إنجازاته في المنطقة الشرقية نراها في عيون الآخرين ونحن فخورات بذلك

عرف عن الأمير محمد بن فهد ارتباطه القوي بأفراد أسرته وقربه من أبنائه وبناته الستة, نوف، تركي، نورة، مشاعل، عبد العزيز، وخالد، ورغم مشاغله إلا أنه حريص على تواصله مع أسرته ومن أكثر الأوقات التي يستمتع فيها هو الوقت الذي يقضيه مع أحفاده.
ووصفته كريماته في حوار مع «الاقتصادية» بالأب الحنون الذي لم يكن يفرق بين أبنائه وبناته في التعامل.
الأميرات تحدثن عن الأمير محمد بن فهد «الأب» و«القائد» بمناسبة مرور ربع قرن على توليه مهام إمارة المنطقة، فإلى تفاصيل اللقاء:

ارتباطه بأحفاده
كيف تصفن طبيعة حياة والدكن الأمير محمد بن فهد بين أسرته, وسط مشاغله التي قد تأخذ الكثير من وقته وتفكيره؟
تجيب ابنته الصغرى الأميرة مشاعل: والدي إنسان عائلي جدا ويهتم بجميع أفراد الأسرة ويحرص على قضاء وقته الخاص مع العائلة، وهو إنسان يجيد تقسيم أوقاته ما بين عمله وعائلته ويترك لكل شيء وقته بحيث لا يؤثر أو يطغى جانب على آخر,و كثيرا ما يستمتع برفقة أحفاده.
فيما تصف الأميرة نورة الابنة الوسطى: طبيعة حياته بالأسرية وتقول «هو مرتبط جدا بعائلته وقريب منها بشكل كبير»، وهو الأب الحنون الحريص على أبنائه.

#2#

صفات مشتركة
ما أكثر الصفات التي اكتسبتنها من والدكن؟ وما أكثر الصفات المشتركة بينه وبين والدتكما الأميرة جواهر؟
الأميرة مشاعل : من صفاته تحمل المسؤولية والحكمة, ويشترك والدي مع والداتي الأميرة جواهر بالاحترام والتقدير بينهما وللآخرين، وهما متفاهمان ويجيدان لغة الحوار معنا.
الأميرة نورة: اكتسبت منه صفتين جميلتين هما الصبر والتأني,في حين يشترك مع والدتي بكونهما محبين وقريبين من أبنائهما ولا يفرقان بينهم.

القوة والعدل والكرم
وصفاته التي تحاولن اكتسابها من والدكن؟
الأميرة مشاعل : لدى والدي نظرة ثاقبة تجاه المستقبل ولديه طموح واسع لا تحده الصعوبات، وأحب أن أكتسب هذه السمات منه وأنا على وشك إنهاء دراستي الجامعية وبداية حياة جديدة، أيضا طيبة قلبه وحرصه على تطبيق التعاليم الدينية بكل شؤون حياته جعل الجميع يحترمونه وهذا ما نسعى أن نتحلى به فهو غرس فينا هذه المبادئ.
الأميرة نورة: بعيدا عن مقولة كل فتاة بأبيها معجبة، فأنا أجد والدي قويا في شخصيته عادلا بطبعه وكريما في عطائه، و أتمنى أن أكون بذات الصفات وأمارسها في حياتي.

ما أكثر الأمور التي يحثكن عليها ويوصيكن بالتمسك بها؟
الأميرة مشاعل : يحرص على أن يعلمنا طبيعة التعامل مع مواقف الحياة بكافة جوانبها وكيفية التعامل معها بإيجابية، وكثيرا ما يوصيني أنا وإخوتي بالتحلي بالخلق الحسن والتمسك بالدين, ويوصينا كثيرا بأن نحترم الآخرين والتعامل ببساطة معهم، والاستمتاع بالحياة.
الأميرة نورة: لم تثنه مشاغله عن متابعتنا والاستمرار في حثنا على الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية، ومن ثم احترام الآخرين ويوصينا باستمرار بمساعدة كل من كان محتاجا.

رغم ثقل مسؤوليات والدكن، كيف يتواصل معكن ويتابع شؤون حياتكمن؟
الأميرة مشاعل : لم اشعر يوما رغم انشغاله اليومي والمستمر بغيابه، فهو موجود ويتواصل معنا حتى بعد أن انتقلنا للإقامة بالرياض عقب زواجي فهو يتصل بنا بشكل يومي ويطمئن علينا.
الأميرة نورة: لم ينقطع عنا والدنا حتى وهو خارج البلاد فهو يتواصل معنا باستمرار,ويعاتبنا عندما يكون هناك ما يستحق العتاب، وأكثر ما يميزه هو سعة صدره، وتعامله معنا بحنان وعطف ولا يفرق بيننا بالمعاملة.
احترام الآخرين
ما أبرز نصائحه لبناته ؟
وهنا تتفق ابنتاه على أن والدهما الأمير محمد بن فهد، يذكرهما دائما بأن يكنن أكثر احتراما وتواضعا مع الآخرين وتضيفان : «نحن دائما تحت المجهر كما يقول، لذلك يحثنا على أن نكون أكثر حرصا وأن نتعامل بتواضع وخلق طيب مع الآخرين» وهذه النصائح تشمل بناته وأبناءه أيضا.

عتاب وتسامح
ما طريقة عتابه لأبنائه؟ ومدى سعة صدره وتسامحه؟
تصف الأميرتان والدهما بالإنسان الحنون جدا، «عند الخطأ لا يمكن لأولادنا أن يتجاوزه فلابد أن يعاتبنا عليه ولكنه يسامح بسرعة شديدة، ونراه من أكثر الناس تسامحا ولا يحب أن يكدر أحدا», لديه سعة صدر تغلب على غضبه.

كيف هي طريقة تعامله معكن؟ وهل هنالك اختلاف بين معاملته لبناته وأولاده؟
«لم نشعر يوما بأنه يخص أبنائه من البنين عن بناته، فهو لا يفرق في المعاملة على أساس البنت والولد، فكلنا سواسية في احتوائه لنا وحنانه واهتمامه، حتى في حديثه الأبوي معنا، حتى أننا لا نشعر بالتفرقة في المنزل، وقد علمنا الاحترام المتبادل بيننا».

أصعب الظروف
ما أصعب الظروف التي مر بها؟ وكيف يتعامل مع التحديات أو المصاعب؟
من الظروف الصعبة التي مر بها والدنا هي وفاة والديه وشقيقه الأمير فيصل، يرحمهم الله، إلا أننا لمسنا إيمانه القوي وقوته في مواجهة هذا المصاب الأليم,ونراه دائما يحمد ربه على قضاء الله وقدره، واعتدنا أن نراه يتحلى بالصبر والحكمة في كل المواقف وفي كل الظروف, وهذا الأمر ينعكس علينا في تحمل مصاعب الحياة.

طموح ونجاح
كيف تصفن طموح والدكمن ومدى حماسه وإصراره؟
الأميرة مشاعل : من الأمور التي تعجبني كثيرا في والدي طموحه الكبير ومحاولته للوصول إلى أعلى درجات النجاح باستمرار، وهذا ينعكس بالطبع على عمله وحياته الخاصة، فهو حريص جدا على متابعة دراستنا ومستقبلنا باستمرار وقريب جدا من طموحاتنا رغم مشاغله.
الأميرة نورة: والدي إنسان طموح بطبعه ولا يعرف طموحه حدودا ويسعى دائما كأي أب بما فيه مصلحة لأبنائه وعائلته، كما أنه يحرص على أن يشاركنا في جميع أمور حياتنا فنحن نجده قريبا جدا منا.

نفخر بإنجازاته كقائد
بشكل عام كيف تصفن كـ «أب» و»قائد»؟
الأميرة مشاعل: بالنسبة لي أراه الأب الحنون المتسامح الذي يتصف بسعة صدره وصبره, وهو مستمع جيد لنا، وأرى والدي الأمير المسؤول عن أحوال أهالي المنطقة التي يعمل من أجل علوها وراحة أهلها فهو قائد قوي وحكيم وسياسي محنك.
الأميرة نورة: يمكنني وصفه كـ «أب» بالحنون و كـ»أمير» رغم أن شهادتي بوالدي مجروحة إلا أنني أراه قائدا بمعنى الكلمة من خلال ما لمسته في قراراته وإنجازاته.
هموم أهالي الشرقية
هل تنقلن هموم أهالي المنطقة لوالدكن بحكم قربكن منهم، وخاصة أننا نعلم أن سموكن ووالدتكن الأميرة جواهر قريبات جدا من نساء وفتيات المنطقة؟
الأميرة مشاعل : طبعا نحن باستمرار نشارك في نقل واقع الحياة من خلال مخالطتنا بالأهالي إلا في موقع دراستي بالجامعة أو المناسبات لأنه حريص جدا على سؤالنا عن أحوالهم باستمرار,ولأننا تعلمنا منه ذلك وهذا أيضا ما غرسته والدتي فينا، لدرجة أننا نشعر بأن هذا جزء من مسؤوليتنا ونعتز بكونه واجبنا.
الأميرة نورة: بما أننا قريبات جدا نحن الأبناء و والدتنا من أهالي المنطقة الشرقية، فنحن حريصات على نقل هموم أهالي المنطقة لوالدنا، وقد تربينا على أن نشارك والدي ونساعده من خلال نقل هموم أهالي المنطقة، فنحن على اتصال وتواصل مع عامة الناس بكل مكان وكل مناسبة, ولا يمكن أن نغفل عن هذا الدور,و والدي بحكم عمله الذي يتولى فيه كل ما يخص هذه المنطقة يحثنا على هذا الأمر باستمرار.

تطور ونماء
بعد مرور 25 عاما على تولى والدكم الأمير محمد بن فهد إمارة المنطقة الشرقية.. ماذا يمكن أن تقولا وأنتما قريبتان من والداكما وتشهدان التطور في المنطقة؟ وما أكثر الانجازات التي أدهشتكما؟
الأميرة مشاعل: بصراحة وليس لكونه والدي أقول ذلك، بل لأنني أرى ما يقدمه بعيون الآخرين كغيري من أبناء هذا الوطن والمنطقة الشرقية التي أعتز بها وقضيت فيها أغلب وأحلى مراحل حياتي فيها ودراستي بها، مما يشعرني بما وصلت إليه المنطقة بقيادة والدي من تطور وإنجاز يجعلني أشعر بفخر... وأنا فعلا فخورة جدا بما قدمه وسيقدمه والدي للمنطقة لأني أعرف مدى حبه لها.
ولقد كانت المنطقة الشرقية وقتها عند تسلمه مهام إمارتها لا يوجد فيها ما يميزها سوى شركة أرامكو وبضع شركات، واليوم باتت من أكثر المناطق تطورا وجمالا, ويوجد بها بنى تحتية متطورة، كل متطلبات الحياة وأساسياتها بل حتى الخدمات الأخرى متوافرة إلى حد أن زوارها يصفون مدنها بالمدن الراقية,فأصبحت مدن الشرقية ذات صيت واسع، فالخبر مدينة جميلة وتشهد حضارة اجتماعية ووجهة سياحية، ومدينة الدمام أصبحت مركزا تجاريا، ومدن أخرى سجلت إنجازات في تاريخ قصير لا يتجاوز 25 عاما، كل هذا يجعلني أفخر بالأمير قبل أن يكون والدي.
الأميرة نورة: ماذا أقول عن الإنجازات التي عاشتها المنطقة وقائدها هو والدي! إلا أن ما أنجز أدهشني من دون استثناء، وأقول له إنني فخورة به كثيرا وأهنئه على إنجازاته التي كان متابعا وحريصا عليها وأتمنى له دوام التوفيق والتقدم فيما هو في مصلحة المنطقة والوطن.