سفينة الملك «الرياض».. قوة ضاربة في مواجهة المتسللين

زارت «الاقتصادية» أبطال القوات البحرية الملكية السعودية على متن سفينة جلالة الملك «الرياض»، والتقت مع العميد الركن معيض بن عبد الرحمن الشمراني قائد القوة البحرية في جازان الذي أتاح فرصة اللقاء والتعرف على الأسود المرابطين وسط البحر الأحمر.

لم تكن رحلتنا على متن السفينة سياحية وإنما كانت رحلة لرصد منجز الوطن والذي تسمو به النفوس ويذاد عن الحياض، أخذت أقدامنا تدلف إلى وسط السفينة وكنا نتمايل يمنة ويسرة قبل أن يستقبلنا العقيد البحري الركن علي بن جاري القرني قائد السفينة وأركاناته ليأخذونا في جولة ومشاهدات لأسود المملكة الذين يقضون حياتهم في البحر مدججين بالأسلحة والعتاد والقوة التي تضمن بأمر الله الذود عن حمى وحدود هذا الوطن.

#2#

وقام العقيد القرني بشرح مهام تلك السفينة الحربية ذات التقنية العالية والقدرات العسكرية المتفردة، مع استعراض لقدراتها القتالية من خلال بعض الفعاليات والعمليات إلى جانب تجربة وهمية لمكافحة الحريق وكيفية التعامل معه بكل سلاسة واقتدار.

غرفة العمليات داخل السفينة تعمل على مدار الساعة وترصد كل شاردة وواردة، تعمل وفق آلية محكمة ونظام دقيق للغاية، تحقيقا لمهامها العسكرية لحماية مياهنا الإقليمية من المتسللين كما هو الحال على اليابسة.

وتمثل القوات البحرية أحد أضلاع مثلث الأمان نظرا لموقع المملكة الاستراتيجي المهم ووقوعها على ثلاثة مضائق بحرية مهمة يمر عبرها معظم واردات وصادرات المملكة، حيث تشارك مع باقي القوات المسلحة في أداء الواجب الدفاعي.

ومن المكونات الرئيسة لعمل القوات البحرية الفرقاطات بأنواعها وسفن الإمداد وسفن المطاردة الصاروخية وسفن الدورية الصاروخية وسفن كسح الألغام وقانصات الألغام والزوارق الدورية السريعة والزوارق الساحلية السريعة وسفن الإنزال البحري، ويتوافر طيارون مهرة مؤهلون لقيادة الطائرات العمودية المتطورة.

#3#

وتجمع ظروف العمل على متن السفينة ما بين سائر صنوف القتال فتراها تحاكي القتال «البري» ممثلا في «الإنزال»، ومرة تحاكي القتال «الجوي» من خلال الطيران العمودي أو الحربي عموما، إضافة إلى اختصاصها الأصلي في القتال «البحري».

سواعد أسود الوطن تديرها بكل جدارة واحتراف مسلحين بالإيمان بالله أولا وحب وطنهم وقيادتهم ثانيا تدفعهم العزيمة والصدق فيما عاهدوا الله عليه، محافظين على حدود وطنهم من خلال مسحهم وتمشيطهم وأداء الأعمال المنوطة بهم.

وجاء الانطباع بعد الزيارة كما كان قبلها باهرا جدا، حيث بدا واضحا حجم التطور الهائل الذي تعيشه قواتنا المسلحة ومدى ما وصلت إليه من مستوى قتالي عال جدا، من خلال الكوادر وتأهيلهم أو بالتعزيزات الآلية من شتى أنواع الأسلحة المتطورة، وذلك كله لم يأت من فراغ بل بتوفيق الله أولا ثم بحرص القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الدائمة والتي كانت وما زالت وستظل سر التفوق الدائم لقواتنا المسلحة السعودية بشتى أفرعها.

يذكر أن سفينة جلالة الملك «الرياض» واحدة من أحدث السفن التي تمشط حدودنا البحرية وتعمل على شريطنا الحدودي ضمن الأسطول الغربي, وكانت قد وصلت سفينتين أخريين من الأسطول الشرقي إلى جازان لتقوم بمهامها لتمشيط وحماية حدود المملكة البحرية.