50 دولارا شهرياً تغري شباب العاصمة لاقتحام سوق الإعلانات الإلكترونية
لجأت مجموعة من شباب الرياض لممارسة تجارة نشر الإعلانات التجارية عن طريق المواقع الإلكترونية عبر المواقع العالمية، التي بدورها أصبحت تجارة رابحة تدر على من يجيد التعامل معها المال الوفير، إضافة إلى أنها لا تكلف مادياً، إلا أنها تحتاج إلى شخص يتقن التعاملات الإلكترونية، فتجارة نشر الإعلانات الإلكترونية تندرج تحت مفهوم يسمى الاقتصاد الرقميDigital Economy.
في هذا الإطار التقت «الاقتصادية» مجموعة من شباب الرياض، الذين كانت لهم تجارب في هذا المجال عبر الإنترنت، حيث قال أكثر الشباب العاملين على هذه التجارة إنهم لجأوا لتكوين مجموعات من الشباب بقصد المتاجرة لنشر دعايات تجارية أجنبية، لأنه في نهاية الأمر تلك الشركات هي من تتحمل دفع مبالغ مالية للمشتركين نظير ترويجهم الإعلاني وزيادة بذلك فوائد مالية عالية، يحكمها بمضاعفتها عدد الجماعة.
وأضافوا أن طريقة العمل بهذه التجارة تتمثل ببرنامج صغير ينصب على جهاز الكمبيوتر الخاص بهم بعد التسجيل بموقع خاص، حيث يتم تنزيله من الشبكة وتنصيبه على الكمبيوتر، يكون بعدها شاشة صغيرة تظهر في أعلى المتصفح مباشرة، وتنحصر مهمة هذا البرنامج في عرض إعلانات دعائية تجارية بشكل دوري من جميع أنحاء العالم، تمكن المتصفح من التعرف على منتجات تلك الشركات، والهدف من ذلك الترويج لتلك البضائع من خلال أصدقاء المشترك أو أهله أو جذب المشترك نفسه.
وأوضحوا أن تسجيل المشترك بهذه الشركة الإعلانية، التي تضيف له نسبة مالية من مصروفات الدعاية والإعلان تحسب بالدولار عن كل ساعة تصفح، حيث تحسب كل ساعة تصفح بمقدار 1000 نقطة والساعة تساوي دولارا «1000 نقطة =1 ساعة = 1 دولار»، حيث يتم إيداع شيك مالي بشكل شهري للمشترك بحيث يصل 50 دولارا شهريا على أقل تقدير، ويتم حساب هذه النقاط بواسطة عداد داخل البرنامج، فقط الأمر يتطلب اشتراكا وبيانات عبر الموقع الخاص دون الحاجة لأوراق رسمية أو بطاقات ائتمانية.
وقال عبد العزيز الصالح (أحد الشباب المشارك في هذه التجارة) إن المسألة تختلف فإذا سجلت بنفسك ولم تقم بدعوة أحد للتسجيل برقمك فإنه من المتوقع أن تحصل على نحو 300 حتى 400 دولار شهرياً، ولكنك لو قمت بدعوة آخرين وقاموا بدورهم بدعوة غيرهم فإن الفرصة قائمة للحصول على مئات بل ربما آلاف الدولارات من كل واحدة من هذه الشركات، مبيناً أن بعض المشتركين النشيطين في هذه الشركات يتوقعون أن يحصلوا على نحو خمسة آلاف حتى 20 ألف دولار شهرياً.
ووصف مبارك الدوسري التجربة بأنها تعتمد على الحظ وغالبها نصيب، ويعزو ذلك إلى أن هناك أفرادا لا تصلهم المبالغ الشهرية المتفق عليها عند التسجيل، ويضيف أن المسألة هي ببساطه إعلانات تجارية تثبّت على أجهزتنا، وهذه البرامج هي ليست للشركة صاحبة الإعلان التي نعرض إعلاناتها، وإنما هي لشركات أخرى مقابل دفع تلك الشركات مبلغاً من المال للشركة صاحبة البرنامج. ويضيف أن الشركة صاحبة البرنامج في الغالب تقدر تكلفة تلك الإعلانات بعدد المستخدمين الذين سيشاهدون الإعلان, وكم مرة سيظهر على أجهزتهم، وتدفع تلك الشركات نحو 20 إلى 50 دولارا عن كل ألف مرة تظهر فيها تلك الإعلانات على شاشات المستخدمين، ويضيف أنه حسب علمه أن الشركة التجارية صاحبة البرنامج لو كان لها مثلاً عشرة آلاف مشترك وبثت عبر أجهزتهم دعاية واحدة بتكرارها 200 مرة فإن الشركة المنتجة صاحبة الإعلان تحقق ربح 500 دولار، ويذكر بعض هذه الشركات لديها الآن ما يزيد على مليوني مشترك وهذا يعني أنها لو بثت أحد تلك الإعلانات إليهم جميعا مرة واحدة فقط، فإنها ستحصل على نحو 20 ألف دولار إلى 50 ألف دولار في اليوم.
من جانبه، أوضح محمد المحمود (أحد الشباب المشارك في هذه التجارة) أنها تجارة ليست خالية من المخاطر لأنها تعتمد على عدم الوضوح وقد يشترك الفرد في شركات وهمية، لأن البرنامج قد يكون لشبكة وهمية, وبالتالي يقع الضرر على المشترك الذي أضاع وقته في الترويج للشركات بالمجان، إلى ذلك يوضح أن التجربة بحد ذاتها جيدة، خصوصاً أن الشخص يتعامل دون مخاطرة بلا أوراق رسمية أو بطاقات ائتمانية.
ولم تتوقف هذه التجارة فقط على الجنس الذكوري من الشباب فقد شارك كذلك الجنس الأنثوي في هذه التجارة، وتقول رنا أحمد إن تجربتها بدأت بمجموعة مكونة من 30 فتاة يعملن ساعتين على الإنترنت وبنسبة 400 نقطة لكل واحدة، أي مقابل دولارين يومياً و330 دولارا شهرياً، وتضيف زيادة المبلغ تحكمها زيادة عدد المشتركين.
أما أروى عبد الله فتوضح أنها تجارة ليست فيها خسارة مادية، خصوصاً أنها من اللاتي يمضين ساعات طويلة على الإنترنت، مشيرة إلى أنه بحسبة بسيطة لو نجحت الفكرة بـ 4 دولارات في الساعة ×24 ساعة = 96 دولارا يومياً × 30 يوما في الشهر = 2880 دولارا شهريا.