اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي في المناطق المنكوبة
حذر الدكتور حسين البار رئيس لجنة الصحة والبيئة في المجلس البلدي في جدة أستاذ محاضر بكلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز، من تسعة أخطار بيئية لكارثة السيول بجدة تم الرفع بها لأمانة محافظة جدة والوقوف عليها بمرافقة فريق متخصص من الأمانة. وأكد لـ «الاقتصادية» تلوث مياه الشرب في المناطق المنكوبة بسبب اختلاط مياه السيول بالخزانات الأرضية, نظرا لاعتماد المنازل والمباني في جدة على وجود خزانات أرضية, التي غمرتها مياه السيول خاصة في شرق وجنوب جدة وهي محملة بكثير من الشوائب والأتربة والعناصر الثقيلة.
ونصح البار المواطنين والمقيمين خاصة سكان الأحياء شرقي وجنوبي جدة التي تضررت جراء السيول باستخدام المياه الصحية وعدم الاعتماد على مياه الخزانات الأرضية في الاستخدامات اليومية والشرب, كما تطرق إلى خطر اختلاط مياه المجاري بمياه الشرب في الخزانات الأرضية الذي حصل خاصة في الأحياء العشوائية نظرا لطفح مياه المجاري واختلاطها بالمياه في الخزانات الأرضية, وذلك يؤدي إلى كثير من الأمراض الوبائية والمعدية.
وتحدث عضو المجلس البلدي عن خطر الأسلاك الكهربائية المكشوفة في المياه المتجمعة وما يؤدي إليه ذلك من صعق كهربائي, ونبه الأهالي إلى ضرورة اخذ الحيطة والحذر, منوها بدور شركة الكهرباء في تفقد جميع الأسلاك خاصة مع وجود المياه من خلال الفرق الميدانية الموجودة. كما تطرق إلى الأطعمة والمواد الغذائية في المناطق التي تعرضت للانقطاع الكهربائي خاصة في المطاعم والمنازل, نظرا لتعرض كثير من المواد الغذائية والأطعمة للتلف والفساد, خاصة المواد الغذائية التي تتطلب درجات حرارة معينة.
وأشار إلى طفح المجاري في الأحياء العشوائية الذي ينشر الروائح الكريهة في جميع الأحياء وهو مجال لتلوث الطعام والأيدي الملامسة لتلك المواقع ثم وصول التلوث إلى الأطعمة، الذي يؤدي إلى انتقال الجراثيم ويسبب النزلات المعوية وغيرها من الأمراض ذات العلاقة بتلوث الأطعمة.
ونوه البار إلى صعوبة حركة المواطنين داخل الأحياء شرقي وجنوبي جدة، نظرا للوحل المتراكم داخل الأحياء وحول المنازل والمساجد والمدارس والمراكز التجارية والحركة صعبة جدا في تلك المناطق, مشيرا إلى ضرورة الإسراع في رفع الأوحال والطين لتسهيل حركة المواطنين.
ووقف عضو المجلس أمس، على ستة مساجد مغلقة تماما في أحد الأحياء المتضررة بسبب تجمعات المياه والوحل في طرق المساجد وحول المنازل في تلك الأحياء, إضافة إلى المدارس والمنازل.
وبين البار أنه تم الرفع لأمانة محافظة جدة بتلك الأخطار والتواصل مستمر مع الأمانة بشكل مكثف يوميا, مشيرا إلى التجاوب الجيد من الأمانة رغم أن الكارثة حجمها كبير.
واستدرك البار إمكانات الأمانة لا تستطيع إزالة أضرار الكارثة في وقت سريع, وعليها طلب الدعم من الأمانات القريبة أو الجهات الأخرى. وطالب بزيادة ودعم الكوادر الفنية للأمانة وزيادة وكثافة الإجراءات وسرعة رفع المخلفات واتخاذ الخطوات والإجراءات لتفادي الأخطار البيئية التي نشأت من جراء السيول.