هل تحتاج الأندية الأدبية لكوادر إدارية بعد فشل المثقفين في إدارتها؟!
شهدت المؤسسات الثقافية أخيرا سلسلة من الاستقالات آخرها كانت استقالة رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور سعد البازعي، وهو ما أثار تساؤلات عدة حول قدرة المثقفين الذين تم اختيارهم وتعيينهم من قبل وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية في إدارة مؤسساتهم الثقافية، بل اتهامهم مباشرة ومن قبل وكيل الوزارة الدكتور عبد العزيز السبيل شخصيا بالفشل الإداري وواجه حملة من المثقفين.
بعد أن شارفت فترة رئاسة إدارات بعض الأندية على الانتهاء بدأ بعض الرؤساء والأعضاء يقدمون استقالاتهم فهل تؤكد هذه الاستقالات مقولة فشل المثقفين في إدارة مؤسساتهم الثقافية، وهل تحتاج الأندية الأدبية إلى كوادر إدارية محترفة حتى لو كانت من خارج البيئة الثقافية؟ وهل كانت فترات الرؤساء السابقين أكثر استقرارا، وإلى أي مدى أصبح تغيير مجالس إدارات الأندية وإجراء الانتخابات ملحا في هذه الفترة.
أسئلة طرحتها ''الاقتصادية'' على المثقفين وكان التباين في وجهات النظر واضحا، بينما طالب بعض المثقفين علانية باستقطاب الكفاءات الإدارية من خارج المؤسسات الثقافية ووصفوا الأندية بملاعب كرة القدم واتهموا رؤساء الأندية بأنهم أشخاص يعملون لمصالحهم، يؤكد مثقفون آخرون نجاح بعض إدارات الأندية وأنها في مرحلة تأسيس وتحتاج إلى وقت واعتبروا خروج المثقفين من الأندية إدانة للبيئة أكثر منها إدانة لهم.
# إدانة للبيئة وليس للمثقفين
## في البداية تساءلت «''الاقتصادية»'' هل تؤكد هذه الاستقالات الفشل الإداري للمثقفين؟
#7#
يقول محمد زايد الألمعي ''أرى أن اللوائح غير واضحة، وشكل التعيينات ونوعيّة المعينين، وأساليب تزكيتهم للاختيار، كلها ظروف أسهمت في صحو المثقفين من الحلم الواهم بالتغيير، ولو اقتنعنا بأن المثقفين فشلوا إداريّاً لأسباب تتعلق بمهاراتهم، فنحن بهذا نغطي على المشكل الأساسي الذي يحتاج إلى مصارحة وبحث ومساءلة ومحاسبة.
ولن أستطرد هنا فالحديث يتطلب مكاناً غير الإعلام، ولذا علينا ملاحظة أن خروج المثقفين من الأندية ما هو إلاّ إدانة للبيئة التي أخرجتهم لا إدانة لهم، فهم في الغالب يحملون خبرات إداريّة لا تقارن، مثلاً، بخبرات الدكتور السبيل أو الدكتور باقادر القادمين من الكرسي الأكاديمي مباشرة إلى موقع إداري ضخم كوكالة الوزارة، ونجحا، ولم نسمع من يتحدث عن فشلهما كإداريين.. وأعود فأؤكد أن لكل حالة من الاستقالات، قراءتها الخاصة ومعطياتها، ولكني من تجربة خاصة في نادي أبها الأدبي لا أستطيع إدانة زملائي في النادي بقدر ما أدين وبشدة الظروف التي أقحمتنا جميعاً في مختبر غير متناغم الإرادة ولا الولاء للهدف الذي نتطلع إليه، مما يجعل الأخلاقيات تحت اختبار صعب يصعب تجاوزه بنجاح من بعض الضعفاء.
# دعم المؤلف السعودي متوقف منذ عام
#6#
الروائي عبد الحفيظ الشمري يقول ''أعتقد أن أمر إدارة أي ناد أدبي أو ثقافي ليس بهذه الصعوبة التي ربما يتصورها البعض، فالأمر في غاية الوضوح وهو أن الأندية الأدبية والجوائز الثقافية وصندوق الأديب ودعم المبدعين والتأمين الصحي ومكافآت مشاركاتهم كلها جدار قصير يمكن القفز فوقه في أي لحظة وتحت أي مبرر من قبل الطواقم الإدارية العليا في أي منظومة إعلامية أو ثقافية، وهذه هي المشكلة التي نعانيها حتى الآن.
القضية بحق هي عدم وجود الدعم للقائمين بالعمل الثقافي والمعرفي مما يسلب أي إداري حقوقه في إدارة أي عمل ثقافي، فكثيرا ما يحرج البعض من تدني مستويات الصرف، بل تجييرها إلى جهات أخرى لا علاقة لها بالثقافة والمعرفة، وهذه هي العقبة الأولى في مضمار العطاء الثقافي.
ويضيف ''الدعم المعنوي لا يكفي إنما ما يريده هؤلاء هو أن يتعاضد المعنوي مع المادي لرسم خطط مستقبلية تجعل من المشروع الثقافي حساً إنسانياً نبيلاً وصاحبه كريما لا يعيش على الفتات، وهذا للأسف حال المثقف والأديب في بلادنا الآن، وكلنا يعلم أن دعم المؤلف السعودي متوقف منذ عام تقريباً في وقت يتم فيه دعم أي قطاع أو أي مذيع أو مذيعة على حساب ما هو ثقافي أو معرفي''.
# الإدارة مسألة منفصلة عن الثقافة
#4#
سعد المحارب يقول ''في تقديري أمام هذه الأسئلة سنكون إزاء فوضى اصطلاحية، تدعو إلى كثير من التأمل والتساؤل.
السؤال الأول هنا هو السؤال القديم: من هو المثقف؟! دون إجابة جامعة مانعة - أو في الحد الأدنى تعريف إجرائي - عن هذا السؤال ستبقى مقدمة السؤال موضعاً للشك، فهل من تولوا إدارات هذه الأندية هم مثقفون، أم لا؟ كما أن الشك ممتد إلى دقة كلمة الفشل، فما هو الفشل الذي انتهت إليه هذه الأندية.
أنا أفهم أن ثمة أهداف كان يجب أن تحققها الأندية، فإن لم تكن حققتها فذلك فشل.
لكنه أيضاً فشل من وجهة نظر من وضع الأهداف، ومن سعى إلى تحقيقها، وليس بالضرورة أن البقية متفقون معهم على المعيار، وبالتالي على النتيجة.
والسؤال الفرعي، الجدير بالإضافة هنا: هل هذه الأهداف تمثل رغبة الوسط الثقافي؟ فإن لم تكن فهل يعد تحقيقها نجاحاً؟!هذه الأسئلة وغيرها كثير تحتاج إلى النظر والدرس قبل المبادرة بالإجابة عن سؤالك التفصيلي، الذي يبدو لي فرعاً من أصل.
ومن جهتي أعترف بأني لا أملك إجابات مستقرة عن هذه الأسئلة.أريد أن أضيف هنا أن شمول المثقفين، كل المثقفين، بالحكم على تجربة فرد، أو مجموعة أفراد، تعسف.
فحتى لو تقرر أن كل الذين رأسوا الأندية الأدبية قد فشلوا، فهذا لا يعني أن البقية بالضرورة هم كذلك.
في رأيي الإدارة مسألة منفصلة عن الثقافة، وبالتالي لا أظن أن نجاح المثقف في الإدارة عائد إلى ثقافته، كما أن فشل غيره ليس بالضرورة مقدمته الوحيدة هي كونه غير مثقف.
أنا أميل إلى أن إسناد إدارة المؤسسة الثقافية يجب أن يكون لمن يمتلك القدرة على إدارتها بشكل صحيح، والسؤالان الجديدان هنا: هل يمكن لمن هو غير مثقف أن ينجح في إدارة مؤسسة ثقافية؟! وهل نملك حداً أدنى من الاتفاق على ما الشكل الصحيح؟!
# تجربة إدارات الأندية بشكلها الحالي تعد جديدة
#2#
أما حامد بن عقيل فلا يرى في الاستقالات شرطاً على الفشل الإداري للمثقفين – وكما يقول - هناك من استقال في وقت مبكر وهناك من قارب أربع سنوات في إدارة ناديه، بعض الأندية كانت ناجحة جداً.
#5#
أما الروائي محمد المزيني فلا يرى في هذه الاستقالات أو الخلافات أو حتى الصراعات فشلا يحبط مسيرة الأندية أو ما خطط له كي تبلغه ذات يوم .. أنا أنظر إلى القضية من زاوية مختلفة تماما.. فتجربة إدارات الأندية بشكلها الحالي تعد تجربة جديدة لا يمكن أن تبرهن على فشلها التام حتى تقطع شوطا أو عمرا زمنيا طويلا يخضعها لتجربة كافية.. فاستقالة رئيس ناد أو عضو مجلس إدارة ناد لا يعني حالة سيئة ربما حالة تعافي, قد يأتي من هو أفضل وأقدر على الإدارة.
# التعيين خطوةٌ جريئة
#3#
إبراهيم الوافي قال ''أولا في الفعل الثقافي لا أرى مفردة الفشل واردة بمثل هذه المباشرة الإدارية، فضلا من أنها حكم انفعالي استباقي كما أراه، إذ إنني مازلتُ معتقدًا أن الأهداف التي سعت إليها الوزارة من تعيين بعض المثقّفين لرئاسة المؤسسات الثقافية الرسمية في الفترة السابقة حققت نجاحات نسبيّة، فالواضح لدي أن من أهم تلك الأهداف محاولة القضاء على القطيعة الطويلة بين المثقف والمؤسسة الثقافية، وعملية التعيين ذاتها خطوةٌ جريئة وعملية في سبيل ذلك، وإذا كنّا في مرحلة تقويمٍ لهذه الخطوة، فعلينا أولا إيجاد أداة متكاملة للتقويم، وإشراك المثقف في تقويمها من جهة ثم مقارنة منجزها بما سبقها، ولا يمكن أن نغفل القفزة الرهيبة التي قفزتها المؤسسة الثقافية في الأعوام الأربعة التي أعقبت هذه الخطوة مقارنة بالجمود الذي كانت عليه منذ ما يقارب 20 عاما سبقتها.. وفي هذا السياق تعدُّ مثل هذه الاستقالات خطوات حضارية لا يجيدها إلا المثقفون''.
# من كرسي الأكاديمية إلى كرسي الإنسانية
هدى الدغفق تقول ''من الصعب أن نحكم على مجرد ظاهرة حدثت خلال سنوات لا تتجاوز الجيل، وبالتالي فهي من وجهة نظري لا تشكل حكما حقيقيا أو ظاهرة لأنه من الجديد أن يتولى المثقف إدارة مؤسسته ومن حقه مثلما هو حق لغيره أن يتولى شؤون مؤسسته ويخطئ مثل سواه في أية مؤسسة أخرى وما أكثرهم – إلا أننا غالبا ما نسلط المجهر على المثقف، وتتابع ''لا أظن أن المثقف فاشل إداريا في تولى إدارة المؤسسة الثقافية ممن مثلتم لهم هنا أكاديميون وتركوا مؤسساتهم التعليمية العلمية كذلك، إلا أن هناك سببا آخر هو أن تلك الشخصيات لا ترغب في أن تغير من شخصيتها الأكاديمية البحتة وتكون أكثر مرونة واحتواء وتدنو من كرسيها العلمي إلى كرسيها الإنساني الفكري الثقافي.
الثقافة في حاجة إلى شخصية حاسمة في أمور لا علاقة لها بمجاملات ولا بمجتمع عائلي ولا... ومن استقال له أسبابه الخاصة، التي يذيلها بمبررات أخرى ولا تعليق لي أكثر في هذا المنحى.
# تأميم الثقافة
## وبسؤال المثقفين: هل تحتاج إدارات الأندية لكوادر إدارية أكثر منها ثقافية؟
يقول الألمعي ''بالإمكان اختيار كوادر تنفيذيّة توظف عند الحاجة، ولكن الثقافة ليست إدانة ولا يصح التعميم، فمعظم المشتغلين بالحقل الثقافي والإبداعي، يعيشون من وظائف إداريّة والحق هو استحداث نظام يفرغهم فترة مهمتهم، فكيف يستطيع مثقف إدارة فريق عمل من عشرات في إدارة حكوميّة ولا يتمكن من إدارة منشأة بحجم ناد أدبي، إن الأندية الأدبيّة تستهدف فئة تتطلب أن يدير شؤون خدمتها أهلها، وإلاّ عدنا إلى أزمنة تأميم الثقافة ومناشطها وإلحاقها بالأجهزة البيروقراطية .. وذلك هدف من لا يريدون نشوء مؤسسات مجتمع مدني سويّ.
# التمازج بين الكوادر الإدارية والثقافية
أما الشمري فيرى التمازج بين الكوادر الإدارية والثقافية مطلب متوازن فلا نعمم هذه النظرة أو نختزلها على شخص دون آخر، فالتشكيل الجديد للأندية الأدبية الذي شارف على تمام الأعوام الأربعة تجاهل بعض الطاقات الفاعلة وعمد إلى توليفة وخليط تعجب منه كما في ''أدبي الرياض''.
# البعد عن المصالح الشخصية
وبسؤال حامد بن عقيل: ماذا تحتاج الأندية؟ قال ''تحتاج إلى كوادر تهتم بالعمل الثقافي وليس المصالح الشخصية، كون من يدير النادي مثقف لا يعني نجاحه أو فشله في إدارة النادي نهاية المطاف، الأمر يتعلق برؤية مجلس إدارة النادي وبسعة أفق رئيسه، وهو غالباً ما لم يكن متوافراً لوجود مبدأ التعيين في مجالس إدارات الأندية''.
# المطلوب إدارات محترفة
محمد المزيني قال ''أنحو برأيي إلى هذا الاتجاه.. إدارات الأندية الأدبية تفتقر إلى خبرات إدارية ماكنة. لا أعتقد أن المبدع المختزل في قصيدة أو نص سردي مع تاريخ حافل بتراث من الندية الإبداعية لديه الفسحة العقلية أو النفسية القمينة باستيعاب الآخرين.. حتما ستطفو النرجسية.. وينطلق ماراثون الصراعات كما حدث تماما.. إذا لا حل إلا بإدارة محترفة بعيدة عن هذا التناشب وتصفية الحسابات.
# تحويل المؤسسات الثقافية لمدارس ابتدائية
ويرفض الوافي مقولة إن إدارات الأندية تحتاج لكوادر إدارية أكثر منها ثقافية؟ معللا أن في هذا تحويل المؤسسة الثقافية لمدرسةٍ ابتدائية في قريةٍ نائية!
# المثقف غير عاجز
وتؤكد الدغفق أن المثقف لا يعجز أبدا عن إدارة مؤسسته وأقولها للمرة الألف ولديه من المؤهلات والوعي ما يعينه على ذلك ويمكنه منه، هو في حاجة إلى دعم المسؤول الأكبر وثقة المجتمع وتوفير الكادر المتمكن.
# إدارات بيروقراطية
## وبسؤالهم: هل يرى المثقفون ضرورة تغيير مجالس إدارات الأندية الأدبية؟
قال محمد الألمعي ''دائماً ما كان الناشطون يدعون إلى مأسسة الثقافة كمنظومات مجتمع مدني، بلوائح واضحة وفي ظل قوانين محميّة بسلطة القضاء وملزمة وقائمة على معايير مهنيّة، وهنا لا بد من تفعيل النظام الخاص بمؤسسات المجتمع المدني، ووضع الأندية الأدبيّة تحت هذه المنظومة بمعونة من الداعمين كوزارة الثقافة، وليس كإدارات تتبع بيروقراطيّاً وزارة الثقافة.
# تغير مدروس لمجالس إدارات الأندية
أما عبد الحفيظ الشمري فقال ''نعم نحن بحاجة إلى تغيير مدروس لمجالس إدارات الأندية الأدبية، وذلك على أساس جمعيات عمومية لا تقل عن ألف مثقف ومثقفة يكون للجميع حق الترشح لمجلس الإدارة من خلال انتخابات معلنة وواضحة وللمجلس الحق في اختيار الرئيس والنائب بعيدا عن المحاصة وانتظار المغانم على نحو رئاسة المطبعة والمالية والإدارية والمجلة والنشاط النسائي وما إلى تلك الألاعيب التي مللنا منها.
# الانتخابات إشاعة للخيار الحر
ويرى سعد المحارب أن سؤال العمل أهم من سؤال الإدارة. أهم من أن يتم العمل ضمن الإدارات الحالية، أو غيرها، وقبل الدمج أو بعده، تحت إشراف منتخبين أو معينين، أقول أهم من ذلك هو ماذا ستقدم الأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون، وحاصلهما المتوقع: المراكز الثقافية. أما بخصوص الانتخاب فأنا أراها مسألة ضرورية، لأن فيها إشاعة للخيار الحر، وخطوة إلى الأمام في طريق استقلال المؤسسة الثقافية.
كما أنها ترتب على المنتخب مسؤولية مباشرة أمام الناخب، تضاف إلى مسؤوليته أمام الجهات الحكومية. لكن إذا لم يتم التعامل، رسمياً وشعبياً، مع الأسئلة الأساسية حول الثقافة ودورها وموقعها، فستبقى المؤسسة الثقافية هامشية، وستغدو الانتخابات فيها مسألة إجرائية تفتقد القيمة.
# ساحة للمصالح الشخصية
حامد بن عقيل قال ''ما أراه يبدأ من إنشاء اتحاد كتاب، ثم على اتحاد الكتاب أن يؤسس لفترة صحية و''صادقة'' وواقعية يتم من خلالها ممارسة الفعل الثقافي داخل الأندية وفق تصور عام مشترك.
الأندية الأدبية تشبه إلى حد بعيد ملاعب كرة القدم، هل نتوقع من مدير ملعب كرة قدم أن يدير الشأن الرياضي في مدينته؟! النادي مجرد مقر، يجب ألا نجعل منه ساحة صراع للمصالح الشخصية، أو أن نفتت حلم اتحاد الكتاب في مقار الأندية بلوائح تنظيمية تفرضها الوزارة على المثقفين.
# أندية متخبطة
يقول محمد المزيني: كما ذكرت آنفا ثمة أندية حقيقة أثلجت صدورنا بنشاطاتها.. متماسكة وتبذل ما في وسعها لتقديم الأجمل وفي إطار ميزانياتها المخصصة وهناك أندية لا تزال متخبطة.. لم تبرد حرارة الصدور بعد, وقد جمدت حتى تحين آجالها لتستبدل بخير منها.
# تغيير سنوي لمجالس الأندية
الدغفق تتابع كمثقفة أولا ورئيسة للجنة النسائية في النادي الأدبي في الرياض أقول: أؤيد أن يكون التغيير سنويا لمجالس الأندية لينال المثقفون جميعا خبرة، وأقترح أن تتاح الفرصة للعاديين من غير المثقفين ويتم دمجهم لممارسة العمل الثقافي ليقدروا جهد المثقف والثقافة ويتصوروها ويزداد وعيهم بثقافتهم أيضا.
## متى ستفعل لائحة الأندية الأدبية وتجرى انتخابات لمجالس إداراتها؟
يقول الألمعي ''عندما تتوافر النوايا والأجندة الواضحة والشفافيّة من قبل وزارة الثقافة، فسنعرف على أي نظام نستند وإلى أي مدى نقبل أو نناقش توجهات الوزارة ومدى خدمتها لتطوّر الثقافة، والخلاصة أن استقلاليّة الأندية الأدبيّة أمرٌ مبدئيّ وإذا كان للوزارة، كما يبدو من التصريحات المتفرقة، رأي آخر فعليها أن تحسم لنا موقفها ثم نتحدث بعدها، ولا نريد مناقشة قضايا يكتنفها الغموض كموقف الوزارة من الانتخابات والاستقلاليّة والصفة القانونيّة للأندية.
# اللائحة لن تخرج الرؤساء من كراسيهم
يرى الشمري أن لائحة الأندية الأدبية هي تحصيل حاصل في ظل وجود العمل الثقافي المتميز، فليس لهذه اللائحة أي طعم أو لون لو كانت مع هذه الفرق (عشرة /عشرة) التي هجمت على إدارات الأندية الأدبية، فاللوائح قد تعجز عن أن تخرجهم الآن إذ يتشبثون بمقاعدهم طلباً لتحقيق ذواتهم وليس لخدمة الحركة الثقافية أو المصلحة العامة.
# وضوح اللوائح
يقول الوافي ''لا أستطيع الإجابة المباشرة عن هذا السؤال لأنه بالتأكيد لتوقيت التفعيل حيثياته، لكن المثقّف (يتعلق بورقة) في ساحتنا المحلّية، ولو كانت اللائحة واضحة أو محفّزة أو مشجّعة لتعالت الأصوات بالتسريع في تطبيقها.
وسألنا المثقفين: ألم تكن فترات رؤساء الأندية السابقين أكثر استقرارا من الإدارات الحالية؟
أجاب الألمعي من الطبيعي أن يكون طول فترات الرؤساء السابقين أعطى لتجاربهم تراكمها واستقرارها، ولم تكن أي جهة، تحاول إقلاق ذلك الاستقرار، لظروف معقدة تخص المرحلة، إلا أن ذلك الاستقرار يجب أن يقرأ في سياقه ويقيم بحثيّاً وإحصائيّاً، وينظر إليه بإنصاف وموضوعيّة تهدف إلى الفائدة لا إلى إدانة أشخاص لم يشك أحدٌ أنهم كانوا يعطون ما يتناسب مع مرحلتهم ومداركهم.
# تسلط الأبوة وعقوق الأبناء
ويقول الشمري: من الظلم أن نقارن بين الوضع السابق للأندية الأدبية والوضع الحالي فقد عانت الأندية من تسلط الأبوة، وها هي تعاني من عقوق الأبناء فكلاهما (التسلط والعقوق) مشكلة حدت من انطلاق الأندية الأدبية في شعارها الجديد، وأنا أؤكد على شعارها وليس مشروعها، فالجمود في تلك الحقب قد لا أسميه الاستقرار إنما التكلس والتحنط، إلا أن الإدارات الحالية كان لها بعض الخطوات التي سعت نحو التطوير حتى اصطدامها المروع بحادث الدعم المادي الأليم.
# قراءة التجارب
يرى سعد المحارب أن الاستقرار، مصطلح آخر يحتمل أكثر من تعريف.
اكتفي هنا بالقول إن فصل حالة الأندية عن السياق العام لن يساعد على فهم صحيح. علينا أن نقرأ التجارب في إطار عموم الأوضاع المحيطة بها.
ويؤكد ابن عقيل أن فترات رؤساء الأندية السابقين كانت أكثر استقرارا إلا أنها – حسب رأيه – أكثر خمولا وفترات رؤساء الأندية السابقين كانت أكثر استقرارا، ويشير المزيني إلى أن فترات رؤساء الأندية السابقين كانت أكثر استقرارا من الإدارات الحالية إلا أن الاستقرار – كما يرى - لا يعني أحيانا إلا مزيدا من ركام الغبار والوجوه الشاحبة المتثائبة مللا .. لم نحن نستعجل النتائج؟ المهم أن الصورة تتجه نحو الاكتمال وما زلنا نخوض غمار التجربة.. والإدارة غير مرتهنة بفلان من الناس.. بل هذا يذهب وآخر يأتي وتلك الأيام نداولها بين الناس لا أن يتربع على عرشها حتى الممات .. أعتقد أن الفترة المقدرة لرئاسة النادي كافية ليقدم ما في جعبته.. ثم يرحل كي ينظر في بعض شؤونه المهملة جراء ارتباطه بالنادي متى كان مبدعا.
# الفعل الثقافي قَلِقٌ دائما
## وحول ما إذا كانت إدارات الأندية لكوادر إدارية أكثر منها ثقافية؟
وحول ما يردده البعض من أن فترات رؤساء الأندية السابقين أكثر استقرارا من الإدارات الحالية يرى الوافي ''أن الاستقرار فعل ثقافي .. الفعل الثقافي فعلٌ قَلِقٌ دائما .. وما تصفه بأنه استقرار ليس إلا جمودًا مميتا كما أراه.
# التغني على الأطلال
ولا ترى الدغفق أن هناك فرقا يذكر لمن سبقوا من الإدارات السابقة إلا أنه من ثقافة مجتمعاتنا العربية بشكل عام الوقوف على الأطلال والتغني بما مضى بين جيل وجيل يتكرر موال الثقافة الاجتماعية التقليدية ويظهر الموروث الأخلاقي على هذا النحو من التبجيل لمن سلف والتقليل من شأن من خلف.
# الأسبوع المقبل
هل فشل المثقفين كان سببا وراء استقالة السبيل؟
المثقفون يحاكمون رؤساء الأندية ..و«الشرقية» و«حائل» كانا الأفضل وإدارة «الطائف» الأسوأ
من هو أفضل رئيس ناد خلال الفترة السابقة؟
أهل الثقافة يتذكرون الرؤساء السابقين بالخير