رمي جمرة العقبة.. عنق الزجاجة يمر بسلام

رمي جمرة العقبة.. عنق الزجاجة يمر بسلام

يوم النحر هو الهاجس الأكبر لدى جميع المسؤولين المنوط بهم مهمة الحج, فبعد أن سجلت السلطات الأمنية نجاح التصعيد إلى عرفات والنفرة إلى مزدلفة تبقى أعينهم على يوم رمي (جمرة العقبة ). وظل يوم النحر عنق الزجاجة في الخطط التشغيلية لمواسم الحج حيث يتوجه قرابة ثلاثة ملايين حاج لرمي جمرة واحدة في مساحة محدودة وفي عجل لإكمال النسك الذي يليه "طواف الإفاضة", لذا وقعت حوادث متعددة في الأعوام الماضية مما دفع الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن إلى إعادة الخطط والتنظيم لاسيما أن نجاح خطة رمي جمرة العقبة يوم النحر يقود إلى نجاح خطط الرمي بقية أيام التشريق، بالأمس تبادل المسؤولون من على منشأة الجمرات التهاني والتبريكات عقب أن نجحت الجهات التنظيمية للحج في إحكام السيطرة على تدفق أعداد الحجاج من مزدلفة متجهين صوب جسر الجمرات ولكن كان للتنظيم دوره وللرجال المخلصين من رجال الأمن الذين وقفوا على جنبات الطرق المؤدية للجمرات وقفت هناك قوة قوامها 11 ألف رجل أمن على قلب رجل واحد نجحوا في تنظيم وإدارة الحشود, كما كان للتطوير عاماً بعد آخر مع جودة التنظيم النجاح الذي تحقق مما خلق نوعاً من الأريحية والطمأنينة في أوساط ضيوف الرحمن. بالأمس، مر يوم النحر على ضيوف الرحمن آمناً ومثالياً بعدما نجحت جموع الحجيج في الوصول السريع وبانسيابية تامة إلى جسر الجمرات، وراحت في سكينة ترمي جمرة العقبة رغم كثافة الحجاج الذين تقاطروا منذ فجر أمس على رمي الجمرات إلا أن الخطة التشغيلية والتنظيمية في تفويج الحجاج ساهمت في تفتيت الزحام ولم تظهر أمس حركة الأفواج العكسية في حركة سير الحجاج بل كان المسار الواحد هو مرتكز خطة التفويج لجسر الجمرات, أما من أراد العودة للمخيمات ولمقر سكنه فعليه إجباريا بتنظيم دقيق أن يسلك طرقاً أخرى تقوده مباشرة إلى حيثما يريد دون عكس اتجاه الزاحفين إلى جسر الجمرات.
لقد تغلبت التجارب العميقة والخبرات المتراكمة على كافة المعوقات التي كانت تواجه ضيوف الرحمن خلال السنوات الماضية في نقلة نوعية على مستوى الخدمة والرعاية المقدمة في هذا الموسم حتى أصبح ضيوف الرحمن يؤدون نسكهم في يسر وسهولة لاسيما أثناء رمي الجمرات بمنى والتي ظلت خلال السنوات الخمس الماضية الهاجس الأكبر الذي يؤرق الجميع بعد تلك الحوادث المتكررة التي وقعت في سنوات مضت من تدافع وتزاحم راح ضحيته عدد من الحجاج لتكون الحاجة ماسة إلى استئصال هذه المشكلة المؤرقة من جذورها فهدم جسر الجمرات قبل أربع سنوات ليصبح اليوم مشروعا ضخما تتجاوز تكلفته أربعة مليارات حرصاً من حكومة المملكة على راحة ضيوف الرحمن. في اليومين الماضيين وقف ضيوف الرحمن ميدانياً على إنجاز هذا المشروع ومدى الانسيابية التي حققها الجسر في تصميمه الجديد وفي كامل أدواره وقفت منشأة الجمرات كشاهد حضاري وعمراني على عطاء هذه البلاد رموا ضيوف الرحمن جمرة العقبة في يسر وانسيابية رائعة. وبالأمس، كان لرجال الأمن في الميدان إثبات وجود تساعدهم نحو2000 كاميرا ثابتة ومتحركة تعمل على تمرير المعلومات من غرفة العمليات بالمشاعر, إلى جنود الميدان الذين أسهموا من خلال تكتلات عسكرية في تفتيت الكثافة البشرية قبل الوصول إلى منشأة الجمرات و ساهم التواجد الأمني الكبير لرجال الأمن في عملية تنظيم وفود الرحمن في مداخل منى وتوجه الحجاج في مسارات خاصة حيث حدد "مسار الاتجاه الواحد" الذي يسمح بالمرور في اتجاه واحد فقط في الطرق المؤدية إلى الجسر.

الأكثر قراءة