الجامعات الأهلية ستسد حاجة سوق العمل بالكفاءات المتميزة

الجامعات الأهلية ستسد حاجة سوق العمل بالكفاءات المتميزة
الجامعات الأهلية ستسد حاجة سوق العمل بالكفاءات المتميزة

تعد الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل مديرة جامعة عفت في جدة إحدى السعوديات الرائدات في القيادة الأكاديمية وتدريب القيادات النسائية في التعليم العالي وبخلاف التفوق الأكاديمي تعرف الدكتورة هيفاء جمل الليل بأنها من أبرز القيادات العربية الناشطة في قضايا وتنمية المرأة.
والدكتورة هيفاء لها شخصية قوية ومحبوبة في الوقت نفسه بين طالباتها في جامعة عفت إذ مكنتها تلك الشخصية أن تجمع بين القيادة الإدارية والمحبة الشعبية مما أكسبها روح القيادة المتميزة، وإضافة إلى تطلعها دوما إلى الأمام فإن ما يميز الدكتورة هيفاء جمل الليل مقدرتها العجيبة في التكيف مع العوامل البيئية والتصرف على مستوى المسؤولية.
جاء هذا المخزون الكبير الذي اكتنزته الدكتورة هيفاء بعد رحلة طويلة وشاقة في مشوارها الأكاديمي إذ تحملت المسؤولية في تطوير العمل الإداري وسجلت نجاحا باهرا في تطوير الأقسام التعليمية للطالبات في جامعة الملك عبد العزيز ونشطت في لجنة تطوير المناهج في قسم الإدارة العامة ـ في جامعة الملك عبد العزيز.
حصلت الدكتورة هيفاء بنت رضا جمل الليل على شهادات تفعيل المجالس الإدارية من كلية الأعمال، في جامعة هارفارد، في بوسطن، الولايات المتحدة، معهد القيادة الاستراتيجية، البرامج التعليمية المتخصصة، كلية أندرسون - جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس، الولايات المتحدة. وهي عضو في مركز الحكومة والأعمال في كلية كينيدي الحكومية في جامعة هارفارد.
والدكتورة هيفاء جمل الليل عضو في كلية برن مار لصيف عام 2000م لتدريب القيادات النسائية في التعليم العالي. وعضو في لجنة تطوير المناهج في قسم الإدارة العامة – في جامعة الملك عبد العزيز.
وصدر للدكتورة جمل الليل العديد من البحوث والدراسات تتناول قضايا المرأة والمجتمعات المعاصرة بشكل خاص، إضافة إلى حصولها على جائزة مركز دراسات المرأة العربية في حقل الطب والمجتمع من بين عشر سيدات مشاركات من العالم العربي.
وتظل إنجازاتها خارج المجال الأكاديمي أيضا واضحة وملموسة من خلال تقديم أوراق عمل في منتديات ومؤتمرات عالمية، وأسهمت في توضيح إنجازات المرأة السعودية في مجالات التنمية والتطوير المختلفة، واختارتها مؤسسة نوبل العالمية من بين ألف سيدة عالمية لجائزة «امرأة من أجل السلام».
قادت الدكتورة هيفاء نشر مفهوم السلام في المنطقة من خلال عدة برامج، في عدة مؤتمرات وورش عمل منها ما كان يقام في لجنة التجارة الدولية في مجلس الغرف التجارية حول التفاهم بين دول العالم والمملكة، ومنها إقامة برنامج للتواصل وتحسين العلاقات - بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) - مع أمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا. ولم يقتصر التواصل على الحضور واللقاءات بل ألقت محاضرات - في العديد من الجامعات - عن المرأة السعودية، وعن السياسة والاقتصاد السعودي. واستمرت هذه الرحلات أكثر من خمس سنوات متواصلة بمعدل ست إلى سبع رحلات سنويًا.
تتميز الدكتورة هيفاء جمل الليل بمعايشتها للواقع وليس الاعتلاء على الواقع، وإضافة إلى تميزها القيادي في الإدارة يلحظ القريبون من الدكتورة هيفاء جمل الليل قدرًتها على إدارة وقتها, وقدرتها على التأثير في سلوك الفريق الأكاديمي الذي يسير معها في رحلة مشوار الجامعة، «الاقتصادية» في حوار شامل حول مشوار تستعرض رحلة تطوير كلية عفت إلى جامعة وقضايا تنمية المرأة وشخصية المرأة السعودية القيادية, إلى تفاصيل الحوار:

#2#

كيف انطلقت فكرة تأسيس كلية عفت؟ وما الأسباب في ذلك الوقت التي دعت لإنشائها؟

من المعلوم أنّ الطاقة الاستيعابية للجامعات السعودية محدودة، ومنذ أن كنت في جامعة الملك عبد العزيز كانت هناك محاولات لفتح باب الانتساب من أجل امتصاص الأعداد الكبيرة لخريجي الثانوية العامة، ولكن مع خطتي التنمية الثالثة والرابعة بدأ النظر في مساهمة القطاع الخاص في التعليم الجامعي، وقد ساعدت هذه الخطط على إعادة النظر في كيفية إشراك هذا القطاع بشكل أو بآخر في التعليم الجامعي. والدراسات التي عُملت في تلك الفترة كانت تتمحور حول نسبة الاحتياج إقليميًا وليس عالميًا، ومنها جاءت فكرة حاجة دخول القطاع الخاص في التعليم العالي الأهلي، فالكيفية والنوعية والطرق التي صدرت بها أنظمة التعليم الأهلي الجامعي كانت تشير إلى وجوب كون هذه المؤسسات غير ربحية، والمظلة غير الربحية لا توجد لها أي أنظمة تحكمها للرجوع إليها، والقطاع الخاص قطاع ربحي يرجع لوزارة التجارة، ولا توجد له أي مظلة للرجوع إليه لمعرفة مدى الاحتياج في التعليم الأهلي، وهذا ما جعل الدراسات تنادي بفتح شركات أهلية وليست منظمات غير ربحية، وبناءً عليه كان هناك صراع كبير بين منظورين أحدثا شيئًا من التناقض؛ هل يُعتبر التعليم سلعة تجارية ذات صبغة غير ربحية - لا تباع ولا تشترى وفي الوقت نفسه الشركات التجارية تهدف إلى الربح؟!
ووفقاً للدراسات التي أجريت في ذلك الوقت صدر نوعان من التنظيم؛ الأول: بشكل شركات أهلية وهو المعمول به في جميع أنحاء العالم، والنوع الثاني: مؤسسات غير ربحية. والتي بدورها تعد انطلاقة أدت إلى بزوغ أشياء جميلة في المجتمع دفعت إلى تغيير مفهوم الأشخاص للمؤسسات غير الربحية باعتبارها إحدى مؤسسات المجتمع المدني لها أهليتها وما يتبعها من مسؤوليات في توفير الخدمات المدنية من التعليم والصحة وغيرها، وكانت الأميرة عفت الثنيان ـ يرحمها الله ـ أول من تقدّم بطلب للملك فهد - رحمه الله - ودعمها الملك عبد الله - حفظه الله - (ولي العهد في ذلك الوقت) بإعطائها أول رخصة على مستوى السيدات والرجال لأول كلية أهلية غير ربحية تم فتحها للبنات فقط، واستندت هذه المبادرة إلى دراسات قامت بها مع مختصين أجانب وعرب ومسلمين لمعرفة الاحتياج لنوعية التعليم المطلوب، الاحتياج لم يكن في العدد فقط بل في نوعية التعليم وجودته وذلك لتجسير الفجوة الكائنة بين مخرجات المؤسسات التعليمية ومدخلات سوق العمل.

تحوّلت كلية عفت إلى جامعة بعد عشر سنوات من انطلاقتها، ألا ترين أن الفترة طويلة بعض الشيء؟

إذا ما قارنا أنفسنا بالجامعات الإقليمية أو العالمية فنُعتبر - ولله الحمد - قد حققنا إنجازًا في تحولنا إلى جامعة عفت خلال هذه الفترة القصيرة، لأن الأمر يحتاج إلى تقديم متطلبات عديدة للوصول إلى ذلك، وفي هذا السياق بذلنا الجهد وحاولنا اختصار هذه المسافة، لتحقيق حلم الأميرة عفت الثنيان ـ يرحمها الله ـ في أن تكون كلية عفت جامعة منذ اليوم الأول، ولكن الأنظمة في ذلك الوقت كانت مقصورة على الكليات الأهلية فقط، وبعد ثلاث سنوات من قيام الكلية، أُسست جامعة الفيصل لكونها تكونت من ثلاث كليات (كلية عفت، كلية الأمير سلطان في أبها، كلية الأمير سلطان في جدة)، ولما كان أحد متطلبات تحولنا إلى جامعة أن ننفصل عن جامعة الفيصل انفصلنا عنها في أواخر عام 2005م، وتابعنا الجهود بعد ذلك في طرح برامج علمية من خلال ثلاث كليات بتخصصاتها وأقسامها؛ كلية الهندسة وكلية الأعمال وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.

اليوم الجامعات والكليات السعودية تتحسن في أساليب قبولها ومستوى تعليمها مع مرور الطفرة، ألا يؤثر ذلك في الجامعات الأهلية في قبولها الطالبات على وجه التحديد؟

إذا كنت تقصد المنافسة فهذا صحيح، ولكنها اليوم قائمة على الجودة بطريقة متميزة وهو ما يجعل المؤسسات جمعيها الأهلية والحكومية تتنافس على تقديم التعليم النوعي وليس الكمي، ووجود الكليات الأهلية هو امتصاص عدم قدرة الجامعات الحكومية على استيعاب الكم المتزايد من مخرجات الثانوية العامة من جانب، ومن جانب آخر، هو منفذ لمن يسعى للتعليم المتميز النوعي بأقل عدد من الطلاب في الفصل، ففي الجامعات الحكومية يصل العدد في بعض الأحيان إلى 600 طالب، بينما قرارات وزارة التعليم العالي تُلزمنا ألا يتعدى عدد طلاب الفصل 25 طالبًا أو طالبة فقط، ونحن بدورنا في جامعة عفت نسعى إلى تميز أكثر حيث لا يتعدى عدد طالباتنا 20 طالبة فقط في الفصل، هذه الأمور تعطي تمييزًا شخصيًا لأبعد الحدود.

كم عدد الخريجات من الكلية منذ بدايتها؟

لقد تمّ تخريج 12 دفعة من طالبات كلية عفت؛ حيث بلغ عددهنّ إلى الآن: 183 خريجة؛ 53 في المائة منهن التحقن بالعمل بشركات رائدة، و25 في المائة يتابعن دراساتهن العليا في جامعات عالمية كجامعة أكسفورد، وجورج ميسن، وجورج واشنطن، وأما النسبة المتبقية منهن لا يرغبن في العمل أو فقدنا الاتصال بهن لكونهن من دول أخرى.

تطلق كلية عفت مؤتمرًا عالميًا عن التعليم والتقنية خلال نتائج البحوث والدراسات من المنتدى هل تسهمون في إخطار الدولة بمستوى ضعف مخرجات؟

طبعاً هناك عمودان أساسيان للمؤتمر وهما التعليم والتقنية وموافق عليهما من المقام السامي، حيث نسهم بطريقة تعاونية مع مؤسسات أكاديمية وتقنية وبحثية من أجل وضع المشكلات جميعها نصب أعيننا وإيجاد حلول لها. إذ إنّ رسالتنا هي خدمة المجتمع إما بالتدريب أو البحث أو نخدم الرسالة بأنفسنا، والتدريب لدينا يشمل كلا الجنسين مركزين فيه على بناء الشخصية، ففي منتدى جدة الاقتصادي وعلى مدى أربع سنوات متوالية قمنا بتدريب الطلبة والطالبات على مواجهة الجمهور، إضافة إلى الناحية البحثية بالتعاون مع جامعة الملك سعود لإيجاد رؤية مشتركة لمدرسة المستقبل، وكيف يمكن تحقيق ذلك،. وأسهمنا كذلك مع بعض المؤسسات الداعمة للعملية التعليمية؛ كالمشاركة الدائمة مع «أرامكو» ومؤسسة الملك عبد العزيز للموهوبين والحوار الوطني، وفي مؤتمر المملكتين ولمدة ثلاث سنوات.

كأكاديمية ولديك خبرة سابقة في جامعة الملك عبد العزيز، هل تعتقدين أن مستوى التعليم من الابتدائي حتى الثانوي سيستمر بالمستوى المتواضع نفسه؟

لا، هناك تقدم كبير في التعليم، هناك تغيير في الجامعات الحكومية من خلال خضوعها لبرامج الاعتماد، إنشاء الهيئة الوطنية للاعتماد الأكاديمي واستقلاليتها هذا في حد ذاته خطوة كبيرة جداً في نوعية التعليم في السعودية، وباشرت مهامها ليس فقط على الجامعات الأهلية فقط بل على الجامعات الحكومية أيضاً ولهذا الجميع يخضع لـ 11 معيارا أكاديميا تطلبها الهيئة، معظم الجامعات بدأت تتنبه لأهمية هذه المعايير، في السابق لم يكن سوى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تهتم بهذه الاعتمادات، أما اليوم الجميع بدأ يطمح للتفاعل مع هذه البرامج الأكاديمية والعلمية ومؤسسات اعتماد البرامج، وليس فقط على المستوى المؤسسي، لأن هناك اعتمادا أكاديميا للبرامج، واعتماد أكاديمي للمؤسسة، مثل الآيزو في الإدارة تقدم للإدارة جميعها وللنوعية في الإدارة لمؤسسات القطاع الخاص، ونحن حصلنا على الاعتماد الوطني في جميع البرامج وعلى أساسها أعطينا منح خادم الحرمين الشريفين في جميع البرامج لدينا. في الجانب المؤسسي نحن في عملية الحصول على الاعتماد لأننا أخيراً تحولنا إلى جامعة وطموحنا الحصول على الاعتماد المؤسسي المحلي والخارجي لكن بالتأكيد المحلي في المقام الأول، لأننا في الدرجة الأولى نخدم الوطن، وفلسفتنا تعتمد على الموازنة بين احتياجاتنا المحلية في سوق العمل، وبين ما هو جديد من الخارج، نهدف إلى المزج الذي يجعلنا نفخر بهويتنا الذاتية ومجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا وفي الوقت نفسه لا يمنعنا من استقطاب ما هو جديد أو مميز في الجامعات العالمية، ولهذا تجدنا نركز على ما ينفعنا فقط.

دائماً ينظر إلى شخصية المرأة السعودية أنها مقيدة ومحكومة بنظرة المجتمع والعادات والتقاليد وهناك من يحكم عليها بالضعف وعدم المقدرة على تحمل المسؤولية، اليوم هناك جيل جديد يتبوأ أعلى المناصب ولكن بنسب قليلة. السؤال: متى نرى أعدادًا من الفتيات القادرات على تحمل المسؤولية ولديهن المقدرة على أن تكون قائدة فعالة في المجتمع؟

لقد كان الحكم السابق يقضي بضعف المرأة وعدم مقدرتها على تحمل المسؤولية، ولكن هذه النظرة تغيرت بلا شك وفي اعتقادي سيكون للجامعات الأهلية دور كبير في التأثير في نوعية مخرجات التعليم العالي. فنحن في جامعة عفت نقوم بالعمل على صقل شخصية الطالبة وتدريبها من خلال مشاركاتها في إحياء مناسبات الجامعة والإسهام في المؤتمرات والمعارض والمسابقات المتنوعة محليًا ودوليًا، كما يتم تدريب الطالبات وتأهيلهن داخل الجامعة وخارجها عبر الشركات أو المؤسسات حسب تخصصهنّ وميولهنّ، وهذه من الأدوار التي تقوم بها الجامعات حاليًا وهو إعطاء الطالبة فرصة لتكوين شخصيتها الشمولية لتساعدها على القيام بدورها امرأة سعودية مسلمة.

بحكم خبرتك هل ترين أن المرأة السعودية استطاعت انتزاع حقوقها أم كانت تعتمد على ما يطرح في الصحافة ووسائل الإعلام تجاه قضاياها؟

أعتقد أن مسيرة المرأة السعودية لم يكن فيها انتزاع لأي شيء، فالحق موجود وليس ممنوعًا عن أحد ولا يحتاج إلى من ينتزعه بل من يسعى إلى تحقيقه، فمع كل المفاهيم والتقاليد السائدة بأن الرجل هو من يعرقل مستقبل المرأة، يوجد رجال ساعدوا المرأة وساندوها حتى وصلت لأبعد مستويات النجاح، وفي الوقت نفسه جاءت الصحافة، والمجتمع، والحكومة والأنظمة جميعها بالظروف الاقتصادية والاجتماعية التي طالبت بهذا التغير. فالتنمية والطفرة الاقتصادية والاحتياج للتقدم بسرعة أدى إلى دخول المرأة بشكل أوتوماتيكي رغم كل الاعتراضات الموجودة، واستطاعت المرأة المساهمة - حتى من بيتها - في تنمية البلاد، ثم تعلمت المرأة وجاء الاحتياج إلى توظيفها وإيجاد مجالات عمل لها، وبعد أن عملت المرأة ازدادت الحاجة إلى وجودها بشكل أكبر محليًا وعالميًا وخصوصًا في عالم العولمة وما يتطلبه منها القرن الـ 21 من حضور بنّاء وفعاّل على الساحتين المحلية و العالمية.

لكن لم تحددي الظروف التي ساعدت المرأة على أخذ حقوقها؟

كما ذكرت سابقًا أنّ الظروف التنموية هي التي ساعدت المرأة على نيل حقوقها وليست هي بمفردها من طالبت، بل جعلت هذه الظروف من وجود المرأة أمرًا أساسيًا لمساهمتها، سواء من بيتها أم من مقر عملها.

هل المرأة قادرة على إثبات وجودها الآن؟

نعم قادرة، وتستطيع النجاح في الانتخابات إذا ما أعطيت الفرصة الكافية.

هل تتحدثين عن المرأة في جدة أم على مستوى السعودية؟

استطيع القول بأننا نستطيع البدء بالمرأة من جدة وذلك لأن لديها خبرة سابقة لكن لابد أن تعطى الفرصة.

لكنها شاركت في الانتخابات وفشلت؟

لم تفشل، ووجودها في مجلس إدارة غرفة جدة دليل على نجاحها، وفي الدورة الثانية نتمنى أن يكون للمرأة حصة أكبر.

هل ترين أن مشاركة المرأة في المنتديات الاقتصادية هي طريقة للتعامل معها بشكل جديد عوضاً عن حصرها في المناسبات النسوية الصرفة؟

مساهمة المرأة السعودية لم تعد على المستوى المحلي، بل على المستوى العالمي، ومشاركتها في هذه المنتديات جاءت من قناعة وقدرة لدى المرأة السعودية، وليست كسرًا للعادات والتقاليد، فقد أثبتت وجودها في التعليم والصحة وبالتالي أصبحت جزءًا مهما من الأنشطة المجتمعية.

بخلاف الدكتورة ثريا العبيد، هل المرأة قادرة على إثبات نفسها في المجال السياسي في المملكة؟

أعتقد أن السماح لعضوية المرأة في مجلس الشورى هذا في حد ذاته اعتراف بقدرتها السياسية.

كيف تقيمين تجربتك كمستشارة في مجلس الشورى؟

في الحقيقة أنا سعيدة بهذه التجربة، وقدمت خلالها - من وجهة نظري - خدمة كبيرة للمجتمع، ولمدة سنتين أنجزنا المهمة المطلوبة منا - أنا والدكتورة سلوى الهزاع ونورة الملحوق – حيث ساعدنا لجنة أساسية في مجلس الشورى.

لديك شغف بالعمل التطوعي منذ صغرك، كيف تقرأين ثقافة التطوع لدى المرأة السعودية؟

في رأيي أن المرأة شقت مجال العمل التطوعي أكثر من الرجل، وسبقته بمراحل لأن الجمعيات الخيرية الأساسية التي أُنشئت في المملكة كانت على يد سيدات ومساهمتها كذلك كانت من سيدات، ولم يكن القصد من إنشائها مساعدة الأيتام والمساكين وكبار السن فقط بل امتد إلى مجالات تدريبية وتعليمية وبحثية، تمارس المرأة فيها أعمالها الميدانية سرًا دون الإفصاح عن هويتها، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت تجربة ناجحة كان من نتاجها الجمعيات الخيرية المنتشرة في جميع أنحاء المملكة.

كيف تقرأين نظرة الجيل المقبل للعمل التطوعي؟

هناك استعداد وحماس كبير لدى الجيل المقبل لكنه يحتاج إلى توجيه دقيق، (الحماس الذي لدى الجيل الجديد لا يمكن تصديقه، فمن خلال تعاملنا معهم نلمس ذلك، لابد من أن نحسن النية بهم، لأننا دائمًا نردد أن الجيل الجديد لا ينفع ولا يمكن الاستفادة منه، لكن إذا تقربت منهم أكثر ستعرف أنهم يحبون الخير)، وهذا التوجيه لا يشمل الأنشطة فقط، فأي شاب أو فتاة يحتاجان إلى التنويع والجمع بين الترفية والتعليم.

هل لديكم مشروع في الجامعة للعمل التطوعي؟

ليس لدينا برنامج مستقل ولكن العمل التطوعي هو جزء من مناهجنا أو من المناهج المساندة لدينا في الكلية، والطالبة تنال عليه درجات.

أعود إلى الجانب الآخر في حياتك، ماذا تعني لك جائزة « امرأة السلام»؟

كان لجائزة السلام معنى سام دخل حياتي، ليس فقط على مستوى المرأة السعودية أو العربية وإنما على مستوى العالم، تتخلص الفكرة في أننا ننشر مفهوم السلام في منطقتنا من خلال عدة برامج، وهذا ما قمت به من خلال مشاركاتي في عدة مؤتمرات وورش عمل منها ما كان يقام في لجنة التجارة الدولية في مجلس الغرف التجارية حول التفاهم بين دول العالم والمملكة، ومنه إقامة برنامج للتواصل وتحسين العلاقات - بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) - مع أمريكا، بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا، ولم يقتصر التواصل على الحضور واللقاءات بل كنت ألقي محاضرات - في العديد من الجامعات - عن المرأة السعودية، وعن السياسة والاقتصاد السعودي. واستمرت هذه الرحلات فوق خمس سنوات متواصلة بمعدل ست إلى سبع رحلات سنويًا.

حبذا لو تحدثينا عن فترة عملك في لجنة تطوير التجارة الدولية؟

ما زلت حتى الآن عضو مجلس إدارة منذ عام 2001م، وكان حلقة الوصل معهم الدكتور ماجد القصبي أمين عام غرفة جدة في ذلك الوقت، حيث يدور مفهوم المنظمة حول كيفية إعادة تحسين العلاقات بعد أن ساءت في أعقاب أحداث 11 من أيلول (سبتمبر)، وكيفية إيجاد برنامج متكامل بموافقة المقام السامي والوزارات ذات العلاقة، وهو ما تطلب وجودنا في عدة دول بشكل مكثف، وأول رحلة كانت إلى مؤتمر دافوس السنوي، حيث حرصنا فيه على حضور جميع المحاضرات. والآن تعمل اللجنة على تنظيم مؤتمر المملكتين مع بريطانيا وللسنة الثالثة على التوالي.

الأكثر قراءة