أهالي الأحياء المتضررة: الخدمات مفقودة.. مسكن وطرق ومساجد

أهالي الأحياء المتضررة: الخدمات مفقودة.. مسكن وطرق ومساجد
أهالي الأحياء المتضررة: الخدمات مفقودة.. مسكن وطرق ومساجد
أهالي الأحياء المتضررة: الخدمات مفقودة.. مسكن وطرق ومساجد

كشفت جولة لـ''الاقتصادية'' على الأحياء المتضررة من السيول في جدة عن استمرار معاناة عدد من المواطنين والمقيمين من جراء تأخر حصر وتقدير الأضرار في الممتلكات, وعدم صرف مبالغ التعويضات للخسائر في الممتلكات والمركبات, ما تسبب في تفاقم الوضع لعدد من الأسر خاصة في ظل تعطل المركبات الخاصة بهم, فيما تذمر آخرون من تأخر تقدير وتسليم التعويضات المناسبة نتيجة الأضرار التي لحقت بمراكزهم التجارية والتي تسببت في تلف عديد من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية وفساد المواد الغذائية في بعض المواقع الأخرى, فيما يروي آخرون معاناتهم من عدم تقدير الأضرار التي لحقت بمنازلهم, والتي تتطلب إعادة تأهيل لتلك المنازل وتغيير الأثاث في ظل مطالبة الجهات المعنية بالإيواء إثباتات لتمديد إقامتهم في مراكز الإيواء في الشقق المفروشة. وأكد المواطن صالح الزهراني أحد المتضررين جراء السيول الذي تضررت ممتلكاته داخل المنزل، ويسكن حاليا في مراكز الإيواء في الشقق المفروشة, أن اللجنة المخصصة لحصر الأضرار لم تعاين المنزل حتى الآن لحصر الأضرار وتسجيل الخسائر التي لحقت بالممتلكات ليتسنى لنا إصلاح الأضرار والعودة للمنزل.

#2#

وأوضح الزهراني أن اللجان المخصصة في مراكز الإيواء طلبت تقريرا يفيد بضرورة التمديد في الشقق المفروشة حتى الانتهاء من عمليات الحصر وتسلم التعويضات ليتسنى لنا إعادة تأهيل المنزل.
وفي ذات السياق، أكد ياسر أسعد أحد المتطوعين العاملين في الجمعيات الخيرية المساعدة في أعانة المنكوبين أن أحد الجمعيات الخيرية ستشرع في تنظيف المنازل في الأحياء المنكوبة بعد تضرر السكان في تلك الأحياء نتيجة انعدام النظافة وتضرر المنازل وحاجتها إلى إعادة التأهيل قبل عودة المواطنين إليها.

#3#

وأضاف ياسر أسعد تم إيواء نحو 70 في المائة من سكان قويزة والصواعد وتتطلب منازلهم إعادة التأهيل والنظافة، نظرا لوجود مخلفات السيول والأمطار داخل تلك المنازل كما تضررت المقتنيات والأثاث, مشيرا إلى أن نحو 30 في المائة فقط من سكان تلك الأحياء بقوا في منازلهم وتم تنظيفها بجهود فردية. واستاء ياسر أسعد من غياب عدد من الشركات الكبيرة في دعم المنكوبين وتقديم المساعدات للمواطنين والمقيمين, مبينا أن شركة صافولا وبن داود قدمت الدعم والمساعدة للمتضررين, لما يحتمه عليها الواجب الاجتماعي تجاه المتضررين. وطالب أسعد باستشعار المسؤولية من قبل الشركات الكبيرة ودعم الأسر المتضررة جراء السيول والتي تتطلب دعما كبيرا من قبل أفراد المجتمع لتجاوز الأزمة التي تمر بها تلك الأسر حتى استقرار أوضاعهم. من جانب آخر، تذمر آخرون من عدم تعبيد الطرق وإعادة فتحها ورفع بعض المركبات المتعطلة داخل بعض الأحياء التي تمثل إحدى البؤر وتسبب الأمراض الوبائية في حال تراكم المخلفات داخل تلك المركبات. وفي هذا الجانب تحركت جمعية البر في جدة وبدأت المرحلة الثانية في عملها في المناطق المتضررة جراء السيول التي داهمت مدينة جدة من خلال أعمال تعبيد الطرق وإعادة فتحها في تلك المناطق بهدف تسهيل تنقل سكان تلك الأحياء، وكذلك فرق الإغاثة وآليات الخدمات المختلفة.
وتأتي أعمال تعبيد الطرق وتهيئتها من جديد، التي تنفذها جمعية البر في جدة بعد إنجاز المرحلة الأولى والمتمثلة في جمع المساعدات العينية وتوزيعها في أجزاء كبيرة من المناطق المتضررة القريبة من الخط السريع والتي توصف بالأقل ضرراً من المناطق الداخلية، حيث تمكن فريق العمل من الوصول إليها.
وقال مازن بترجي رئيس مجلس إدارة جمعية البر في جدة إن هناك تعاوناً بين جمعية البر والجهات المعنية بهدف فتح وتعبيد وتهيئة الطرق المتضررة لتسهيل عملية وصول المساعدات, مشيراً إلى أن فريق المتطوعين والبالغ عددهم 500 متطوع يواجهون صعوبة في الوصول للمناطق الداخلية المتضررة.
وبين خلال الجولة أمس الأول برفقة الدفاع المدني ورجال أعمال في المناطق المتضررة أن العمل الذي تقوم به جمعية البر يأتي كمساهمة تطوعية على أرض الواقع, فلا يمكن أن نترك الجهات الحكومية وحدها في هذا العمل الضخم، ونظل نطلب منهم مزيدا من الأعمال وننتقد تأخرهم, وتضافر الجهود أمر لا بد منهم سواءً على مستوى الجهات الحكومية أو على مستوى المجتمع.
وأشار إلى أن إيصال المساعدات سيكون متزامناً مع أعمال تعبيد الطرق وإعادتها لأفضل من السابق، ولن نكتفي عن الأعمال الإغاثية حتى نرفع المعاناة عن الأسر المتضررة.
فيما يطالب متضررون فقدوا بعض المستندات الرسمية الجهات الحكومية بتسهيل إجراءات استخراج مستندات بديلة التي تم فقدها جراء السيول، سواء بعض المستندات التي فقدت من داخل المركبات التي جرفتها السيول أو بعض المستندات التي فقدت بين أركام الأثاث في المنازل التي غمرتها المياه. وشدد بعض المواطنين على ضرورة زيادة أعداد العمالة والمعدات التي شرعت في تنظيف وتحسين مستوى النظافة في الطرقات الرئيسية وداخل الأحياء المتضررة, نظرا لحجم المخلفات في تلك الأحياء, مشيرين إلى ضرورة الاستعانة بشركات المقاولات لدعم الجهود الحكومية في رفع الأضرار وتحسين مستوى الطرق. وفي ذات الشأن انكشف في بعض الطرق الرئيسية مستوى الإسفلت المستخدم في تلك المشاريع, وتساءل مواطنون عن المسؤول عن مستوى وجودة تنفيذ تلك المشاريع, وطالبوا بضرورة محاسبة تلك الشركات المنفذة لمشاريع بعض الطرق داخل المدينة, خاصة الطرق الرئيسية, وضرورة معاقبة تلك الشركات من خلال إلزامها بإعادة تنفيذ المشروع ومراقبة مستوى الجودة لتلك الطرق بعد التنفيذ. من جانبهم، طالب آخرون بضرورة الإسراع في إعادة تأهيل بعض المساجد المتضررة في الأحياء, وإصلاح بعض العيوب في الطرق الداخلية وضرورة رفع الأنقاض لبعض الحوائط وإزالة الأجزاء المتهالكة التي تهدد المارة ويحتمل سقوطها في أي لحظة.
فيما أشار آخرون إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية حيال أي أمطار أو سيول متوقعة, وتنبيه المواطنين في تلك المناطق باستمرار وبث الرسائل التوعوية داخل الأحياء لمواجهة أي كوارث محتملة لا قدر الله.
وحول لجان الحصر وتقدير الأضرار أكدت محافظة جدة إن اللجان انتهت من 90 في المائة من أعداد المتضررين, وتم تحديد لجان لحصر ما تبقى من المتضررين الذين لم يتمكنوا من مراجعة اللجنة خلال الفترة السابقة نتيجة ظروفهم الخاصة.
ووجه الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة الجهات الحكومية المختلفة ولجان الحصر وتقدير الأضرار باستمرار جميع اللجان في العمل وذلك ضمن متابعة الجهود الميدانية واللجان العاملة والمكلفة لرصد ما حدث من أضرار على المواطنين والمقيمين جراء السيول التي وقعت على بعض أحياء محافظة جدة. وحددت محافظة جدة أربع لجان للتنسيق وللإشراف على المساعدات والجوانب الإنسانية وتنظيم إيصال المستحقات من التبرعات العينية المقدمة من الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير, وذلك بناء على توجيهات إمارة منطقة مكة المكرمة.

الأكثر قراءة