تكلفة الحج المخالف تغري عمالة العاصمة المقدسة لرخصها
350 ريالا هو كل ما يتكبده الحاج المخالف، الذي يضرب بالأنظمة والاشتراطات التي تفرض الحج إلا بتصريح، عرض الحائط، حيث يعد هذا الرقم بخسا مقابل تكلفة الحج النظامي الذي لا يقل عن 3500 ريال لحجاج منطقة مكة المكرمة ويزداد السعر في بقية المناطق الأخرى ليصل إلى أرقام فلكية.
لا يحتاج هذا الحاج المخالف سوى خيمة بلاستيكية يعتمرها خلف ظهره، ينصبها حيث وطئت قدماه في المشاعر المقدسة، منشئا هو ومن على شاكلته مشكلة أزلية اعترف بها كبار المسؤولين في المملكة بوجودها وهي ظاهرة الافتراش، التي يسعون جاهدين في كل عام للحد منها، بوضع الخطط المناسبة لهذا الشأن.
غالبية تلك الفئة المخالفة للحج النظامي من المقيمين الأجانب في العاصمة المقدسة، الذي يشكل العمالة الذين يعملون في المحال التجارية نصيب الأسد فيهم، حيث أوقعوا أرباب أعمالهم في ورطة تجارية أحدثت لديهم خسائر مادية كبيرة جراء تركهم عملهم والذهاب إلى الحج بطريقة غير نظامية، الأمر الذي جعل أصحاب تلك المحال يغلقون صاغرين لإرادة لا قوة لهم فيها.
التكلفة الاقتصادية لهذا الحج غير النظامي يفصلها حاج باكستاني يعمل في ورشة صناعية، يقول: «تكلفة الحج لا تتجاوز 350 ريالا، حيث تبدأ الحسبة بمبلغ 30 ريالا وهي قيمة شراء خيمة بلاستيكية أستوطنها داخل المشاعر المقدسة خلال أدائي مناسك الحج، ثم 30 ريالا أيضا قيمة استئجار مركبة للوصول إلى مشعر عرفات، يتخللها 20 ريالا قيمة المأكل والمشرب هناك، ثم العودة بمبلغ يصل إلى 100 ريال وهي قيمة نفرتنا من عرفة إلى مزدلفة ثم مشعر منى».
ويضيف: «هنالك مبلغ يصل إلى 50 ريالا للذهاب للمسجد الحرام والطواف حول الكعبة، ثم العودة إلى مشعر منى السعر نفسه، أما بقية المبلغ فهي مصروفات بقائي في مشعر منى من مأكل ومشرب، وإن زاد فلا ترتقي إلى أعلى من عشرات الريالات، حيث إنه يوجد لنا نوعية من الأكل رخيصة الثمن لذيذة الطعم».
تأتي هذه التفاصيل المالية في قيمة الحج المخالف في وقت شددت فيه السلطات الإجراءات الوقائية لمنع تسلل الحجاج المخالفين من خارج العاصمة المقدسة، حيث رفعت قيمة العقوبة لمن يضبط من المهربين لفئة الحجاج المخالفين بمبلغ مالي يصل إلى 100 ألف ريال على الشخص الواحد، إضافة إلى السجن، وأعلن الأمير خالد الفيصل في وقت لاحق أعداد الحجاج الذين تم إرجاعهم من نقاط الفرز المنتشرة على مداخل العاصمة المقدسة، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 17 ألف حاج مخالف.