أمطار منى تكسر معتقدات المكيين بهطولها في يوم التروية
درجت العادة لدى المكيين أن يتحروا هطول الأمطار في نهاية موسم كل حج، معتقدين أنها تغسل ما كان يسمونه ''بجرة'' الحجاج، بمعنى أنها تنقي الأجواء من التلوث البيئي الذي يحدثه وجود كثير من مركبات الحجاج التي تتكدس في مكة المكرمة، وتجعلها صحية، وذلك لما يمثله هطول المطر من فلترة وتجديد أجوائها. في هذا العام كسرت أمطار منى التي هطلت على حجاج بيت الله الحرام في يوم ترويتهم هذه القاعدة وأعلنت بقدومها في هذا التوقيت أنه لا يأمن جانبها فإن من يسير السحب ويسخرها لتسقط قطراتها هو الله العالم بتصريفات الأمور ومدبر كل شيء. هذا المعتقد الذي اعتنقه كثير من المكيين خصوصا كبار السن منهم أتى بعد تعودهم على توقيت معين يهطل المطر فيه كل عام، هذا ما أكده عابد صدقة الذي تجاوز عمره 60 عاما يقول '' إن هطول الأمطار على مكة المكرمة في نهاية موسم كل حج كان من المسلمات لدينا، حيث كنا نترقبها لتغسل ''بجرة'' الحجيج بعد انتهائهم من تأدية مناسك حجهم وذهابهم إلى ديارهم''. يضيف صدقة أن موعد هطول الأمطار كان في الغالب في منتصف شهر المحرم أو في الأيام الأخيرة منه، ولكن في الأعوام الماضية القريبة شهدت مكة ندرة في هطول الأمطار وكانت تتأخر بعض الشيء في موعد هطولها، مشددا على أن هذا التأخير لم يزحزح المعتقد السائد بينهم عن أن موعد هطول الأمطار لا يكون إلا بعد موسم الحج. من جهتها، رفضت رئاسة الأرصاد وحماية البيئة هذا المعتقد. وأكدت على ''أن تلك التنبؤات والتوقعات لا أساس لها من الصحة وخاطئة''.
وقالت الرئاسة على لسان مدير الإعلام التنموي حسين القحطاني ''إن الرئاسة تعمل على توقعات الطقس وفق نظم علمية مدروسة، وتحاليل مبنية على تقارير إرصادية ومناخية لا تدخل من ضمنها المعتقدات والتصورات الفكرية المنبثقة من توارث الأفكار والأماني والوقائع الذاتية''. وأضاف ''ما لدينا هو دراسات علمية بحتة مرتبطة بالتحاليل والتنبؤات وفقا لأحدث التنبؤات الجوية المرتبطة بالأقمار الصناعية والرادارات المتقدمة والخرائط التفصيلية للطقس مع كوادر علمية مؤهلة تعمل على مدى الأربع والعشرين ساعة لمعرفة حالة الطقس على أجواء المملكة''.