منشأة الجمرات تسدل الستار على آخر فصول التدافع بين الحجاج
أضاءت منشأة الجمرات شمعتها الأولى أثناء رمي ضيوف الرحمن جمرة العقبة، ورمي بقية الجمار أيام التشريق، وذلك بعد أن اكتملت جميع مراحل إنشائها المكونة من خمسة طوابق أحدها تحت الأرض، حيث تم خلال حج هذا العام تدشين المرحلة الخامسة من مشروع تطوير المنطقة بعد أن تمت الاستفادة من مراحله الأربع خلال الأعوام الماضية، وجميع الأدوار تم تكييفها كما سيتم تغطية المستوى الخامس للجسر في العام القادم بسقف من الخيام المطورة.
مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى البالغة تكلفته 4.2 مليار ريال، أقل ما يقال عنه إنه درة المشاريع التطويرية التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة في نطاق سعيها الدءوب لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام.
وكشف العميد خالد بن قرار الحربي قائد قوات الطوارئ الخاصة، أن قوات الطوارئ ستتواجد وتعمل خلال أيام التشريق في مشعر منى من خلال ثمانية مواقع، تسهم بدورها في مراقبة ومتابعة جميع النواحي الأمنية للاطمئنان على أمن وسلامة الحجاج، والشرح والإرشاد لأفضل الطرق لإتمام رمي الجمرات، حيث ستتبع القوات الأساليب والخطط العلمية التي أعدت سلفاً لتنظيم حركة سير الحجيج في منطقة الجمرات، وذلك لأن منشأة الجمرات تكتظ بحشود الحجاج خلال أيام التشريق، وأنهم يحتاجون للعمل ليلا ونهارا حتى يتمكنوا من تنظيم حركة الدخول والخروج من وإلى المنشأة، والمحافظة على منع التدافع والافتراش في الساحات، والقيام بتنظيم وتوزيع الكتل البشرية بين الأدوار بما يتناسب مع الطاقة الاستيعابية لكل دور.
وأبان الحربي أن القوات ستعمل على مدار الساعة وستكون على متابعة مستمرة مع غرفة الإشراف والمراقبة، المتمثل عملها في تحديد الطاقة الاستيعابية وإصدار المؤشرات التي سيتم التعامل معها، والتي هي في الأصل تهدف لتحقيق أعلى درجات السلامة والراحة لضيوف الرحمن.
وقال: «نواجه في كل عام حشودا كبيرة من الحجاج يتطلب منا ذلك أن نعاملهم ونقدم لهم أرقى الخدمات المختلفة، وتوفير جميع سبل الراحة والأمن والأمان لهم أثناء تواجدهم على أرض المملكة».
ولفت إلى أنهم رأوا من خلال الأعوام الماضية ومن خلال الدروس المستفادة، أن غالبية الحجاج يتجهون لرمي الجمرات من الناحية الشرقية، الأمر الذي يتسبب في زيادة القدرة الاستيعابية للدور الأراضي والدور الأول ، وهو ما دفع بهم خلال العام الجاري على قفل المدخل الشمالي والجنوبي للدور الأرضي، وتحويل القادمين سواء من شارع الرابطة أو المتواجدين في الساحة الجنوبية للدخول عبر البرج رقم خمسة، واستخدام السلالم الكهربائية في الصعود للدور الثالث والثاني، ومعهم كذلك القادمين من مجر الكبش في الساحات الشمالية، فقد تم تحويلهم للدخول مع البرج رقم أربعة، والصعود للدور الثاني والثالث، وهو الأمر الذي في مجمله سيحقق التوازن بين الأدوار في منشأة الجمرات.
من جهته، يقول اللواء سعد الخليوي مساعد قائد قوات أمن الحج لإدارة وتنظيم المشاة: «إن عدد القوات المشاركة في تنظيم المشاة يبلغ أكثر من ثمانية آلاف فرد من مدن تدريب الأمن العام، وهم قوة مدربة تدريباً متكامل، وأن هذه التجربة تأتي في عامها الثالث على التوالي عقب نجاح الخطط في الأعوام الماضية وخلال شهر رمضان».
وأوضح أن أبرز ملامح الخطة التي سيتم تنفيذها والجديد الذي تم إضافته هذا العام يتمثل في تركيزها على ثلاثة محاور، وهي: منع الافتراش والتحكم في تدفق المشاة، والمحافظة على اتجاهات السير باتجاه واحد، مفيداً أنه تم خلال هذا العام دعم الأماكن التي تظهر فيها الازدحام مثل طريق الملك خالد وطريق الملك عبد الله وأنفاق المعيصم للمشاة وطريق المشاة المظلل وأنفاق المعيصم، كما أنه تم استخدام التقنية الحديثة الموجودة في مركز عمليات منشأة الجمرات.