائي والإشراف على التنفيذ.
شراكات وتحالفات متميزة
وقد بادرت جامعة الملك عبد الله بشراكات وتحالفات متميزة مع جامعات وجهات محلية وعالمية مرموقة، تقع في إطارها مشاريع وتطبيقات بحثية مهمة في تقنية النانو ضمن مشاريع الباحثين التي تطبق في أكثر من 20 مختبرا بحثيا خاصا بكل باحث. واختارت الجامعة منها سبعة موضوعات رئيسية متعلقة بتقنية النانو في مجالات تكييف النبات، تحلية المياه، الحوافز، البتروكيماويات، صفائح الطاقة الشمسية، والمركبات الكيميائية ذات استخدامات متقدمة، وكذلك في مجال تصفية مشتقات ثاني أكسيد الكربون من الجو نتيجة احتراق النفط.
وتتماشى أهداف مراكز أبحاث الجامعة التي تعمل في إطار أبحاث تكنولوجيا النانو مع أهداف التنمية الاقتصادية للمملكة من حيث إيجاد وسائل وأساليب تسهم في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني وتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي ومعلوماتي، وذلك بالتركيز على أهداف استراتيجية ترتبط بالصحة العامة للمجتمع، وتطوير قطاع الزراعة في المملكة بالتمكين من الزراعة في ظروف قاسية، والتركيز على هندسة المواد الخام المتوافرة بشكل كبير في المملكة ومنها معادن والسيلكون وغير ذلك، وأيضا التركيز على علوم الأحياء الدقيقة الطبية والحيوية.