سعودي يتخلى عن الوظيفة المرموقة ليبيع الإكسسوارات!
في منتصف عام 1996 قرر الشاب أسامة العقيل خوض تجربة جديدة في حياته تمثلت في دخوله المجال التجاري على الرغم من كونه يعمل مهندسا كيميائيا في شركة سابك، حيث افتتح محلاً صغيراً في أحد الأسواق في الرياض وبدأ في بيع إكسسوارات الأطفال.
عمله في الشركة والإحباطات التي تعرض لها في البداية في المجال التجاري الذي يخوضه للمرة الأولى لم يفت في عضده، فواصل مشواره التجاري ببراعة، وكان ينتقل يومياً من عمله مهندساً في الصباح إلى بائع في الفترة المسائية (من الرابعة إلى الحادية عشرة) في متجره الذي ركز على نوعية من الإكسسوارات المرغوبة لدى الفتيات الصغيرات، وكان يباشر هذا العمل بنفسه من بيع وتنظيف للمحل حيث لم يكن لديه عامل يقوم بمساعدته آنذاك.يشير المهندس أسامة الذي يقترب من عقده الرابع وهو أب لخمسة أطفال إلى أن أكثر ما كان يعانيه في بداية مشواره هو حالة الاستغراب التي كانت تنتاب معارفه وجيرانه في حال معرفتهم بعمله، إذ كيف بمهندس يحصل على مرتب جيد ويعمل بشركة عالمية يتجه لمثل هذه الأعمال. وهنا يقول: كثير من أصحاب المحال المجاورة لمحلي إذا رأوني أنظف المحل بنفسي يكثرون من سؤالي: هل أنت سعودي؟ فأرد: نعم.. ومهندس أيضاً! وأستمر في مواصلة عملي. يفسر العقيل اتجاهه التجاري بأنه شعر بأنه لم يخلق للوظيفة حيث يقول: أشعر بأنني كنت مقيدا بعمل روتيني .. عمل صباحي .. عودة للمنزل.. وماذا بعد؟
ويواصل الحديث: شعرت أنني يجب أن أخلق نقطة تحول في حياتي، فقررت الدخول في المجال التجاري, وعملت في البداية بائعا في أحد محال الإكسسوارات ولمدة ستة أشهر دون أجر لأستطيع فهم خبايا هذا العمل قبل الدخول فيه!
وعن اختيار هذا المجال من التجارة وهو بيع الإكسسوارات يقول العقيل: إنني آنذاك لم أكن أملك مبلغا كبيرا حيث إن مبلغ رأس المال الذي بدأت به هو في حدود 200 ألف ريال. بعد نحو السنتين من افتتاح أول محل له دارت عجلته التجارية، فاكتشف العقيل أن المحل يدر مبلغا جيدا من المال، فقرر افتتاح محل آخر في سوق آخر في مدينة الرياض.
يتذكر تلك الأيام ويقول: كانت صعبة وقاسية. مليئة بالأمل والطموح والمسؤوليات، والمفاجأة أن المحل الجديد لم يحقق المطلوب فقررت إغلاقه .. وهكذا ذهبت المبالغ التي جمعها من الأول في الثاني.. لكنه – كما يقول – أخذ درسا قاسيا في كيفية اختيار المواقع المهمة.وبعد أربع سنوات كان لديه خمسة فروع في مدينة الرياض، عندها قرر الاستقالة من الوظيفة والتفرغ للعمل التجاري. وهنا يقول: على الشباب عدم المغامرة في ترك الوظيفة لصالح نشاط تجاري، بل يجب أن يكون كل شيء مدروسا، إذا شعرت أن دخل النشاط التجاري أكثر من راتبك الشهري بنحو الضعف يمكنك التخلي التدريجي عن الوظيفة والتفرغ للعمل التجاري.منذ عام 2000 توسع نشاط العقيل وأصبح لديه الآن أكثر من 15 فرعا منها ثلاثة في الأحساء، والقصيم، والمدينة، وقريبا سيكون لديه فروع جديدة في جدة وأبها وجيزان. وهكذا تحول من مشتري من التجار المحليين إلى مصّنع لهذه الإكسسوارات في الصين وكوريا وبقية دول آسيا، وسجل اسمه التجاري والعلامة التجارية التي ابتكرها في وزارة التجارة وأصبح لها حماية قانونية.ويؤمن العقيل بمبدأ التعاون ويقول إنه منح شابا في عرعر فرصة المشاركة بنظام الفرنشايز بحيث يحمل محله نفس اسم المحل الأصلي ونفس التصميم، ويحصل على المعروضات من قبل شركته بأسعار التكلفة حيث يتم بيعها في محل الوكيل الجديد بنفس أسعار الوكالة الأصلية.
وهو يأمل في أن هذه الطريقة يمكن أن تساعده على افتتاح مزيد من الفروع، لكنه يشترط أن يجد الشاب الذي لديه الطموح والالتزام والمقدرة.ويعرج العقيل إلى الصعوبات التي تواجهه فيقول: لا توجد هناك صعوبات كبيرة، لكن قضية العمالة تؤرقني.. أحلم بتوظيف السعوديين وتشجيعهم لأني أشعر بمعاناتهم لكن نريد شبابا لديهم الرغبة والجدية والالتزام بالعمل, من جانب آخر يرى أن هناك ممارسات في بعض الموانئ تتسبب في تكبده بعض الخسائر سواء من تأخر فسح بعض البضاعة التي يبيعها في محله أو فتحها بطريقة غير مناسبة!