7 أودية تخترق المدينة والسدود قديمة
أكد لـ «الاقتصادية» الدكتور مرعي محمد البيشي، متخصص الجغرافيا في جامعة طيبة، أن خطورة أودية المدينة تكمن في مراكز تلاقي أربعة أودية هي: الرغابة وقباء والعوالي والجرف، وأن ضعف السدود الموجودة في المدينة وتاريخها القديم تشكل خطرا آخر إضافة إلى افتقارها إلى وسائل تصريف المياه الحديثة التي تستخدم في معظم سدود المملكة.
وأوضح البيشي أن المدينة المنورة يخترقها عديد من الأودية الكبيرة التي تعتمد في جريانها على مناطق بعيدة، إضافة إلى وجود أودية تقسم المدينة إلى عدة أقسام وتعتمد في جريانها على أودية في مناطق بعيدة مثل وادي عشيرة في الطائف و وادي تمرة في نجد ، وتمكن خطورتها في نقطة تقابل الأودية كونها تسيل دون سابق إنذار أو بغير مطر على المدينة بفضل تغذية الأودية لوجود أمطار على منابع تلك الأودية المغذية للوادي.
وقسم البيشي أودية المدينة إلى سبعة أقسام، وادي بطحان وهو يتكون من أربعة وديان صغيرة، ويخترق المدينة المنورة من وسطها نحو الشمال الغربي وكأنه ينصف الزاوية التي حدثت من التقاء وادي العقيق ووادي قناة إلى أن يلتقي يهما في منطقة الزغابة أيضاً حيث يلتقي وادي العقيق القادم من الجنوب، ووادي قناة القادم من الشرق ووادي بطحان القادم من الجنوب الشرقي فتكون نقطة الالتقاء في منطقة الزغابة شمال غرب المدينة المنورة حيث يشكل وادي الحمض، و وادي قناة ويتشكل هذا الوادي من اجتماع عدد من الروافد والشعاب أولها وأقربها للجنوب وهو مفيض قاع العاقول الواقع شرق المدينة المنورة والذي يبدأ بوادي عواء في الطرف الشمالي الشرقي لحرة رهط ويتجه الوادي نحو الشمال الغربي في الغرب حتى يفيض في قاع العاقول وتفيض مياه قاع العاقول في وادي قناة بوادي العقيق ويتكون مجرى واحد بعد ذلك يعرف بوادي الحمض.
وأضاف البيشي كما يوجد وادي مذينب ومصدر وادي مذينب (مذينيب) و(مذنب) من منطقة ذي الجدر وهو مصدر وادي بطحان نفسه، وهو شعبة من شعب وادي بطحان حيث يتفرع منه عند شعب العجوز قبل قصر كعب بن الأشرف ويدخل منطقة بني أمية بن زيد ، ووادي الرانوناء ويعرف أيضاً بـ « مسيل الوادي « ويقال له أيضاً وادي « رانون «، وهو أحد أودية المدينة المنورة الجنوبية، ويأتي من جبل صغير شرق جبل عير يسمى « قرين خرطة « ، ووادي مهزور وهو من الأودية المهمة في المدينة المنورة فهو من المصادر الأساسية التي تروى الأرض بالمياه لمنطقة الحرة الجنوبية (شوران ) فبفيضانه تزيد مياه الآبار. وقال إنه يعرف باسم وادي قريظة نسبة لسكنهم إلى جواره. ويعرف أيضاً بوادي « المبعوث «، وبعضهم يطلقون عليه وادي « الفحل « ،وسيل المبعوث هو شعبة من وادي مهزور ينفصل عنه بالتقريب عند الجهة الشمالية الشرقية للإسكان ويأخذ مساره في الحرة الشرقية ، و وادي العقيق « الوادي المبارك « من أشهر أودية المدينة، وربما أودية الحجاز كلها.
وقال إن مياه هذه الأودية تتجمع من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من 100 كيلاً جنوباً، ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير غربي جبل عير، ويمر بذي الحليفة حتى يبلغ أقصى عير فينعطف شرقاً حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين، ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم من شرق المدينة عند منطقة (زغابة). ويسيل وادي العقيق في الشتاء مثل نهر كبير، وفي السنوات التي تكثر فيها الأمطار تظل المياه فيه عدة أشهر. وتدل الكتابات التاريخية على أنه كان في بعض العصور أشبه بنهر دائم الجريان لذلك قامت على ضفافه في العصر الأموي وشطر من العصر العباسي قصور كثيرة، وتزاحم الميسورون على قطع الأراضي بجانبيه حتى لم يعد فيه موضع لمزيد من البناء، ومن أشهر القصور فيه: قصر سعد بن أبي وقاص، ومازالت بعض آثاره قائمة حتى الآن. وقصر عروة، وقصر سكينة بنت الحسين، وغيرها كثير.
كما نشأت بالقرب منه مزارع خصبة تغطيها أشجار النخيل وشتلات الخضراوات والفواكه فضلاً عن الحدائق التابعة للقصور القائمة وقد امتد العمران حالياً إلى أطراف العقيق حتى ذي الحليفة، ومازال مجراه يمتلئ بالماء كلما هطلت أمطار غزيرة.