عصرنة «الطوافة» تتطلب مواكبة المتغيرات.. والربح ليس كل شيء
عاصر المهنة واقعا واستطاع بحكمة الشيخ المخضرم أن يعشق الطوافة حتى بدت تظهر في ملامحه وفي وقاره، وبدأ المهمة منذ نعومة أظفاره وكرس حياته للتعريف بمفردات التطويف المختلفة، يؤمن بالتطوير وعصرنة الطوافة نحو علم جديد يتمسك بالموروث ويحاكي روح العصر بتقنياته، عبد الله بن عمر علاء الدين رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف كان لـ ''الاقتصادية'' موعد معه ومع جيل بأكمله، مع فكر بلغ حدود الرقي وشرح مفاهيم جديدة لعمل مؤسسات الطوافة بكل تصنيفاته، تحدث في الحوار عن نقاط كثيرة أبرزها مفهوم صناعة الحج والتحديات التي تواجه هذا الفكر ورد على الاتهامات التي طالت الهيئة وأرباب الطوائف، وحلل أدوارا جديدة للهيئة وتحدث عن تجربة الانتخابات كفكر جديد يقود المجتمع باتجاه الديمقراطية. وكشف أن المؤسسات تعد جيل المستقبل من المطوفين, وعندما تستمع لحديثه تشعر لوهلة بأنك أمام رجل متعدد الثقافات ويحمل في داخله هم خدمة ضيوف الرحمن، كرس خبراته لتطوير المهنة وعمل مع زملائه في مجلس الهيئة لتكون الهيئة التنسيقية إحدى مؤسسات المجتمع المدني، يتابع بدقة في ظل حجم الأعباء الكبيرة التي تهم إدارته, وقسم جهده بين الهيئة التنسيقية ومؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أمريكا وأستراليا, ويسجل حضورا مختلفا في كل ورش العمل التي تهتم بعمل الطوافة وتطوير أدائها..فإلى نص الحوار:
يشهد حج هذا العام عديدا من المتغيرات الحاصلة على خريطة العالم, كالأزمة العالمية المالية والاقتصادية وطاعون العصر إنفلونزا الخنازير .. كيف تقرأ هذه التغيرات بوصفكم من كبار المطوفين في مكة المكرمة؟
كل هذه الأمور ليست جديدة أبدا ولكن في كل عام, ونحن نشهد هذه التغيرات المصاحبة للحج تقوم الأجهزة الرسمية في تناغم جميل بحماية الموسم من أي شائبة قد تؤثر في سير الحجيج, ومن وجهة نظري فإن أحداثا كثيرة يشهدها العالم ولا تؤثر مطلقا في الحج أبدا لتتفرد المملكة في كل عام بنجاح المهمة الكبرى في تنظيم الحج وفق الخطط المعدة باقتدار كبير ولله الحمد, وعلى مدى أزمنة كثيرة نكتشف أن الحج ينجح بعون الله وتوفيقه وبتضافر الجهود وبالخطط الاستراتيجية التي تعدها الأجهزة المختلفة وفي كل القطاعات التي تباشر أعمالها في الحج ووفق الإمكانات التي أعدتها الدولة وحشدت لها كافة اللجان التي تشرف بشكل مباشر عليها وكل مؤسسات أرباب الطوائف تسعى بشكل مباشر لتطوير أداء هذه الخدمات بمعدلات ممتازة منسجمة مع كافة الجهود بآلية موحدة.
من خلال التقارير التي تردكم حول أعداد الحجيج الذين يصلون مكة المكرمة هل تلمسون انخفاضا في هذه الأعداد؟
أعتقد أن الإحصائيات التي قامت برصدها ونشرها وسائل الإعلام المختلفة هي الأعداد الحقيقية وهي في زيادة على معدلات الأعوام السابقة، ولكن قد تتفاوت النسبة بين دولة وأخرى, ولكن بفضل الله ما زالت الأعداد في تزايد ولعل خدمات الحج المختلفة سواء كانت الصحية أو سواها من الخدمات هي الدافع الأكبر لممارسة الشعيرة بأمان دون خوف, بالرغم من كل التحديات التي أشير لها مسبقا في بداية الحوار.
يرى كثير من المتابعين أن الحج أصبح صناعة مستقلة وعملا احترافيا منهجيا يأخذ اللغة المؤسسية منهجا له, هل تشكل هذه الصناعة فكرا جديدا لمؤسسات أرباب الطوائف وتطورها وهل واجه هذا الفكر انتقادا ما ؟
عندما ننظر إلى الحج بمفهومه الشامل وكما هي نظرة وزيره والقائم بشؤونه هي مسألة أمن وقضية نسك ولا يتحقق هذا النسك إلا بوجود الأمن وهذه المعادلة مستمدة من نظرة الملك المؤسس جلالة - المغفور له بإذن الله تعالى - الملك عبد العزيز في هذا الأمر، عندما نظر بثاقب الرؤية إلى أن تأمين طرق الحج أمر ضروري يحقق مزيدا من الرغبة في ممارسة الحج, ولوعدنا بالذاكرة إلى ذلك العهد لوجدنا أن الأعداد بدأت في الزيادة بعد توحيد المملكة على يد مؤسسها الراحل الذي أوكل للمسؤولين وقتها مهام جديدة وفكرا يولد بالإصرار على تأمين الشعيرة وتقديم الخدمات التي انفردت بها الحكومة الرشيدة ومن بعده أبناؤه القادة الذين أدركوا هذا المفهوم. إنني أتذكر جيدا كيف أوكل الملك مهمة الالتقاء بالحجاج في سنين غابرة والحديث معهم وتحضير الخدمات لهم بما فيها الجمال وحمل أمتعتهم أيضا ثم انتقلت المهمة وتطورت شيئا فشيئا حتى ليكون هناك من يسهر على راحتهم ومن يمسح الطريق لهم وصولا إلى مكة المكرمة، ومن هنا اتضحت الرؤية وتفردت بها الحكومة ليكون منهجا لها وهو الفكر المؤسساتي الذي يقود الحجيج نحو أداء شعيرة مميزة بشكل أقرب إلى التنظيم, وأتذكر حينما وصل عدد الحجاج القادمين من الخارج إلى 160 ألف حاج عام 1345هـ، ومن ثم تولت المشاريع المتوالية التعبير عن نفسها لتحتضن الأعداد المهولة التي يشهدها الحج في كل عام, التي أثبتت أن الحج التقني يتطور مع تطور الإمكانات في كل عام.
#2#
هل واكبت الطوافة بمفاهيمها ما يسمى «عصرنة الحج» أو اندثر ذلك الجيل من المطوفين؟ أم تولى الجيلان الثاني والثالث تباعا هذه المهمة؟
تعد مؤسسات أرباب الطوائف وليدة في حكم الزمن وقارب عمرها ثلاثة عقود فيما يتعلق بتطور فكرها الإداري الممنهج ولو نظرنا في بدايتها وما تشهده اليوم من كوادر إدارية وعاملة والفروقات في الأعداد وما يقود ذلك من تطوير في الخدمة وتحديث في الأداء وتواجد مباشر على خطوط العمل نلمس كيف هذا التطور وكيف كان الجيل الأول ملهما لهذا التطور الحالي الذي حقق النظرة الجيدة للمستقبل واستراتيجيته المختلفة. لقد دخلت الحداثة والتطوير لغة حقيقية في كيفية ابتكار الوسائل المساعدة على نجاح الحج وانسجامه وفق الرؤية المنشودة له بما فيها مؤسسات أرباب الطوائف التي حققت الفرص الكاملة في الفكر الإداري التطويري, الذي يكفل تقديم الخدمات المطورة. وإنني أرى أن في كل مؤسسة من هذه المؤسسات تجربة ناجحة وكبيرة اعتنت بمفهوم الارتقاء بالخدمة وكيفية تقديمها وإذا أخذنا معايير الدقة وسيلة للحديث فإننا يجب أن نستشهد بالأعداد المتزايدة لأداء الفريضة في كل عام ومستويات الأرقام التي تتحدد بها معايير نجاح المواسم المتتابعة وبالمراحل المختلفة التي يقودها التوقيت الدقيق بداية بالاستقبال في الموانئ والمنافذ المختلفة والإسكان والإعاشة والتفويج وحتى لحظات الوداع, كل ذلك يتم وفق توقيت زمني وأجزم أن ذلك يأتي كنقلة نوعية تتحق بعدة عوامل أبرزها إدارات هذه المؤسسات بالدعم الكامل والتوجيه عند لقاء رؤساء المؤسسات بولاة الأمر من الدولة وهو ما يحقق كل ما ذكرت ويثمر عن نجاح الحج في كل عام كيفا وكما وأن الحج أصبح صناعة محترفة, هناك أمور أخرى تخرج من هذا الإطار لترتبط ارتباطا دينيا وعقائديا ويأخذ الحج بذلك هذه الصورة المشرفة ويحقق تطلعات الحجاج الذين يتكبدون تلك المشقة.
#3#
بحكم معاصرتكم لهذه المهنة ما أبرز التحديات التي تواجه صناعة الحج ؟
كل العمليات المختلفة في الحج لا بد أن يكون لها ضبط وتوازن ومواكبة لمتغيرات الواقع وابتكار التطوير وكيفية التعامل مع الحجاج الذين يفدون من أماكن كثيرة بثقافات متنوعة وبمشارب فكرية مختلفة ونخب ثقافية متباينة ولنا تجربة تقترب كثيرا من هذه الأمور بحكم قربنا المباشر من هذا الأمر وكيفية معرفة المستويات التي تتعامل مع الخدمات المختلفة فمنهم من يتقبل الخدمة ومنهم من يحتاج إلى توعية فاعلة تبدأ من بلدانهم وتكتمل ملامحها أثناء أدائهم الفريضة ليصل بذلك إلى التعامل الجيد مع الخدمة وكيفية تلقيها وهذه الأمور في مجملها تصنع لغة التحدي بغية الانجاز وكيف تتكون الإرادة للتصميم على بلورة الخدمة وتطويعها عاما بعد آخر. إن قرابة 1.7 مليون حاج من دول مختلفة أمر يستدعي أن يكون هناك تنوع في الخدمات وتوفير الرضا بذلك وهو تحد واضح حتى نصل إلى توفير الرغبات والاحتياجات التي تتباين بين الحجاج بمختلف جنسياتهم, أيضا هناك تحد من نوع آخر يكمن في كيفية الموازنة بين نقاط التعادل في التكاليف والإيرادات التي تستمر لتحقيق توازن تشغيل برامج الخدمات في هذه المؤسسات وأن نستمر أيضا في دعم البحوث العلمية الدقيقة التي تساعد على تطوير مجريات الخدمة من مسار لآخر, خصوصا بعد دخول التقنية كعامل مهم وكيفية اختيار التوقيت فيما يتعلق بتحرك الحجاج وزمن صعودهم للحافلات بنظام ومعرفة أماكن التجوال وفق نظم المعلومات الجغرافية وفق تقنية الحاسب الآلي التي تفرض على المستخدم أن يستخدمها جيدا حتى يتمكن من تقديمها كما يجب كما أن قضية استثمارات الموارد البشرية وفي الكوادر التشغيلية وكيفية تدريب القدرات وتشغيلها وتدريبها ولا أبالغ إذا قلت إن مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف تحوي فكرا أكاديميا وتشهد تنوعا في ذلك يقود باتجاه النجاح ويواجه التحديات بشكل يمكن كل مجلس أن يأخذ هذا الإبداع بشكل مميز ويطوعه للاستفادة بعدة أشكال ويضع المهنة في اتجاهها الصحيح.
هناك اتهامات طالت بعض مؤسسات الطوافة بأنها خرجت عن مفهوم الطوافة ودلفت باب الربحية ؟ كيف ترى هذه الاتهامات؟
أعتقد أن هذا ليس صحيحا لكن الطموح يقود النفس البشرية, ويختلف المعيار عند خدمة الحجاج ويتدنى هذا الطموح في الكسب المادي إلى درجات غير معقولة ولكني لا أبالغ إذا قلت إن الجميع في مؤسسات الطوافة المختلفة على استعداد تام لتقديم خدمات الحجاج بشكل تام حتى في حال تدني العوائد وهم يؤمنون أن هذه الخدمة ربحها الوحيد هو الأجر من الله تعالى قبل أن يكون الأجر ماديا, وهنا لا أهمش المادة لكن هناك ما هو أسمى من ذلك هو أن الله شرفهم بهذا الاختيار فلا بد أن يحسنوا في أدائهم هذا الاختيار وتأتي لاحقا قضية التنافس في وجود العائد الأكبر وهذا أمر نسبي على احتساب تباين أعداد التوزيعات الجغرافية ولا يوجد مجال لمقارنة تساوي الأعداد واختلاف العوائد حتى يبرر هذا التنافس إنما هناك المؤسسات كافة تخدم أعدادا مختلفة وتوجه الدولة بهذا الخصوص هو أن تكون الخدمات بأعلى حالاتها وأرقى كيفياتها دون النظر إلى الجوانب المادية, كما أن قرارات وزارة الحج فيما يخص إعادة الهيكلة تسعى إلى إعادة التكافؤ في النسب مع متطلبات الخدمة وسنرى قريبا هذا التكافؤ الذي يحقق ذلك.
دعني أسألك عن الجزء الخاص بقرار مجلس الوزراء بإعادة الهيكلة بعد أن شكلت لجنة بهذا الخصوص وتشرف عليها وزارة الحج فيما يتعلق بمعوقات مؤسسات الطوافة وتعيد آلياتها بما يتناسب مع الخدمة؟ ألا ترون أن المدة الزمنية المطلوبة قد طالت إلى حد ما؟
هذه القضية لها أهمية كبرى، فالأجهزة المعنية ومتطلبات الإسراع تقتضي أن يستشعر الجميع منظومة الشراكة التي تنسق هذه الأعمال وتعطيها الهيكلة الصحيحة التي هي جزء من هذه المنظومة بالكامل ومنها الجانب الصحي وخدمات النقل والتغذية والتموين والجوانب الأمنية المختلفة, وتسعى الدولة لتنميتها لتصب في مصلحة الحج ومؤسسات أرباب الطوائف جزء من هذه المنظومة ووزارة الحج هي الجهة التي تعنى بإعادة التنظيمات بحكم أنها الجهة التي تشرع القوانين والضوابط لكنها لا تستخدم العصا السحرية حتى تغير أمرا ما لحل بعض المشاكل. وأؤكد لك أن هناك أمورا كثيرة تحتاج إلى تطوير حتى تواكب التغيرات الحاصلة بخطط فعلية تتواكب مع التوجهات المستقبلية التي تتطلبها خدمة الحجاج بشيء من التفرد، ولا بد أن ندرك تماما أنه من الضروري ألا تظهر في الحج أخطاء إدارية كبيرة لا تظهر الصورة مشوهة بعد أن صممنا جميعنا على السعي نحو التطوير وباتجاه الارتقاء ولكن يظل الخطأ معوقا كبيرا, الذي يصدر من بعض المنتسبين المؤدين للخدمة لا بد من معالجته ويجب ألا يحصل وقت أداء الحاج للشعيرة إذ إنه يحسب على المجموع.
هل وصل المطوف إلى مرحلة أن يكون ''الشماعة'' التي تعلق عليها الأخطاء بعد أن ظهرت تقارير هيئة الرقابة والتحقيق تحل مؤسسات الطوافة الكثير من الأخطاء كالتفويج الخاطئ والنفرة المتأخرة وتأخر التصعيد ؟ ما رأيكم بذلك؟
أنا أختلف معك بعض الشيء ولا أنفي في الوقت نفسه تلك الرؤية ولا ألغي الاتهامات ولكن أغلب المؤسسات التي تعمل في مجال الحج هي لصيقة بالحاج وتقدم الخدمة بعدة أشكال وتتفاني في ذلك وبذلك لا بد أن يكون الأداء الخدمي يجب أن يمتد من الوسائل التي تسعى إليها ولا يساورني الشك في صحة تلك التقارير وهي تنظر فعلا إلى مكامن الخطأ وتسعى إلى إيجاد الحلول عن طريق اللجان المركزية لأن ذلك له علاقة كبيرة وتنام مع بقية المرافق, لكن وفي بعض الأحيان يكون ذلك الاتهام مجحفا بحقها وإذا كان هناك ثمة شيء من القصور في عمل كبير تحكمه بعض الظروف المكانية والزمانية لا تستطع أبدا أي جهة أن تتحكم فيه وفي تفاعلاته المختلفة مع الحاج وهو المستفيد الأول، وهنا يجب أن يتحول هذا الاتهام إلى نوع من التوازن ليتحول إلى نقد لسبيل الإصلاح وبذلك تحل الأخطاء ويتم تلافيها وتدرس السبل لذلك دراسة متأنية وفق خطط تستطيع المؤسسات من خلالها أن تعمل جيدا لذلك أمنت وزارة الحج كل الوسائل لعمل هذه المؤسسات في إطار استراتيجيات الخدمة وفتحت مجال الانتخاب كفكر يقود هذه المؤسسات ولم تبخل أن تشارك أصحاب المهنة في قضية إيضاح الرؤية في مختلف الأمور ذات العلاقة.
كيف تقرؤون قضية الانتخابات وتصديرها في مؤسسات المجتمع المختلفة وفي مؤسسات الطوافة على وجه الخصوص وهل استمدت تعاليمها من تجربة الغرف التجارية؟
المتتبع لقضية الانتخاب في مؤسسات الطوافة لا يجد أن هناك فترة كافية للحكم على نجاح التجربة أو فشلها ومن قناعاتي الشخصية خاصة في الحج لا بد أن ندرك التغيير المدروس بما فيه قضية الانتخاب وهناك فرق كبير بين تجربة الغرف التجارية وبين تجربة الانتخاب لدى مؤسسات الطوافة, هناك اختلاف في المصالح وفي الغايات والأهداف وثقافة الانتخابات ركيزة جيدة للبناء والتطوير لكن في مجتمع مهيأ لتبني هذه الثقافة ولأهمية هذه الثقافة في تحقيق أهداف الناخبين ومصالحهم وهي معادلة صعبة نوعا لكن هذه الثقافة لا بد أن تعمل على تحقيق البرامج المدروسة وتسعى إلى تطوير الخدمة والمحافظة على حقوق المساهم ولا يجب أن نغفل جانب النخب المهنية فهذه المؤسسات تشمل أطيافا عدة كالطبيب والمهندس والأكاديمي والمحامي وكل هذه النخب تستطيع أن تعمل متى ما تحققت لها البيئة الجيدة واستراتيجيات العمل المرجوة .
أسندت إلى الهيئة التنسيقية بتوجيه من وزارة الحج مهمة دراسة واقع الحج وعن السعر العادل لعائد الخدمة، فأين وصلتم في هذه الدراسة؟
الوزير يعطي الهيئة كل اهتمام ويتابع أعمالها ويتعدى الاهتمام بالتوصيات ليصل إلى بلوغ الهيئة لدورها الحقيقي وتكون واحدة من مؤسسات المجتمع المدني لذلك عقدنا سلسلة كبيرة مع أعضاء مجالس الإدارات بشكل منظم وناقشنا كل ما من شأنه يعمل تحقيق وتفعيل إدارة الهيئة بشكلها ومفهومها الجديد ومن خلال ما ناقشه أعضاء المجلس بحضور وزير الحج من معطيات كثيرة ووجه بضرروة التمسك بالأوليات التي تدفع بعمل الهيئة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني مع وجود محددات أساسية وافق عليها الوزير وأبرزها الميثاق المهني الذي يرتبط بمهنة أرباب الطوائف ليس باللوائح والإجراءات ولكن بالأخلاقيات المهنية التي ترتبط بقدسية الحج وخصوصيته وترفع من قيم الأعمال، أيضا لابد أن تعمل الهيئة على استحداث مركز للمعلومات يستطيع تحقيق رغبات كل من يحتاج إلى معلومات عن الحج من خلاله, وتكون الهيئة حاضنة لهذا المركز حتى تؤدي دورها الكبير وإعطاء جانب الاستفادة من الخبرات الناجحة في كل مؤسسة اهتماما كبيرا وأن يكون التركيز مهما أيضا في تطويع التقنية لخدمة الحجاج, وإن كان هناك قصور يطول الهيئة بغياب دورها الحقيقي فهو غياب دورها الإعلامي الخاص بالتعريف بأدوارها وهو دور استشاري ويمس القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن جدوى ذلك أن يحقق كل الأدوار المطلوبة بحساب نقطة التعادل بين الخدمة وتكاليفها مع هامش العوائد المناسبة في ظل الأوضاع الاقتصادية السائدة.
تجزئة الأسهم باتت هاجسا يؤرق المساهمين، هل درست الهيئة أمرا كهذا وتوصلت إلى حلول بشأنه؟
القضية قديمة، ومعروف أن فكر المتوسطات كان ثلاثة مواسم حج تم توزيعها على المطوفين باحتساب قيمة المتوسط وجغرافية الخدمة وانتماء التقسيم الجغرافي وهي قضية تطورت مع الزمن مع الاحتفاظ بالحقوق كمنهج درجت عليه المؤسسات التي تجاوزت أحيانا أكثر من 25 عاما, والهيئة ووزارة الحج تعملان شراكة على تطوير آليات من خلال دراسات استشارية كبيرة في الوصول إلى تحقيق المعادلة الصعبة والمحافظة على الحقوق وتطوير آلية الحقوق المالية المكتسبة والفرق بين ذلك وبين الحق المهني وهو الامتداد للخبرات وكلا العنصرين لابد أن يعمل بالتوازي بغية الحفاظ على معدلات خدمية عالية وتطويرها بكفاءتها وتحافظ على الحقوق المكتسبة وتوجهات الوزارة بهذا الشأن واضحة حتى تظل روح العمل موجودة ومحافظة على كل المعطيات. إن الزيادات في أعداد المساهمين التي تطرأ سنويا على المؤسسات نتيجة توارث المهنة تزداد من سنة إلى أخرى والنسبة تتساوى بين الرجال والنساء وأسريا تصل 12 فرد وهذا يعني أنه لا توجد نسبة عالية وفي المستقبل عندما تكبر قضية إعادة الأسهم عدالة نسبية للكل.
هل تخضع الهيئة لرقابة وزارة الحج أم وزارة التجارة في ذلك الخصوص ؟
وزارة الحج منفردة في العالم كله والخضوع لها أولى وأوجب ولكن لا يمنع أن تكون وزارة التجارة رقيبة فيما يخصها في القضايا التي يتطلبها العمل التجاري لكن مرجعية الإشراف الحقيقي يجب أن تخضع إلى مرجعية تتحكم في الحج وفي إدارته ذلك ولابد أن ننظر إلى مجتمعنا وارتباط المؤسسات لا يمنع أن ترتبط بالتجارة أو بالحج أو الصحة في كل ما يخص أعمالها.
كمطوفين كيف تدفعون الحجاج باتجاه قضاء الشعيرة بعيدا عن اللغط وتسييس هذا التجمع الروحاني الكبير؟
هذا دور مهم للمطوفين, وهو واضح وكل أرباب الطوائف يدركون معنى الوطنية ولا مزايدة على المطوفين في القيام بأدوارهم الثانوية التي تقتضي حث الحجاج على قضاء الشعيرة بعيدا عن اللغط والذي يتسبب في بعض التشويش على الحجاج فيما يتعلق بأداء الفريضة, والمطوفون يدركون أيضا هذه المسؤولية الكبيرة.