أهلا بكم سيدي سلطان

أهلا وسلاماً من قلوب الملايين بولي العهد الأمين سلطان بن عبد العزيز، سلاما معطرا بالود مزدانا بالوفاء مطرزا بالمحبة والدعاء للرجل المحب والإنسان الوفي والأمير المعطاء «سلطان الخير»، سلاما تعجز الحروف عن حمله وتتقازم الكلمات أمامه ولا تستطيع الجمل أن تفيه حقه لا لشيء إلا لأنه سلام من نوع خاص لرجل استثنائي وفي مناسبة فرح عظيمة، مناسبة تاريخية، الكل حاضر فيها، والجميع يريد أن يرفع صوته بهذا السلام الذي هو تعبير موجز عمّا تحمله القلوب وتكنه الصدور وتحتضنه الحنايا لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين. لقد ارتفعت الأكف الضارعة إلى الله الواحد الأحد الفرد الصمد بالدعاء الصادق في هزيع الليل الآخر تسأله عز وجل أن يعيد لنا ولي عهد هذا الوطن المعطاء الأمين، والسند الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله ويرعاه - وهو يرفل بثوب الصحة والعافية. كم انتظرت الملايين من أبناء الشعب السعودي هذه اللحظة الرائعة التي تكتحل فيها العيون المحبة برؤية سلطان بن عبد العزيز على أرض الوطن، والمبعث لهذه الثقة والرجاء والأمل ما عرفه الجميع من حب سلطان بن عبد العزيز للخير حتى التصق باسمه فصار بصمة خاصة به «وصنائع المعروف تقي مصارع السوء»، والجود والكرم والعطاء لسيدي سيد الجود والبذل والوفاء ينبعث من قلب محب كبير، محب لله أولاً و لكل ما حوله ثانياً، «الإنسان ثم الحيوان بل وحتى البيئة التي نعيش فيها»، والتاريخ شاهد والصور خير برهان ودليل. إن الحب يملأ قلب سلطان بن عبد العزيز ولذا فإن أياديه البيضاء تمتد لكل ذي حاجة أو عوز تواسي هذا وتساعد ذاك وتقف مع أولئك وجزماً كل هذا لن يضيع، ولذا فحماية البيئة الفطرية هم من همومه وحقل إبداعي يضاف إلى سجله الإبداعي الرائع، ولذا ... ولذا ... ومن رحم محبة صاحب السمو للخير وحرصه على استمراره أسس مؤسسة خيرية للأعمال الإنسانية تتشرف بحمل اسمه، وربى وعلم أبناءه أصحاب السمو على عمل الخير والقرب منه والحرص عليه وجعلهم أعضاء فاعلين في هذا البناء الخيري الإنساني المتميز محلياً وإقليمياً وعالمياً، ليس هذا فحسب بل جعل من نفسه - رعاه الله - داعماً حقيقياً ورقماً صعباً في مسيرة العمل الخيري والإنساني، ومثل ذلك العمل السياسي والاقتصادي، وكذا الاجتماعي والبيئي، إضافة إلى النشاط الثقافي والعلمي، والتعليم العالي الذي يقف على أعتاب مرحلة جديدة مهمة حظي من لدن مقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - رعاه الله - وما زال بالتفاتة كريمة رائعة ودعم مادي ومعنوي كبير سواء في مجال البحث العلمي أو الأكاديمي أو ما يتعلق بخدمة المجتمع و النهوض بالوطن والمواطن السعودي، ومن بين هذه المؤسسات التعليمية العليا جامعة حائل التي شرفت بدعم سيدي - رعاه الله، وما تدشين سلطان بن عبد العزيز لأحد لبناتها المهمة إلا شاهد ودليل على منزلتها في قلبه وحبه للعلم وأهله. في الوقت ذاته فسلطان بن عبد العزيز رجل المواقف الصعبة القائد المحنك والخبير السياسي صاحب الكلمات والمواقف التي لا تغيب عن صفحات التاريخ بل هي حاضرة بكل اللغات وأذهان الساسة وبين عيون المحللين، وكلمته - رعاه الله - السياسية ونهجه الاقتصادي له أثره ووقعه المعروف، ولذا كثيراً ما يتردد في التقارير والكتابات المتخصصة الإشارة الصريحة والواضحة إلى موقع سلطان بن عبد العزيز - حفظه الله - في خريطة القرار السياسي الإقليمي أو العربي أو حتى العالمي، فهو في هذا منارة تهدي الحائر وتدل السائر وتبرهن على الحق.
إنني وأنا في مقام البوح بما في الخاطر والتعبير عما في القلب من مشاعر فرحة وابتهاجاً بمقدم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز من رحلته العلاجية، إنني وأنا في هذا المقام أرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض المحبوب، الشخصية القيادية الفذة، المخلص لدينه ومليكه ووطنه، وحبه ووفاءه وإخلاصه وتفانيه لهذا الوطن والمواطن حفظه له تاريخ الرياض على مدى أكثر من خمس وخمسين عاما. إن سيدي سلمان بن عبد العزيز يسطر في صفحات العطاء والمحبة والوفاء في كل يوم لوناً جديداً رائعا وفريدا ستذكره الأجيال ولن تنساه، فهو - حفظه الله - يغرس في النفوس من خلال مرافقته لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز كيف يكون وفاء وإخلاص الأخ لأخيه، ويحيي في ذواتنا قيم التواد والتراحم والإخاء مهما كانت الظروف وأياً كانت الأسباب، ولم ولن أنسى كلماته - حفظه الله - في سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين والتي قالها في ثنايا كلمته المرتجلة حين شّرف حفل جامعة الأمير سلطان في الرياض شهر شعبان عام 1421هـ إذ قال بالحرف الواحد ما نصه: (سيدي.. أيها الحفل الكريم.. يا سيدي لست بأديب ولا شاعر لكنها فيض مشاعر، لقد أحببت وأٌحببت، ولقد أعطيت فأعطيت، ولقد كرمت فأكرمت، ولقد راعيت فروعيت، لذلك ليس غريبا عليك أن تكون محبوبا من أبناء وطنك، وليس غريبا أن ترعى كل عمل خيري بالسر والعلن، ولقد قلت في مرة سابقة إن سلطان جمعية خيرية بحد ذاته، لذلك يا سيدي ليس غريبا على أبناء وطنك أن ينشئوا هذه الكلية باسمك، وليس غريبا عليك أن ترعاها وتدعمها بكل الوسائل، لذلك يا سيدي لك من أبناء وطنك الشكر والعرفان على ما عملت وأملهم فيك كبير كبير كما أنت كبير،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، لقد كنت حينها مديراً لجامعة الأمير سلطان في الرياض، وقد عززت هذه الكلمات الرائعة والتجربة الفريدة في ذلك الكيان التنموي المهم قناعات عدة في شخصية سلطان بن عبد العزيز لعل أهمها في نظري:
إن سلطان بن عبد العزيز شخصية لها موقعها المؤثر والمهم في خريطة القرار السياسي والاقتصادي المحلي والإقليمي والعالمي.
إن سلطان بن عبد العزيز شخصية قدمت عن طيب خاطر الحب للجميع وكما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز « فأحبه الناس». إن شخصية سلطان بن عبد العزيز متأصل فيها العطاء» أعطى فأعطاه الله». إن جميع أعمال سلطان بن عبد العزيز أعمال مباركة تخرج سريعة ويعم نفعها بإذن الله، وجامعة سلطان من بين الشواهد والبراهين، إذ إنها ولدت في مدة قصيرة وكانت ثمرة لدعمه المادي والمعنوي وأثمر هذا الدعم الكبير نتائج رائعة يراها الجميع ويدرك مضامينها المختلفة.
إن شخصية الأمير سلطان شخصية مؤسساتية، فهو - رعاه الله - يحرص على تأسيس الأعمال على أسس علمية راسخة وصحيحة وبهذا يضمن الاستمرارية والتطور حسب الرؤية التي تجد. مسك الختام أشكر الله عز وجل على عودة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين إلى أرض الوطن وأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولسيدي النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولأصحاب السمو الملكي الأمراء وللشعب السعودي في هذه المناسبة السعيدة، وأسأل الله - عز وجل - أن يحفظ ولاة أمرنا ويديم عزنا ويرفع رايتنا ويحمي وطننا ويسدد على الخير خطانا إنه على كل شيء قدير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي