استمرار بريق نجم الصين باستراتيجية «جيمبوري»
بينما يستمر نجم الصين في البريق، فإن إحدى المنافع الأخيرة للازدهار الأخير للاقتصاد هي تطور قطاع الطفولة المبكرة.
خذ جيم تشاينا على سبيل المثال الشركة الأولى في ترخيص امتيازات جيمبوري، حيث تم تأسيسها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1976. ويقول رئيسها التنفيذي، نيك شياه، إنه منذ أن بدأ ذلك الامتياز في شانغهاي في عام 2003، عاش النجاح برغم التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي تجتاح البلاد. وحتى وقتنا هذا، تم تأسيس نحو 158 مركز جيمبوري مرخّصا بامتيازات في الصين، 112 منها تشغيلية. لكن حتى مع حصة السوق التي تبلغ 16.1 في المائة من سوق التعليم المبكر في الصين، فإن جيمبوري يضغط بثبات عليها. «نحن نتوقع نمواً هائلاً في المستقبل، مقترناً بهجرة السكان إلى المدن».
ويضيف أنه في ظل وجود الآباء الصينيين الذين يركزون في العادة على التعليم، فإن «من الممكن أن يقوموا بأي شيء للسماح لأطفالهم بتلقي أفضل تعليم ممكن»، الأمر الذي يعني أن قطاع التعليم سوف يستمر في تحقيق نمو إيجابي.
ووفقاً لتقرير استطلاعي عن أساليب الآباء الصينيين ظهر في الآونة الأخيرة على موقع www.babytree.com، موقع ربط شبكي صيني مشهور لأمهات المستقبل، إنه بين نحو 17 و19 في المائة من الآباء يُلحقون أطفالهم ببرامج تنمية طفولة مبكرة، مخلفين بذلك نحو 80 في المائة من السوق غير المستغلة بعد. وبالنظر إلى هذا الأمر، يقول شياه إن «القدرة الكامنة ضخمة للغاية».
«بالنسبة إلينا، فإن الأمر لا يدور حول التنافس ضد بعضنا بعضا، لكن بخصوص زيادة حجم هذه الفطيرة. وهنالك 80 في المائة من السوق غير مستغلة، فلماذا العراك بين بعضنا بعضا على 20 في المائة ؟ إذن، نسبة الـ 80 في المائة هي الأساس، وليست الـ 20 في المائة التي نملكها؛ هذه هي استراتيجيتنا الأساسية».
وللتطرق إلى السوق غير المستغلة، يقول شياه إن خطط توسع جيم تشاينا تشمل استهداف المدن من الطبقة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، والخامسة، بل حتى السادسة في الصين.
«نحن ندخل فعلياً في مدن من الطبقة الثالثة: بعض المدن الأصغر، التي يصل عدد سكانها إلى نحو مليون نسمة. إن ذلك تحد كما تعلم، حيث إن الصين متنوعة للغاية؛ إذ إن شانغهاي مدينة من الطبقة الثالثة، عالمان مختلفان. إذن، كيف يمكن أن يكون لديك نموذج نشاط عملي في مدن مختلفة؟ هل يمكننا أن نقلص رأس المال الأولي لكي يكون نشاطاً عملياً مجدياً، ونابضاً بالحياة؟».
«نحن نستهدف كذلك مدن الطبقة الخامسة، والسادسة. فكيف يمكننا الدخول إلى لاهاسا، وهي عاصمة التبت، والتي من المستحيل الدخول إليها اقتصادياً؟ غير أننا نبحث عن أساليب مختلفة لاقتحام السوق. لذا، فالأمر ممتع، ومثير لأنه يوفر الكثير من التحديات بالنسبة لنا». ويرى شياه قدرة كبيرة كامنة في المدن الأصغر، بسبب وجود الطبقة المتوسطة المزدهرة. «في مدن من الطبقة الخامسة، لا يزال لديك موظفون بياقات بيضاء، ونساء موظفات، وأمهات، لكن الفرق يكمن فقط في مستويات الدخل بالمقارنة بشانغهاي. وذلك أمر واحد في الصين على الجميع أن يتعايش معه. فلا يوجد هنالك «مقاس واحد» يناسب الجميع في الصين، بسبب التنوع، وبسبب المتغيرات. فكيف يمكنك أن تصنع نماذج مصممة خصيصاً لكي تناسب مدن الطبقة الخامسة بشكل عام؟».
وللتأكد من أن التعليم المنتظم، ومعايير جودة الخدمة، متفقان مع تلك الموجودة لدى الشركة الأم لجيمبوري في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الحائز على الامتياز الأول، وهو جيم تشاينا يمرر مخولات الامتياز عبر برنامج تدريب صارم.
ويقول شياه إن جيم تشاينا توفر 14 نوعاً من برامج التدريب ضمن ثلاث فئات: الإدارة، والأعمال، ومهارات التعليم. وهو يأمل أن تحقق النتيجة النهائية «معلماً ممتازاً يقدم جودة عالية».
«بالنسبة إلينا، فنحن نخصص معايير عالية للمعدات، أو حتى التدريب. ويستغرق الأمر من 4 إلى 9 شهور لبناء مركز. ونحن نمركز التدريب لأننا في هذه المرحلة لسنا سعيدين بالنتائج الخاصة بنا. وبرغم ذلك، فنحن فعلياً رواد في هذه السوق، لكن نريد أن نتجاوز توقعات الزبائن، وخاصة في مجال جودة التعليم، لأنه في نهاية المطاف، نجد أن الطفل هو الذي يتلقى الفائدة».
وبرغم أن جيم تشاينا ممنهج بجميع النوايا والأهداف حسب مسار جيمبوري في الولايات المتحدة الأمريكية، يقول شياه إنه لا ينبغي أن يُنظر إلى الأمر على أنه أسلوب أمريكي. «فقد تم تطوير الأسلوب حسب العوامل النفسية لدى الأطفال، وهم يعتقدون أنه الأسلوب الصحيح للعمل مع الأطفال».
وهو يعترف، على أية حال، أن دفع الآباء الصينيين على فهم برامج لعب وموسيقى علامة جيمبوري التجارية، كان تحدياً، ذلك لأن تلميذ جيمبوري في الصين مستخدم من الجيل الأول، بينما في الولايات المتحدة، على الأرجح أن يكون الطفل هنالك مستخدماً من الجيل الثاني على الأقل. «إنهم أقل نضجاً، وهم في حاجة إلى المزيد من المعلومات والمزيد من التعليم حول مزايا تنمية الطفولة المبكرة»، كما يقول شياه عن الآباء الصينيين التقليديين.
ويعاني الآباء الصينييون، كما يضيف، صعوبة إدراك مبدأ «اللعب» بالطريقة التي تدافع عنها جيمبوري، لأنه نقيض المفهوم الصيني تقريباً عن تنمية الطفل. «إنه أمر ممتع، وأقل صعوبة، وأكثر ليناً، ويتمركز حول الأطفال بصورة أكبر من تركيزه على المعلم»، وهذه هي، كما يعتقد شياه، موجة المستقبل لصين أكثر تنوراً.
«بالتالي، فإنه بالنسبة إلى الأعمار التي ترواح بين صفر وستة أعوام، لا يدور الأمر حول تعلم معرفة صعبة، لكن توليد اهتمام بالتعلم، بدلاً من إجبار الطفل على استيعاب المعلومة، وبالتالي شعوره يشر بالسأم والتعب من التعلم. وقد نجبر الأطفال على تعلم العزف على البيانو؛ ففي العائلات الصينية، تعتبر الموسيقى أمرا بالغ الأهمية، وبالأخص، بالنسبة للفتيات. أما بالنسبة إلينا، فنحن نتبع نهجاً مختلفاً، إذ نسمح للأطفال أولاً بالاستمتاع بتجربة اللعب على البيانو، وبمجرد أن شعروا بالاهتمام به، لا ينبغي عليك عندها أن تجبرهم على تعلمه، فهم متحفزون ذاتياً». وبالنسبة إلى شياه، فإنه يأمل أن يقدّر الآباء الفروق الغريزية بين أطفالهم. «كل طفل يتطور بسرعة خاصة به؛ ولديهم نقاط القوة الخاصة بهم، وفي الوقت نفسه، نقاط الضعف الخاصة بهم».