ما زالت «البطحاء» تعاني.. فوضى وروائح كريهة ومخالفين
يبدو أن العشوائية والفوضى أقل ما يمكن أن يوصف به سوق البطحاء وسط الرياض، فالزائر لهذا المكان يتنفس الروائح الكريهة، المنبعثة من البسطات التي تكتظ بها الأزقة، وبأمر من العمالة السائبة التي تملأ المكان، فلا صوت يعلو على أصواتهم.
فلا غرابة أن تجد من يبصق أمامك دون مراعاة للذوق العام، فيكاد مصطلح «النظافة» ينعدم في هذا المكان، فالمواطن عند دخوله لهذه المنطقة يصبح غريباً، وكل الأعين تراقبه، وتتوجس منه، خوفاً من أن يكون من الجهات الأمنية.
ووجدت «الاقتصادية» خلال جولة لـها في سوق البطحاء حذراً من العمالة المنتشرة هناك، والبعض الآخر حينما شاهد عدسة زميلي فواز المطيري أطلق ساقيه للريح.
العديد من الملاحظات والمخالفات تم رصدها، أبرزها انتشار البسطات في الشوارع بمختلف أنواعها من الخضراوات والفاكهة والملابس والألعاب والساعات..، حيث تتسيد البيع فيها عمالة أسيوية بنسبة تصل إلى 99 في المائة، ومعظمهم مخالفون لأنظمة الإقامة، هاربون من كفلائهم، ويسوقون لبضائع مقلدة ومسروقة، ومنتهية الصلاحية.
ولعل ازدحام الشوارع، وانعدام النظافة، والفوضى، وبيع السيد يهات المخالفة من الأشياء التي اعتاد مرتادو السوق رؤيته، فلا تتعجب وأنت تتجول في السوق أن يستوقفك أحد العمالة ويعرض عليك إحدى السلع.
ومن الأشياء التي شدت انتباهنا خلال الجولة هو ضعف الوجود من الجهات ذات العلاقة كالبلدية والمرور.
ويرى عدد من المواطنين أن الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية لتقليل من العمالة السائبة و المخالفات، لا تصل إلى ما هو مأمول منها في الوقت الحالي، مشيرين إلى أن الحملة في بدايتها كانت أقوى مما عليه الآن، مستشهدين بالقضايا والمخالفات التي تم القبض عليها عام 2005 بداية انطلاقة الحملة.
يقول متعب المطوع أحد الموطنين القلائل الذين وجدناهم في السوق:» حينما آتي إلى سوق البطحاء استقل سيارة أجرة نظراً لانعدام مواقف السيارات، إضافة إلى خوفي من سطو اللصوص عليها، والازدحام، فالعمالة السائبة في كل مكان».
وأضاف:» أن وجود عدد كبير من المخالفين يشكل خطرا كبيرا على مرتادي هذه الأسواق والمحال، حيث إنهم يتمادون في التجاوزات كترويج السيد يهات الإباحية والمنسوخة, و بيع الأطعمة المكشوفة والبضائع المقلدة والمغشوشة والمسروقة».
وأشار المطوع إلى أنه في أحد الأيام وحين خروجه من أحد المحال في سوق البطحاء إذا بأحد العمالة يستوقفه ويعرض عليه ساعة قيمة وبسعر رخيص، وحين سؤالي وإلحاحي عن مصدر هذه الساعة لاذ بالفرار.
ودعا المطوع الجهات الأمنية إلى تكثيف حملاتها على سوق البطحاء التي أصبحت مكتظة بالمخالفات والتجاوزات، مؤكداً النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الحملات السابقة.