بريدة: مصدّات ترابية لحماية مستشفى من الغرق
يتساءل سكان في بريدة عن مدى تحقيق متطلبات السلامة في المباني الجديدة التي يجري بناؤها في مسايل الأودية، وذلك على خلفية الأحداث الحالية في جدة، حيث يجري حاليا تشييد مجمع سكني عملاق في شعيب الودي وشعيب الفاجرة.
ويلاحظ السكان تحرك المياه بشكل سريع مع بداية طريق الملك عبد الله باتجاه الجنوب مكونة بحيرات كبيرة قرب مستشفى الملك فهد التخصصي الذي شهد في إحدى السنوات الماضية غرق المستشفى بعد أن شهد تجمع مياه كبيرة هددت حياة المرضى، حيث لا تزال الجهات الحكومية في القصيم تستعمل المصدات الرملية في حالة هطول الأمطار لصد المياه عن الاتجاه إلى المستشفى.
من جانبه، يرى تركي بن إبراهيم القهيدان الباحث الجغرافي والجيولوجي أن انتهاكات للأودية في منطقة القصيم لا تزال مستمرة في محافظات ومدن القصيم، مبينا أن هناك انتهاكا لجوانب الأودية «فمحافظة الرس استعملت أجزاء وادي الرمة أحد أخطر الأودية في السعودية وأقيمت أحياء جديدة جميعها تقع في أطراف الوادي». وبين القهيدان أنه من المعروف لدى كبار السن أن « السيل لا ينسى مجراه» بل بتعهده من سنة إلى أخرى، وقال ليس معنى بقاء أطراف الوديان والشعاب سنوات طويلة عن الجريان أنها انتهت، فالوادي سيظل واديا حتى لو تم بناء ناطحات سحاب فيه كما أن الشعاب أيضا تعد خطرة وسريعة الجريان ومهلكة خصوصا مع وجود مصدات لبعض الشعاب مما يجعلها تتحرك بقوة كبيرة.
وقال القهيدان: أحياء بريدة الشمالية تقع بعض أجزائها في منخفضات شعاب رافدة كانت لوادي الرمة وتصب فيه ومع استعمالها في البناء ووضع مصدات طبيعية للأمطار أصبحت تحجز كميات من السيول لتتجمع وتشكل خطرا كبيرا، وقال « حادثة غرق الإسكان في مدينة بريدة خير شاهد على عدم احترام الأودية في التخطيط العمراني».
وروى الحوداث التاريخية حول هذه القضية فقال: سبق أن سجل حالة غرق قبل نحو 15 عاما للحي ليعود ويسجل حالة أخرى قبلت ثماني سنوات في حين تكررت المأساة في العام الماضي دون إيجاد حل جذري لصرف أحد أشهر شعاب مدينة بريدة والذي يتوسطها وهو ما يسميه كبار السن «وادي الودي».
وأضاف القهيدان يجب استثمار العارفين والخبراء الجيولوجيين والجغرافيين في معرفة طبوغرافية الأرض واتجاه الشعاب والوديان واحترامها.