دبي والأزمة المتوقعة
الضغط الائتماني على دبي كان من الأحداث المتوقعة. وبالرغم من هذا الضغط ومن أن إجمالي ديونها عام 2008 يقارب 80 مليار دولار، وشركات دبي العامة تسببت في معظمها، فإن وضع دبي ما زال مطمئنا، وأكثر قدرة من غيره على مجابهة هذه الديون على الأمد القريب والمتوسط. استثمارات دبي التي من أجلها تمت هذه القروض تعتبر رصينة في بلد غني، ومدينة سياحية خدماتية وقيادية في المنطقة. البنية الأساسية التي تمت في دبي في وقت قصير والتي كلفت مبالغ باهظة. (هذه البنية) قادرة مع مرور الوقت على التعامل مع هذه التحديات.
المراكز المالية في أوروبا وأمريكا قابلت هذا الحدث بشيء (من الشماتة) وتحدث خبراؤها عن أن دبي ستفقد سمعتها المالية، بينما كل ما حدث لم يكن من الخطورة كما كان في مركز المال في نيويورك، أو في البنوك البريطانية خلال انهيار الرهن العقاري أو ما تسبب فيه ميدوف Madoff أو Merrill lynch أوAUG، وغيرها من البنوك والمؤسسات المالية الكبيرة المشهورة، والتي أفلست لسوء إدارتها، وعدم وجود أصول أو استثمارات للاعتماد عليها في تعويض تعويض من الخسارة. حتى إن رؤوس أموال البعض منهم تبخرت. واعتمدوا على سندات رهن عقاري لا تصرف.
كان بودنا أن يكون هناك وقوف معنوي من دول الخليج مع دبي. لابد أن نتعلم من هذه الأزمة، وقد تحدث لنا جميعا، وقد لا نديرها بجدارة دبي، لهذا لابد أن نفكر جديا كخليجيين لإيجاد صندوق سيادي مستقبلا، تسهم فيه دول الخليج ويعتمد عليه في مواجهة أزمات من هذا النوع مستقبلا. أزمة كهذه تدفعنا للنظر بفاعلية في أهمية وحدة النقد الخليجي والوحدة الاقتصادية، هذان أمران يهمان حاضر ومستقبل الخليج الاقتصادي والتنموي.
دبي في وضع تفاوضي قوي تستطيع أن تفرض على دائنيها شروطها، لأن دبي لديها من الاستثمارات والأصول والقدرة على الدفع مما يضعها في مركز قوي، إضافة إلى أن الغرب ما زال يعيش أزمة رهنه العقاري، ولا صحة لما يقال عن الانتعاش الاقتصادي هناك. فجميع المؤشرات لا تؤيد ذلك. يجب ألا ننسى وأن نتذكر أن الانهيار الذي تم قضى على ثروة كبيرة «تريليونات» من الدولارات وأفلست بنوك وشركات وزادت العطالة وارتفع معدل الفقر وفي ضوء هذه البيئة الاقتصادية المتشائمة من مصلحة الدائنين التعامل إيجابيا مع دبي الواعدة. كما أن الأصول والاستثمار العقاري الحالي في دبي وبنيتها الأساسية المتمكنة سيكون لها دور فعال في زيادة دخل هذه الإمارة.
علينا في المنطقة أن نعيد تقييم برامجنا التنموية والاستفادة من أخطاء الآخرين، ونعتقد أن دبي كانت مدرسة وتجربة رائدة، إيجابياتها أكثر من سلبياتها، ويكفي أنها استطاعت أن تكون مستقطبةً للاستثمار الغربي في المنطقة. ولولا ثقتهم بها لما أتوا إليها طائعين.