أمانة جدة: «حفرة الموت» تأخرت 6 أسابيع بسبب كابلات الكهرباء
أكدت أمانة جدة أن الشركة المنفذة لمشروع تحلية مياه الشعيبة، وهو ضمن المشاريع العاجلة، هي المسؤولة عن ''حفرة الموت'' التي ابتلعت عددا كبيرا من السيارات والعائلات أثناء كارثة السيول الأسبوع الماضي.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' المهندس معيض المالكي مدير تنسيق المشاريع في أمانة جدة، أن العمل في هذا المشروع بدأ في 24/8/1429هـ بترخيص من الأمانة رقم 3050900005 بمسار 2263 مترا طوليا. وعن أسباب الحفر قال المهندس معيض، إن وزارة النقل والمواصلات بصفتها المالك لكل الطرق تشترط عدم الحفر العرضي في الطرق لعدم إعاقة السير وبالتالي كان على الشركة المنفذة القيام بالحفر المفقدي الذي يقصد به الحفر من جانبي الطريق بعمق معين ومن ثم إنزال المكائن والمعدات في نفق ليتم العمل من خلاله. وكشف مدير تنسيق المشاريع أن العمل انتهى في هذه المنطقة في 9/9/1430هـ وتم التجديد للشركة المنفذة في 19/9/1430هـ لإكمال مسار المشروع لربط خط قويزة وينتهي الترخيص الأخير بنهاية دوام أمس الأول 19/12/1430هـ. وأفاد المالكي أن الأمانة تقوم بإصدار التراخيص وتجديدها فقط ومسؤولية مؤسسة التحلية ''المالكة للمشروع'' مراقبة ومتابعة العمل ميدانياً وسير المشروع عبر مستشاريها وخبرائها. وقال المهندس معيض وفقاً لتقرير مراقب الشركة المنفذة التي باشرت الحفرة بعد السيول وسقوط السيارات فيها إن الحفرة في بدايتها كانت 9 في 6 أمتار، وكانت مدعمة بأعمدة من الجوانب لعدم انهيار التربة، لكن المياه عندما جاءت أحدثت دوامة فيها مما أدى إلى تآكل أطراف الحفرة واتساعها حتى وصلت إلى 50 متراً، ثم بدأ سقوط السيارات فيها. وأفاد أنهم انتشلوا أكثر من 25 سيارة من الحفرة ووجدوا ست وفيات فيها، منها سيارة لعائلة مكونة من خمسة أشخاص ''رجل و4 نساء'' وسيارة أخرى فيها شخص بمفرده. وعن أسباب تأخر ردم الحفرة في الشارع لوقت طويل قال المالكي، إن الشركة المنفذة واجهت مشكلة أثناء العمل اضطرت للتوقف لأكثر من ستة أسابيع تتمثل في وجود ثلاث كابلات كهرباء 380 كيلو فولت إلى جانب تسعة خطوط أخرى جهد 110 كيلو فولت كانت معترضة المسار وتم التنسيق مع الكهرباء لتعديل هذه الخطوط، الأمر الذي أدى للتأخير.
ويروي لـ ''الاقتصادية'' أحد شهود العيان من سكان حي الكيلو 11 شرقي جدة، أن ''حفرة الموت'' امتلأت بالسيارات والعائلات بعد أن جرفتها السيول الآتية من منطقة بحرة التي كانت تأخذ كل ما تجده أمامها من البشر والشجر على حد سواء.
ويضيف ''في يوم الأربعاء الكارثي وبعد أن جاءت السيول المدمرة على خط مكة القديم من جهة منطقة بحرة كنا نشاهد من على ناصية الطريق السيارات بمختلف أحجامها وهي تطفو وتسقط في هذه الحفرة.