لا تعتذر

لا أعرف المانع من القول، وهنا أوجه الدعوة لكم ولي؛ كي تخبروني : لماذا عندما نعلم أن هناك خطأ ارتكب، أو تقصيرا في أداء عمل، أو قولا ما نشعر بخطئه لا نبادر بالاعتذار؟! ومفهوم الاعتذار لدى بعضنا - في تنشئتنا - ضعف وخذلان. وكان المانع من ممارسة هذا الحق هو الموروث الاجتماعي، وليس النص الديني! لذلك تسمع المقولة «لا تعتذر» ستكون ضعيف الحجة.
والبعض يدّعون الريادة في ذلك قولا، ولكنهم أبعد ما يكونون عنها من حيث واقع أفعالهم.
البعض منا له قصص مع عدم الاعتذار في صغرنا وكبرنا ولم ننمِّه في وجداننا ولا أقوالنا ولا أفعالنا.
تُرى بعد أن شببنا عن الطوق، وتمضي قوافل الأعوام، ويكبر الصغار، فيكتشفون أن علينا الاعتذار: هل نحن في حاجة إلى مراجعة النفس؟ ولا يذهب المعنى هنا فقط إلى الاعتذار والتسامح بقدر ما يصب في الطرق على ذاكرة التنبيه إلى لحظات الغفلة، وما أكثرها في يومنا وليلنا، وما أكثر الأخطاء التي تستوجب صفع الذات ندما وحسرة!
حتى في الحياة العامة وفي العلاقات بين الناس وبين القوى الناضجة في المجتمعات، ولا تجد من يقوم بهذا الدور، بل يكاد البعض أن يفتخر بحنكته وقدرته على عدم الاعتذار والتصلب في الرأي.
والمكابرة في الاعتذار، هو الغي الذي قد يمضي فيه البشر رغما من كل الأخطاء الذي يرتكبها في حياته.
نعم، إننا في حاجة إلى نشر ثقافة الاعتذار لعلنا نتعلم، وننتبه للقادمات من متواليات الأيام والليالي.
نعم، نستطيع أن نعتذر عندما نكون متأكدين أن هناك خطأ ما.
نستطيع أن نبوح بكل ما تضج به صدورنا من أخطاء عندما يكون احترام النفس هو الأول والأسمى والأعلى والأهم.
نستطيع أن نعتذر بعد قراءة هذه الحروف: لم أخطأنا؟ وأن يكون الغرض الأسمى هو إرضاء الذات، وليس بالضرورة تمجيدها؛ لذا اعتذر متى ما تريد عندما يأتيك صوتك الداخلي ليقول لك: أخطأت.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي