مؤسس بنك الفقراء: الجامعة ستعكس أوضاعنا العالمية وصورتنا في المستقبل
وصف البروفيسور محمد يونس مؤسس بنك جيرامين أول بنك للفقراء، تجربة إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بالإنجاز التاريخي الذي يحمل تصورا جديدا للتعليم والمستقبل, وأنها تعد تجربة فريدة من نوعها تجمع طلبة وطالبات متميزين من مختلف الثقافات والأعراق من أكثر من 70 دولة بهدف الاكتشاف والإبداع في أكثر من 11 مجالا علميا وبحثيا يتم تدريسها.
وقال يونس الذي قام بزيارة لجامعة الملك عبد الله في ثول مع بداية السنة الأكاديمية الأولى لها, «إن نظام التعليم في جامعة الملك عبد الله سينعكس إقليميا ومحليا على مجال التعليم في دول العالم في سنتها الأولى, وأنها المكان الأنسب لصنع عالم جديد متطور واستحضار أفكار متفردة».
وتابع قائلا: «إن خطوة إنشاء جامعة على منوال جامعة الملك عبد الله للدراسات البحثية في مجالات العلوم والتقنية, تعكس كل ما تصوره المعرفة والاكتشاف للإسهام في تحسين أوضاعنا العالمية وصورة المستقبل».
وأكد يونس أن العالم بحاجة ماسة إلى مزيد من الدراسات والبحوث والابتكارات في مجالات التقنية والعلوم الحيوية, مع ما يشهده العالم من ظروف وأوضاع اقتصادية واجتماعية وبيئية وقضايا ذات أهمية وصلة باحتياجات سكان العالم.
وأشار يونس إلى أن تطبيق مزيد من الدراسات والأنماط البحثية والتطبيقية في مختلف مناحي الحياة العلمية يسهم في وضع حلول لعديد من القضايا الإنسانية العالمية, كما قد يخفض من معدلات الاستهلاك العالمي للمنتجات والغذاء, ولا سيما في مجالات الصناعة والزراعة والبيئة, مما يسهم في خفض معدلات الفقر وسوء التغذية والتصحر وانخفاض مناسيب المياه عالميا.
ولفت يونس إلى أن ذلك لن يتحقق سوى من خلال تدريب وتعليم كفاءات ومواهب من طلبة متميزين وقادرين على الاكتشاف والابتكار وإيجاد تقنيات حديثة ومبتكرة تسهم في خدمة العالم والإنسانية.
وأضاف: «إن القضايا والمشكلات العالمية الضخمة تكمن في حلول ومبتكرات بسيطة, وإن العزلة عن العالم أو البحث عن حلول ضخمة لا تؤدي الأهداف المنشودة لأي مجتمع أو دولة».
ويونس الذي بدأ رحلة نجاحه والحصول على جائزة نوبل بعد أن انشأ بنكا لإقراض الفقراء برأس مال 27 دولارا, ينصح طلبة العلم والباحثين بالتركيز على الأفكار البسيطة وعدم القفز إلى تطبيق الأفكار الضخمة، يرى أن الأفكار الصغيرة تصنع فارقا كبيرا في العالم, قائلا: «إن إيجاد حلول فاعلة للقضايا والمشكلات العالمية تأتي من المبتكرات البسيطة وإن اجتماع تلك الأفكار هو ما يصنع التطور والحلول العالمية الضخمة التي يواجهها العالم حاليا».
وانتقد محمد يونس أنظمة التعليم في أنحاء العالم, قائلا: «أن أغلبيتها مازالت تعتمد على مناهج تقليدية وتنظيرية أو تلقينية بحتة, لا ترتقي أغلبيتها إلى التوجيه العلمي والتطبيقي الذي يتواءم مع أساليب الحياة واحتياجاتنا الأساسية, مما يبطئ من تطور التعليم في كثير من دول العالم».
وذكر مؤسس بنك جيرامين أول بنك للفقراء أن أي نظام تعليمي لا بد أن يعتمد على التوجيه العلمي التطبيقي الحياتي, لا أن يبتعد عنه, حتى نتمكن من حل مشكلاتنا وقضايانا العالمية, مشددا على حاجة العالم إلى التعلم التفاعلي وتطبيق برامج علمية بحثية وتطبيقية لجميع المراحل التعليمية, حتى نتكمن من إيجاد حلول لمشكلاتنا العالمية المتكاثرة من خلال تطبيقات وأفكار مبتكرة وبسيطة.