النعيمي: الاستثمارات النفطية مستمرة وسنطور حقولا جديدة

برعاية خادم الحرمين الشريفين افتتح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي أمس، الحفل الذي أقامته شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات ''بترورابغ'' لتدشين معاملها لإنتاج المواد البتروكيماوية والبترولية المكررة، كشراكة استراتيجية بين ''أرامكو السعودية'' وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية.
وأكد النعيمي أن الاكتشافات والاستثمارات مستمرة وسنطور حقولا جديدة في قطاع الغاز والبترول، مبينا أن عشرة من كبار الصناعيين في المملكة وقعوا مذكرات تفاهم واتفاقيات لاستغلال المنطقة الصناعية في رابغ والاعتماد على المنتج. وأوضح المهندس علي النعيمي، عقب الافتتاح، أن تدشين مشروع بترو رابغ سيسهم في تحقيق الرخاء للمواطنين، وسيلبي هذا المشروع ثلاثة متطلبات أساسية ترتبط باقتصاد المملكة وتعم آثارها الجانبية الكبيرة على إنساننا وبلادنا.

وأضاف النعيمي، في المقام الأول سيضيف هذا المشروع قيمة لثرواتنا الهيدروكربونية وذلك من خلال تحويلها إلى منتجات مكررة نظيفة عالية الكفاءة وسلسلة واسعة من المواد البتروكيماوية التي ستصبح بدورها لبنة في بناء الصناعات التحويلية الأخرى وهو ما حدا بنا إلى تصميم مشروع بترو رابغ والمنطقة الصناعية بطريقة تمكننا من تعظيم فوائد منتجات هذا المشروع على ازدهار الاقتصاد الوطني، وثانيا سيكون مشروع بترورابغ قاعدة مهمة في توفير فرص العمل ليس فقط من خلال التوظيف المباشر في المشروع واحتياجاته من الخدمات المساندة عالية الجودة والأهم من خلال أعمال المشاريع الصناعية التي ستستخدم ما ينتجه المشروع من منتجات وبتروكيماويات. وكقاعدة عامة فكلما زاد التوسع في المراحل اللاحقة من الصناعات والأعمال المرتبطة بالمشروع، زادت فرص العمل التي يتم إيجادها وهذه ستوفر لشبابنا فرصا جيدة لحياة مهنية تحقق تطلعاتهم وأهدافهم. وأخيرا، ستكون هناك فرص استثمارية إضافية لمؤسسات القطاع الخاص الصغيرة والكبيرة بما في ذلك جذب مستثمرين استراتيجيين من خارج المملكة في الصناعات التحويلية والشركات التي تود هذه الصناعات للسلع والخدمات في إطار منظومة شاملة تهدف إلى تحقيق القيمة المضافة واستمرار نمو الاقتصاد الوطني.
وبين أن ''ارامكو السعودية'' و''سيموتومو كيميكال'' تدرسان في الوقت الحالي إمكانية التوسع من خلال مشروع آخر أطلق عليه ''بترو رابغ 2''، مما يتيح فرصا استثمارية استراتيجية أكبر وأكثر ترتبط بهذا المشروع. وعن المشروع، قال النعيمي: هذه أحد أحلام قائد هذه الدولة العظيمة، كما أن الشريكين ''ارامكو السعودية'' و''سيموتومو كيميكال'' استطاعا أن يحققا المرحلة الأولى من تطلعات خادم الحرمين الشريفين لوضع أساس صناعي قوي ومتنوع لهذه البلاد. وتابع: قبل نحو سبعة أسابيع شهد العالم بأسره خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وهو يدشن هذا الصرح التاريخي الذي حمل اسمه في مجال العلم والأبحاث وهو جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تحتل موقعا عالميا متميزا على الصعيد الأكاديمي والبحثي والتقني. وزاد أن المشروع يمثل حقبة جديدة أوسع نطاقا للصناعة البتروكيماوية في المملكة، وتطورا مهما في هذا القطاع الاقتصادي المزدهر، فضلا عن أنه يسهم في إعطاء قيمة إضافية للموارد الهيدروكربونية التي أودعها الله في بلادنا. وأشار النعيمي إلى أن اليابان أصبحت تحتل المركز الأول من حيث الاستثمارات الخارجية في المملكة، مضيفا: نعمل في إطار الاستراتيجية الشاملة وعلى تعزيز طاقاتنا الحالية من البتروكيماوية وعلى الغاز بمنشآت جديدة تعتمد على المواد الهيدروكربونية السائلة ودمج هذه المرافق، كما سنضيف للصناعات العريقة في المملكة في الجبيل وينبع ركيزة اقتصادية وصناعية أخرى في رابغ لتتواءم مع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية باعتبارها أحد الروافد الجديدة للتنمية، كما سيساعد المشروع إلى جانب جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تنمية مصادر الدخل الوطني وإيجاد مستقبل واعد لأبناء المملكة وأجيالها المقبلة.

وعن انعكاسات المشروع التنموية أكد أنها إيجابية على المملكة حيث بدأ المعمل في الإنتاج وهناك تحسين كبير في منتجات المعمل وإيجاد فرص العمل للموظفين وفرص أكثر في المستقبل في المصانع.
من جهته، أكد خالد الفالح رئيس ''أرامكو السعودية'' وكبير إدارييها التنفيذيين، أن ''ارامكو'' ستبدأ مطلع كانون الثاني (يناير) في استخدام مؤشر ''آرجوس'' لقياس متوسط أسعار خامات نفط خليج المكسيك، للنفط المصدر إلى أمريكا، بدلاً من مؤشر أسعار خام تكساس الصادر عن بورصة نايمكس، إضافة إلى أن المؤشر الجديد سيعطي قدرة أفضل على توقع الأسعار بشكل أفضل.
وقال أصبحت أسعار نفطنا تنصرف عن مؤشر نايمكس، ولم يعد هناك توافق بين الأسعار، حيث يعتبر خام نايمكس نفطا قليل الكبريت، ويباع في منطقة بعيدة عن مناطق بيع النفط السعودي، مضيفاً أن الآلية الجديدة ستكون أكثر عدالة في تقييم سعرنا.
ويأتي تعديل المؤشر في ظل وجود مؤثرات تحرك سعر خام تكساس، ليست لها علاقة بالسوق العالمية، كونه منعزلا عن العالم بوجوده في وسط القارة الأمريكية، وحتى أنه أصبح نفطا إقليميا وليس عالميا، يستخدم معظمه داخل أمريكا، عدا أنه في تناقص.
وعن مشروع بترورابغ أضاف نطمح إلى أن تصبح محافظة رابغ المدينة الصناعية الثالثة أسوة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين ويعزز ذلك موقعها على الساحل الغربي للسعودية مما يتيح الوصول إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية بسهولة.

#2#

واستطرد أن التأثير الإيجابي لمشروع بترورابغ على اقتصاد السعودية لا يقتصر على أعماله ومنتجاته فحسب بل يأتي أيضا من دور المشروع كمحور لمجمع رابغ للصناعات التحويلية الذي قامت ''أرامكو السعودية'' و''سوميتومو كيميكال'' بدور رائد في تطويره ، فالصناعات التي ستنشأ في هذا المجمع الصناعي ستسهم بشكل كبير في تعزيز الجهود التي تبذلها السعودية لتنوع مصادرها الاقتصادية وتوفير مستلزمات التمنية المستدامة لقطاعات الصناعات المختلفة وستجعل من المنتجات البترولية المكررة منتجات عالية القيمة. كما سيفتح المشروع المجال لتوفير وظائف جديدة والاستثمار في الطاقات البشرية المؤهلة التي تزخر بها السعودية، مما سيتيح بناء جيل من الكوادر الوطنية القادرة على لعب دور منافس على الساحة العالمية، إلى جانب توفير المزيد من فرص استثمارية مزجية لرأس المال المحلي والأجنبي، ولا شك أن هناك العديد من الفرص المغرية للاستثمار في المدينة الصناعية التي سترتبط بهذا المشروع العملاق.

من جانبه، أوضح الدكتور توفيق الربيعة رئيس هيئة المدن الصناعية، أن الهيئة تسعى إلى توفير مدن صناعية كبيرة وبدأت بمجموعة من المدن الصناعية في عدة مناطق كما بدأت في إنشاء المدينة الصناعية الثانية في جدة، وقال خصصنا نحو 200 مصنع فيها وكذلك بدأنا في المدينة الصناعية في الخرج بتخصيص نحو 100 مصنع، كما بدأنا مراحل التطوير وعملنا توسعة للمدينة الصناعية الثانية في الدمام بمساحة تتجاوز عشرة ملايين متر مربع وكذلك بدأنا تطوير المدن الصناعية في الخرج وعرعر ومدن صناعية أخرى مقبلة ستوفر خدمات راقية ومتكاملة في المدن الصناعية بما يخدم الصناعة.

وأوضح انه تم الانتهاء من مراحل التخطيط للمدينة الصناعية في الطائف بمساحة 11 مليون متر مربع وطرحناها للمنافسة، ونتوقع خلال الشهرين المقبلين توقيع عقد تنفيذ المرحلة الأولى. وأضاف الربيعة ''نعمل على تغطية جميع المناطق في المملكة وذلك يعتمد على توافر الأراضي التي تساعدنا على توفير المدن الصناعية، وهناك تنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية لتوفير أراض وتطوير مدن صناعية في جميع مناطق المملكة''. وعن أرض صناعية جديدة بين مكة المكرمة وجدة، قال نأمل تحديد أرض لمدينة صناعية جديدة بين مكة وجدة وحتى الآن لم يتم تحديد الأرض، وفي حال تحديدها بالتأكيد سنسعى إلى إنشاء مدينة صناعية نظرا للطلب الكبير هناك لأراض صناعية. وعن الاتفاقية، أبان أن الهدف من الاتفاقية إنشاء مدينة صناعية متخصصة مرتبطة بمجمع بترواربغ الصناعي وهي تحت إشراف وتنظيم هيئة المدن الصناعية ونسعى منها إلى جذب استثمارات للمنطقة تستفيد من ''بترواربغ'' إلى جانبها ومخرجات المجمع الصناعي لبترورابغ وبناء مجموعة من الصناعات التحويلية والتي ستكون وسيلة لتنمية منطقة رابغ. وهناك فرص عمل كبيرة تصل إلى نحو خمسة آلاف فرصة عمل. وحول العقد الذي تم توقيعه مع شركة بترورابغ أوضح الربيعة أن دور الهيئة تنظيمي وإشرافي وسينظم تطوير المدن الصناعية من قبل شركات القطاع الخاص.

#3#

وفي السياق ذاته أكد عبد العزيز الخيال رئيس مجلس إدارة شركة بترورابغ أن المشروع سجل رقما قياسيا لإنجاز أضخم مجمع متكامل من نوعه يتم بناؤه في وقت واحد وفي فترة لم تتجاوز 30 شهرا، مبينا أن ضخامة الحجم تقابلها ضخامة الإنتاج.
وقال سيتم إنتاج 18 مليون طن من المشتقات النفطية ذات الموصفات عالية الجودة من البنزين والديزل والوقود كما يبلغ الإنتاج في العام الواحد 200 ألف حاوية إضافة إلى فرص العمل التي ستنتج عنها في المراحل المقبلة، وستوفر فرصا استثمارية للقطاع الخاص. وأشار إلى أنه تم التوقيع مع هيئة المدن الصناعية لإدارة وتشغيل مجمع رابغ لتقنيات البلاستيك والذي سيستقطب ما يربو على 50 مصنعا وسنسعى لتحقيق الآمال وتوفير فرص النمو والتطور. كما قدم هيرو ماسا يونيكورا رئيس مجلس إدارة شركة سوميتومو اليابانية، شكره لخادم الحرمين الشريفين على دعمه المشروع وتوجيهاته، مضيفاً ''يسعدنا أن توافق توقيعنا لاتفاقية تنفيذ مشروع بترورابغ مع تسلمه مقاليد الحكم في السعودية وأصبح في ذلك اليوم ملكا''.

وتحدث يونيكورا عن بداية توقيع الاتفاقية بين الشركة اليابانية وأرامكو، وقال ''منذ سنوات بدأنا هذا الجهد الكبير ومازلت أذكر لقائي مع الجمعة الرئيس السابق لأرامكو كما لو كان يوم أمس، عندما تحدثنا عن شركتينا وأدركنا بأننا قد ننجح في إقامة مثل هذا المشروع الضخم، وانتقلت فلسفة الجمعة وحماسه، إلى الفالح الرئيس الحالي لأرامكو الذي يتحلى بالنزاهة، ويسعى دوما لإجراء مفاوضات بناءة،. وتابع ''منذ تولى الفالح رئاسة أرامكو مطلع هذا العام ظل يظهر قدرات لدعم هذا المشروع وبناء الثقة المتبادلة بين الشركتين والشراكة الاستراتيجية، والثقة والنزاهة التي يلتزم بها الفالح هي مبادئ كل العاملين في شركته''.

وأشار يونيكورا إلى أن شركة أرامكو السعودية عرفت بمساهمتها في التنمية الاقتصادية للمملكة والعالم باستخدامها الأمثل لمواردها الطبيعية، وهذا ما تلتزم به شركة سوميتومو أيضاً ويعد فلسفة لها.
ولفت رئيس ''سوميتومو'' إلى أن الشريكين لن يتوقفا عند هذا المشروع العملاق بل يعتزمان ويدرسان بجدية إقامة المرحلة الثانية من المشروع والتي سيطلق عليها ''بترو رابغ 2'' والذي لن يقل ضخامة وإنجازا عن المشروع الحالي. وأوضح يونيكورا أن مشروع بترو رابغ فتح صفحة جديدة في العلاقات بين المملكة واليابان، وقد يكون حجر زاوية في هذه العلاقات التي تعد وثيقة في الأساس.