«نمرة» مسجد اليوم الواحد الذي ظهر في العهد العباسي

«نمرة» مسجد اليوم الواحد الذي ظهر  في العهد العباسي

لم يعرف المسلمون الأوائل مسجدا في قرية نمرة التي أقام فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع وأبقوا على الموقع لقضاء صلاتي الظهر والعصر جمعا فيه امتثالا واقتداء بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام - إلا أنه في منتصف القرن الثاني الهجري في عهد الخلافة العباسية تم تشييد أول مسجد في ذلك الموقع ليبقى جزءا منه داخل حدود عرفات والجزء الآخر خارجها.
ولم تمنع اللوحات الخضراء المتراصة داخل مسجد نمرة في منع آلاف الحجاج من الالتزام بها للبقاء في حدود عرفات رغم وضوح العلامات التي تشير إلى أن جزءا من المسجد يقع خارج نطاق عرفات إلا أن الآلاف يبقون يومهم بالكامل خارج الحدود ويعتقدون أن مجرد وجودهم في المسجد يكفيهم. لكن البعض الآخر يصر على الصلاة في الجزء الخلفي من المسجد اعتقادا بأن الصلاة في الجزء الأمامي غير مقبولة خالطين الفتوى بين الصلاة والتحذير من الإقامة في بطن وادي عرنة.
ولعل موقع نمرة الذي يلحظه الداخل إلى مشعر عرفات والذي شهد الخطبة الشهيرة للنبي - عليه الصلاة والسلام - أضحى ساحة بيضاء تذرف فيها الدموع وتختلط فيها الآهات بالعبرات.
وقد التأم الحجيج أمس في هذا المسجد الذي لم تنقطع فيه الصلاة من عهد النبوة إلى يومنا الحالي إلى ما يعرف بمسجد اليوم الواحد قياسا على ما يشهده من خمسة فروض في يوم الحج الأكبر.
واتفقت غالبية المذاهب الفقهية على بطلان الاعتقادات التي تتشدد في ضرورة الصلاة في مسجد نمرة، حيث يصبح التدافع السمة البارزة.

الأكثر قراءة