المناطق تحاكي جدة: الحال من بعضه
كأنها تحاكي أختها الجميلة – جدة - التي أصابتها السيول بقوة، وضج في سمائها العويل والأنين، وفقدت عددا من أبنائها، تبدو المناطق ليست بمنأى عن حدث مماثل تجتمع فيه غزارة السيل مع تساهل الإنسان، ولذلك بالتأكيد ضحية.
في الرياض أو حائل أو بريدة أو المدينة أو أي منطقة أخرى يمكن أن يتكرر المشهد المؤلم الشكل ذاته أو أقل أو حتى أكبر، والشواهد على ذلك كثيرة لا تخطئها العين، تختلف في الشكل والمكان، لكنها تتفق في تجاهل الخطر المحدق.
جولة بسيطة في أحيائنا تكشف الوضع الحالي والمستقبل المخيف، ففي مدينة مثل بريدة يشيد مجمع سكني عملاق في وادٍ طمرت المعدات الثقيلة أطرافه في سبيل مسكن سيباع في النهاية لضحية، وفي موقع آخر مستشفى توضع المصدات الترابية لحمايته من السيل الهادر، أما مدينة مهمة مثل المدينة المنورة فالعارفون بخفاياها أكثر من سبعة أودية تهدد سكانها، ويرافق ذلك ضعف عام في السدود والمصدات المائية كما يقول خبراء في هذا المجال.
الرياض، بكل ما فيها من نهضة تنموية ومشاريع عملاقة، لم تمنع خبراء من التحذير من اختفاء حوضين لواديي حنيفة والسلي ،من جراء ما يشهده من بناء مساكن وطرق، مع خطورة ما يترتب على ذلك. أما في حائل فلا يمكن أن تخطئ عيناك منازل تجاورها أشجار الطلح التي تستعد لمغادرة المكان لحساب «صبة خرسانية» أو رصيف صغير، وهي الموجودة أصلا في واد أو شعيب. هذه أمثلة فقط رصدها فريق «الاقتصادية» الميداني على خلفية كارثة جدة .. ومن خلال ذلك يثور سؤال كبير يقول: هل دقت جدة ناقوس الخطر فقط؟ والبقية تأتي...