مرور 100 عام على دخول أول سيارة من "جنرال موتورز" إلى المملكة

مرور 100 عام على دخول أول سيارة من "جنرال موتورز" إلى المملكة

تمثل السعودة عنصرا أساسيا لبناء قاعدة صلبة لـ "جنرال موتورز" في المملكة وذلك من خلال استمرارية التواصل عبر فريق عمل ينتمي إلى المجتمع نفسه وتبقى مسألة أخرى ذات أهمية كبيرة وهي تحمل "جنرال موتورز" لمسؤولياتها تجاه المجتمع في السعودية، حيث كان لنا هذا الحوار مع عادل الخميس مدير "جنرال موتورز" في السعودية:

هناك علاقة وثيقة بين "جنرال موتورز" وعملائها في السعودية كيف تنظرون لأهمية هذه العلاقة؟
تجمع "جنرال موتورز" بالسعودية علاقة وثيقة وعريقة.. فأول سيارة من صنعها، سارت على طرقات المملكة قبل نحو 100 عام. وكانت من طراز بويك إس عام 1907.
وكان وصول تلك السيارة الحلقة الأولى في علاقة وطيدة تنامت وتعززت مع مرور السنين.. حيث بات لـ "جنرال موتورز" وكيل معتمد في المملكة في مطلع أربعينيات القرن الماضي. ومع توالي وصول طرازاتنا العريقة من شيفروليه وجي إم سي وكاديلاك، دخلت سيارات "جنرال موتورز" أسلوب الحياة في المملكة وباتت جزءا من نسيجها.
وإنه لمن دواعي اعتزازنا أن أجيالا متعاقبة من السعوديين لم تمتلك أية علامة أخرى من السيارات، وهو دليل على مدى الثقة التي اكتسبتها الشركة ومنتجاتها في المملكة.
وتجدر الإشارة إلى أن السعودية تحتضن اليوم أكبر وكيل لـ "جنرال موتورز" في العالم، كما أن مبيعاتنا في المملكة خلال العام الماضي شكلت 50 في المائة من إجمالي مبيعاتنا في منطقة الشرق الأوسط.

السعودة هاجس وطني يشغل الجميع لتحقيقه وأنتم تمثلون أكبر مصانع السيارات في العالم، كيف تنظرون لسعودة قطاع السيارات مع شركائكم في السعودية؟
برنامج سعودة الوظائف يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لـ "جنرال موتورز".. فهو يدعم، ويغذي كذلك، التزامنا بالأعمال في المملكة على المدى الطويل. ومن خلال هذا البرنامج أيضا، تستطيع "جنرال موتورز" الاستثمار في القوة العاملة المواطنة، إضافة إلى رعاية وتطوير المهارات المحلية. وإضافة إلى ذلك تمثل السعودة عنصرا أساسيا لبناء قاعدة صلبة من الزبائن ذوي الثقة لعلامة "جنرال موتورز"، وذلك من خلال استمرارية التواصل معهم عبر فريق عمل ينتمي إلى المجتمع نفسه.
وتبقى مسألة أخرى ذات أهمية كبيرة، وهي تحمل "جنرال موتورز" مسؤولياتها تجاه المجتمع الذي توجد لها فيه أعمال. وهذه إحدى القيم الأساسية لعملياتها في شتى أنحاء العالم.
لكن تنفيذ برنامج السعودة بالشكل الذي تطمح إليه السعودية، وكذلك جنرال موتورز، يواجه بعض التحديات التي يجب التغلب عليها. ولعل أهم هذه التحديات هو ميل الشباب السعودي إلى العمل في مجالات محددة دون سواها، مثل الإدارة والمبيعات والمالية والموارد البشرية. أضف إلى ذلك وجود حاجة ملحة لتطوير الخبرات الحرفية والفنية لدى من يمكننا أن نسميهم "عمال المستقبل" من أبناء المملكة. وثمة عائق آخر يواجه هذا البرنامج، ألا وهو نظرة الشباب السعودي إلى وظيفة "الميكانيكي" ورفضه لها، وكذلك ابتعاد هؤلاء الشباب عن الوظائف التي تتطلب ساعات عمل طويلة، وبالتالي توجه قسم كبير منهم إلى الوظائف الرسمية ذات الدوام الأقصر.
وفي مواجهة كل هذه الصعوبات، هناك افتقار فعلي لآليات برامج التوظيف الملائمة التي من شأنها الاحتفاظ بالعمال ذوي الكفاءة في كل قطاع من قطاعات العمل.
لقد اعتمدت "جنرال موتورز" منهجية مدروسة في مقاربتها مسألة توطين الوظائف في السعودية. وكانت أبرز خطواتها في هذا المجال، إقامة شراكة استراتيجية قوية وبعيدة المدى، مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. وقد ارتكزت هذه الشراكة بشكل أساسي على الدراية والخبرة المحلية التي تحظى بها هذه المؤسسة، إضافة إلى البنية التحتية المتينة لمنشآتها التدريبية في كل أنحاء المملكة العربية السعودية. كما ارتكزت هذه الشراكة إلى وجود إدارة فعالة للجانب التدريبي من عمل المؤسسة، وهذه الإدارة تتمتع بمستويات رفيعة من المعرفة والدراية والخبرة والنظرة البعيدة لهذه المسألة الحيوية ألا وهي التدريب.
وانطلاقا من هذه الشراكة الواعدة مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، عمدنا إلى تطبيق البرامج الدولية الناجحة لـ "جامعة جنرال موتورز" هنا في المملكة، بحيث يحظى المتدربون السعوديون بمستويات من التدريب تضاهي مثيلاتها في الولايات المتحدة والدول الأخرى التي توجد فيها "جامعة جنرال موتورز". وبطبيعة الحال، اقتضى ذلك تجهيز المنشآت التدريبية بأحدث المعدات التقنية والفنية المتوافرة لدى "جنرال موتورز" لتواكب التجهيزات بذلك مستوى المقررات التي تدرسها الجامعة.
إضافة إلى ذلك، قمنا باعتماد إجراءات جديدة في مجال التوظيف، وباشرت "جنرال موتورز" تطبيقها على نطاق واسع في المملكة. كما قمنا بتنظيم دورات متخصصة في مجال "تدريب المدربين"، لنكفل بذلك نقل المهارات التدريبية العالية إلى كافة المدربين في برنامج "جنرال موتورز".
وعلى صعيد العمال الوافدين، فإن الجهود التي نبذلها لتغيير موقف هؤلاء حيال تدريب زملائهم السعوديين قد بدأت تؤتي ثمارها. وشيئا فشيئا، سيزول حاجز التردد هذا، حيث سيدرك العمال الوافدون أن أي تدريب أو تطوير للمهارات أو نقل للخبرات يقدمونه لزملائهم السعوديين إنما يصب في مصلحة هؤلاء ويسهم في بناء مستقبلهم المهني.
إن هذه المنهجية المدروسة التي تبنتها "جنرال موتورز" في مجال السعودة، تسير بخطى ثابتة نحو النجاح المأمول، نظرا لما تتيحه من مزايا جذابة للمتدربين السعوديين وما ترسمه من آفاق رحبة لهم.

هناك برنامج تعاوني بين "جنرال موتورز" والمؤسسة العامة للتعليم المهني في السعودية فكيف تترجمون هذا التعاون؟
برنامج "جنرال موتورز" للتدريب المهني انطلق من الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وكنا قد أعلنا عن بدء استقبال طلبات الدفعة الأولى من الطلاب المهنيين. وفي الحقيقة، كنا نتطلع إلى ملء 80 مقعدا كانت متوافرة حينها. لكن مجموع ما استلمناه من طلبات وصل على 800 طلب، ولعل هذا خير دليل على الانطلاقة الناجحة للبرنامج.
ويتولى تنفيذ برنامج التدريب المهني فريق كفؤ يضم ثمانية مدربين من المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني. إضافة إلى الدروس النظرية، يولي البرنامج تركيزا خاصا للتدريب العملي، ما يضع المتدربين في بيئة مماثلة لبيئة العمل التي سيجدون أنفسهم فيها بعد التخرج.
هذا وقد قام وزير العمل نيابة عن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، بتدشين البرنامج رسميا يوم السابع من آذار (مارس) الماضي في مقر معهد التدريب المهني الجديد في المدينة الصناعية الثانية. واليوم، أصبح المتدربون الـ 80 رواد مشروع طويل الأمد يتوقع أن يكون له تأثير كبير على تطوير المواهب السعودية في صناعة السيارات.
إن معهد التدريب المهني الجديد في الرياض هو باكورة سلسلة من المنشآت التي سيتم افتتاحها تباعا في سائر أنحاء المملكة العربية السعودية. فمدينة جدة على موعد مع افتتاح المرحلة الثانية من البرنامج في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة. بينما يتوقع تدشين المرحلة الثالثة من البرنامج في المنطقة الشرقية خلال فصل الصيف المقبل. على أن تليه معاهد أخرى في سائر المدن الرئيسية في المملكة خلال الربع الأخير من العام الجاري.
هذا من جانب المنشآت، أما على صعيد البرامج التدريبية، فهي سوف تتوسع كذلك لتشمل فيما بعد المقررات الخاصة بالفنيين المبتدئين. وأخرى للفنيين المتقدمين. إضافة إلى مقررات موجهة لمستشاري خدمة السيارات، وموظفي مبيعات قطع الغيار، وفني السمكرة والدهان، وموظفي مبيعات السيارات.
هذا وسوف ندرس باستمرار إمكانية توسيع البرنامج مع الوقت، وإضافة أية مقررات من شأنها أن توسع مدارك المتدربين وتعزز قدراتهم ومهاراتهم وتؤهلهم بشكل أفضل لمسيرتهم المهنية الواعدة، فطموحنا والتزامنا تجاه مستقبل أبناء المملكة، لا حدود لهما.

الأكثر قراءة