«الأرصاد» تحذر من هطول أمطار غزيرة على جدة خلال 48 ساعة

حذرت إدارة التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة غرفة القيادة والسيطرة بالدفاع المدني وحرس الحدود في منطقة مكة المكرمة من هطول أمطار غزيرة على منطقة مكة المكرمة وضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة في مواجهة السيول والأمطار التي ستحدث.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' شاهر أبو حميدي مدير التحاليل والتوقعات في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن هطول الأمطار في هذين اليومين جاء نتيجة تصادم كتلة هوائية باردة من الشمال وكتلة هوائية رطبة من الجنوب ما أسهم في تكون السحب المحملة بالمياه على منطقة البحر الأحمر واتجاهها نحو شرق البحر.
من جهته أخرى كشف الدكتور منصور المزروعي رئيس قسم الأرصاد في جامعة الملك عبد العزيز عن احتمالية هطول أمطار غزيرة خلال الأسبوع الجاري خاصة شمالي جدة وغزارتها تكمن في يوم الأحد والاثنين نتيجة ازدياد ارتفاع حرارة مياه المحيط الهندي، مبينا أن شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) يعتبران من أكثر الشهور مطرا على المنطقة الغربية من المملكة خاصة.
وأبان المزروعي أن هذه الظاهرة التي تشهدها المملكة ترتبط ارتباطا مباشرا بظاهرة التغير المناخي الذي يواجه العالم، وذلك تغير في تقلبات المناخ تؤدي إلى حدة وتطرف في الظواهر الجوية، مشيرا إلى أن هذه الظواهر تكون فجائية وسريعة. وأشار المزروعي إلى أن الأمطار التي شهدتها جدة الأربعاء الماضي أتت بعد أن عانت المحافظة والقرى المجاورة لها جفافا لعدة سنوات أدى إلى نضوب العديد من الآبار، مبينا أن ما حصل في محافظة جدة في العام الماضي وفي التاريخ نفسه تقريبا حصل سقوط أمطار غير معهودة على المنطقة الوسطى سال فيها وادي الرمة لأول مرة منذ 30 عاما تقريبا لأكثر من ألف كيلومتر مما سبقها قبل ذلك إعصار ''قونو'' الذي أصاب سلطنة عمان والفيضانات.
من جهته أخرى أكد الدكتور علي عشقي أستاذ علم البيئة في جامعة الملك عبد العزيز عن اجتياح ظاهرة التغير المناخي السعودية خلال الفترة المقبلة حيث التغير بدا واضحا خاصة على الجزيرة العربية. وأشار عشقي إلى أن الفيضانات والأمطار الغزيرة التي تهطل على الركن الجنوبي والغربي من الجزيرة العربية نتيجتها تقدم الشريط الاستوائي وظاهرة الاحتباس الحراري التي أصبحت واضحة التأثير بقية جزيرة العرب وشهدت طوال الفترة الماضية قحطا وتصحرا وجفافا وانخفاض المياه الجوفية. وكشف عشقي أن تأثير المناطق المنكوبة بمياه السيول والأمطار ناجم عن ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في المحيط الهندي مما أثر في منخفضات البحر الأحمر، متوقعا هطول أمطار أغزر في فصل الشتاء المقبل، مبينا أن ارتفاع درجات الحرارة في مياه المحيط الهندي هو السبب الرئيسي وراء تسبب إعصار قونو وسبب الأمطار الغزيرة على منطقة شرق إفريقيا، ونحن نعتبر جزءا من منظومة شرق إفريقيا فأي تأثير يحدث سوف يتأثر بشكل كبير، وذلك في اصطدام الحرارة في منخفض البحر الأحمر ليشكل سحبا محملة بالمياه، متوقعا ظهور عدة ظواهر في جنوب جزيرة العرب. إلى دلك أشار العقيد علي الزهراني الناطق الإعلامي في حرس الحدود في منطقة مكة المكرمة بأن تحذير الأرصاد وصلنا منذ وقت مبكر من صباح أمس، وبناء عليه تم منع الصيادين والمتنزهين من النزول إلى البحر وذلك بهدف الحفاظ على سلامتهم.