السعودية وأمن الحجيج.. الموقف ثابت

السعودية وأمن الحجيج.. الموقف ثابت

تجدد السعودية كل عام تأكيدها برفض أي محاولة لتعكير صفو الحج، انطلاقاً من ثوابت الدين الإسلامي. وليس جديداً أن ترفض المملكة أي محاولة لذلك، إذ وقفت سابقا وتقف حاليا وستظل ثابتة على موقفها، ومن حقوقها كدولة راعية للمقدسات الإسلامية، رفض المسيرات والهتافات واستغلال الحج لغير مقاصده الشرعية أو ابتداع ما ليس من شعائره، أو توظيفه لأي غرض سياسي أو حزبي أو طائفي.
ويتضح من هذه المواقف الثابتة، أن كل ما يعكر صفو الحج مرفوض في نظامنا، لأنه مرفوض في ديننا الحنيف الذي نهى عن الرفث والفسوق والجدال، ولأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ أكمل الدين للناس، فليس لأي كان أن يزيد من عنده شيئا لم يفرضه الله على عباده، فكيف وقد نهى عنه أشد النهي؟!
وتشدد المملكة على أن أمن الحج وراحة الحجاج واجب دأبت على العناية الشديدة به، إذ لم تسأل أحدا في يوم من الأيام المساعدة فيه أو تحمل بعض تبعاته، بل هي تراه حقا لكل مسلم وتحث كل مسلم أيا كانت جنسيته على أداء مشاعر الحج في سكون وطمأنينة، ولأجل الحجاج يتم في كل عام تدشين منجزات جديدة، وفي حج هذا العام أنجزت الدولة جسر الجمرات وتوسعة المسعى، وبدأت الدولة العمل في أولى خطوات مشروع قطار المشاعر وتوسعة الساحات الشمالية للحرم الملكي، كما أن عجلة التطوير لا تتوقف ولن تتوقف.
ويدل كل ذلك على غاية واضحة وهدف جلي، فخدمة ضيوف الرحمن على أفضل وجه وأحسن صورة أمر ليس محلاً للجدال، وهو مرتبط بنشوء الدولة السعودية على يد مؤسسها الذي يسر سبل الحج بعد أن كانت عسيرة عبر مراحل التاريخ، وسار على نهجه الشرعي أبناؤه حتى تسنم القيادة خادم الحرمين الشريفين الذي يقف بنفسه على أداء الأجهزة الحكومية ويتابع دور المرافق العامة في هذا الشأن، حيث تفقد النائب الثاني وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الجانب الميداني، واطلع على استعدادات الأجهزة الحكومية والأمنية على وجه الخصوص، وشهد التدريبات اللازمة لمواجهة أي عمل خارج عن الشرع والنظام، وكان – كعادته - حريصا على التوضيح بعبارات مختصرة في ألفاظها واضحة في معانيها، فخير الكلام ما قل ودل.
ويؤكد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، أن المملكة لن تسمح لأي كان المساس بأمن الحج وأن المملكة لا تقبل أن يُساء لأي حاج، وأمل سموه أن ينصرف الإيرانيون لأداء النسك، وهذا كاف في التوضيح بأن الدولة ستعمل على مواجهة المخالفات ومنع السلبيات والتجاوزات، وستطبق أشد العقوبات على كل مَن يحاول أن يسيء إلى ضيوف الرحمن.
وفي كل المناسبات الدينية، يجد المسلمون الفرصة للدعاء بأن يحفظ أمن هذه البلاد، ويرد كيد أعدائها في نحورهم، لأن المملكة قلب الإسلام وقبلة المسلمين، وهي تعمل على القيام بدورها الذي يأمله كل مسلم، وكل دولة واعية لمعنى الأمن والأمان، وتضع كل إمكاناتها للوقوف ضد الجريمة وتتعاون مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة، وهي تعي تلك المخاطر المحيطة بنا وبالمقدسات الإسلامية.
مَن يراقب المشهد جيدا يتضح له أن المملكة تبني للمسلمين بيتا يأمنون فيه بيد وتحارب الإرهاب بيد أخرى، ففي هذه الأيام العظيمة تمتد أيد آثمة مدعومة من أطراف لم تعد خافية على أحد لتمارس العدوان في الأشهر الحرم غير عابئة بدين وحق جوار حتى اكتملت لدينا صورة واضحة تفسر مجريات الأحداث، ونحن مع كل ذلك نقف صفا واحدا خلف القيادة الحكيمة، فلا نقبل مطلقا أن تمس أي يد سيادة وطننا وأمنه وأمن مواطنيه والساكنين فيه، فالأمن لا يتجزأ، وهو نعمة نصونها وندعو الله دوامها.

الأكثر قراءة