حرق صور الخميني يحرج إيران أمام العالم
تواصلت ردود الفعل القوية داخل إيران بعد أن تم حرق صور المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وصور آية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية، وذلك خلال احتجاجات المعارضة يوم الإثنين الماضي، حيث تنوي الدبلوماسية الإيرانية إطلاق حملة لتحسين صورة المؤسسة الدينية الحالية بعد أن أحرجت عمليات حرق الصور إيران أمام العالم وشوهت صورتها.
ونقلت وكالة أنباء العمال شبه الرسمية في إيران عن الحرس الثوري الإيراني قوله أمس إنه لن يتهاون مع أي «إهانة» لزعيم الثورة الإسلامية الراحل آية الله الخميني. من جهته، حذر المرشد الإيراني الأعلى أمس المعارضة من محاولة تقويض المؤسسة الإسلامية الحاكمة. وجاء التحذير الذي وجهه المرشد عبر التلفزيون الوطني بعد الاحتجاجات التي قام خلالها المحتجون بحرق صورته مع صور الخميني. وأكد خامنئي ضرورة أن يوقف زعماء المعارضة النبرة العدائية ضد المؤسسة ومنع أنصارهم من التطاول على رموز النظام ، في إشارة واضحة إلى الخميني. كما دعا خامنئي، صاحب القول الفصل في كافة الشؤون الإيرانية وفقا لما ينص عليه الدستور، الشعب إلى التزام الهدوء وإعطاء القضاء فرصة لمعاقبة المخطئين. وأعرب زعيم المعارضة مير حسين موسوي رئيس الوزراء في عهد الخميني أمس الأول عن تشككه في إمكانية أن يقدم أنصاره من «الحركة الخضراء» على فعل ما نسب إليهم. وكانت التوتر السياسي قد وجد طريقه بقوة إلى إيران مع الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي وانتهت بفوز الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في ولاية ثانية. واتهمت المعارضة بزعامة موسوي ورئيس مجلس الشورى السابق (البرلمان) مهدي كروبي الرئيس أحمدي نجاد بتزوير الانتخابات، ومنذ ذلك الحين يقوم أنصارهما بين الحين والآخر بالعديد من المظاهرات كان آخرها في يوم الطالب. وأكد خامنئي أن الانتخابات قد مضت وأنه لم يستطع أي من زعماء المعارضة إثبات مزاعمه. وِأشار إلى أنه على الرغم من أن الرئيس المنتخب ربما ليس هو الأفضل، إلا أنه على المجتمع احترامه واحترام من صوت له. وكانت التكهنات التي تناقلتها مواقع المعارضة الليلة الماضية في أعقاب الاحتجاجات قد أشارت إلى احتمال تعرض قادة المعارضة إلى الاعتقال بما في ذلك موسوي.
من جانب آخر، وصل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل المقيم في دمشق إلى طهران أمس لإجراء محادثات مع مسؤولين إيرانيين على ما ذكرت وكالة مهر. وأفادت الوكالة أن مشعل سيلتقي خصوصا الرئيس محمود أحمدي نجاد. وتدعم إيران التي لا تعترف بوجود دولة إسرائيل، حركة حماس التي فرضت سيطرتها بالقوة على قطاع غزة منذ 2007. وذكر بيان نشرته حماس في دمشق أن وفدا من الحركة برئاسة مشعل وصل فجر أمس إلى إيران في زيارة «تستغرق عدة أيام» يلتقي خلالها الرئيس الإيراني و»مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي ووزير الخارجية منوشهر متكي وعددا من المسؤولين الإيرانيين».