مركز القيادة والسيطرة من اللاسلكي إلى الذكاء الصناعي
تحول مركز القيادة والسيطرة في المشاعر المقدسة إلى كتلة من الأجهزة الإلكترونية المتطورة، وهو ما من شأنه أن يكون برج مراقبة رقمي، يقوم بتمحيص المواقع الجغرافية عبر 1853 كاميرا زرعت في كل مناحي العاصمة والمشاعر المقدسة، ومدعومة بثلاث كاميرات معلقة في قلب الطائرات العمودية المحلقة على مدار الساعة في سماء مكة المكرمة.
المركز الذي شارف عمره على 45 عاما أنشى تحت اسم غرفة العمليات، وكانت الغرفة تعمل على إدارة أعمالها كافة وفق المتاح لها من التقنيات الصوتية، المتمثلة في أجهزة اللاسلكي، وبعض أجهزة الهاتف إضافة إلى وجود عدد من الضباط الأكفاء الذي يتمتعون بالإلمام التام بما يتعلق بمواقع العمل المختلفة، والتي كانت أبرز مهامهم، تمرير المكالمات.
في العام 1399هـ، أي ما قبل نحو 32 عاماً من الآن بدأت أعمال التطوير تدخل إلى جنبات المركز طوال الفترات والعقود الماضية، ثم أدخلت فيما بعد تقينة الكاميرات التلفزيونية، واستراتيجيات الرصد الصوتي إذ كانت نواة بدايتها بأعداد محدودة وتغطي بعض أجزاء الحرم الشريف، ثم أضيفت إليها بعض المواقع الاخرى من المشاعر المقدسة، حتى تم الانتقال إلى مبنى الامن العام، الذي افتتحه الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني وزير الداخلية في أواخر عام 1416 هـ.
وتوالت أعمال التطوير حتى أصبحت بالوضع الحالي من التقنية العالية والمنظومة الإلكترونية التي تربط جميع المواقع في مكة المكرمة تقنيا، حيث ترتبط بالمركز في الوقت الحالي نحو 1853 كاميرا تلفزيونية موزعة على نطاق واسع من مساحة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الجغرافية، إضافة إلى مداخل مكة المكرمة من جميع الاتجاهات، كما أن هناك ثلاثة كاميرات للطيران العامودي وأربعة أنظمة حاسوبية تعنى بجميع أعمال أمن قوات الحج. الأنظمة الحاسوبية تم إيصالها في هذا العام لـ 39 موقعا ميدانيا، وتحتوي الأنظمة على كم كبير من قواعد البيانات والخطط وكيفية إداراتها، وعلى هواتف المسؤولين والمحاضر وورش العمل التي تم عقدها منذ بداية العام، وما تمخض عنها من توصيات وكذلك الكثير من الأنظمة والتعليمات المنسقة لعمل الحج.
الكاميرات الخاصة بالمراقبة بلغ عدد الزيادة فيها في هذا العام 358 كاميرا، ومن ضمن هذه المنظومة إضافة 16 كاميرا على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة تعمل على مدار الساعة لمراقبة كثافة الحركة المرورية ورصد تحركات العربات وضبطها وقياس أعدادها ومقارنتها بالأعداد خلال المواسم السابقة، كما أنها تعطي مؤشرات حول الأعداد المتوقع دخولها إلى المشاعر المقدسة ومن ثم مواكبة الخطط التي تلاءم هذه المتغيرات. ومن مهام مركز القيادة والسيطرة، توفير التنسيق وتبادل المعلومات بأسرع وقت ممكن من خلال وجود مجموعة من ضباط اتصال القطاعات الأمنية و30 مشاركا من الوزارات والهيئات العامة.
ويقود مركز القيادة والسيطرة لأمن الحج، اللواء محمد بن صالح الشهري، الذي شارك لأكثر من 27 عاما ضمن زملاء له وقيادات سابقة قدمت الكثير خلال السنوات الماضية، وهو ما جعله أو من سبقوه جميعا يتولون استكمال ما بدأه من كان قبلهم. وعد مشاركته المستمرة وغيابه عن ذويه بشكل موسمي طوال فترة تقارب ثلث قرن، هي جزء يسير جدا ووفاء يجب أن يقدم للوطن وخدمة لضيوف الرحمن ومشاركة سنوية في الأجر والمثوبة.
ويحتل التعامل بواسطة الأقمار الصناعية جزءا كبيرا من المنظومة التقنية في مركز القيادة والسيطرة، كما أن هناك جزء آخر يتعلق بالميكروويف وشبكات الاتصال اللاسلكية والسلكية و التواصل بالإنترنت مع كثير من النوافذ الخاصة ذات العلاقة بإمداد مركز القيادة والسيطرة بالمعلومات.
وتبدأ عوامل التهيئة والتجهيز في المركز على مدار العام وبعد انتهاء كل موسم استعدادا للموسم المقبل، ثم تبدأ عمليات التركيب الخاصة والإعداد وتدريب العاملين وتوفير التقنيات وفقما يرد من توجيهات، وأن اختيار العاملين يتم بعناية فائقة ويراعى في ذلك أن المهام التي سيمارسونها هي من صميم عناصر ممارستهم لأعمالهم في مراكزهم الوظيفية.