خبراء استثمارات دوليون: تعافي الاقتصاد العالمي مرهون بأمريكا
كشف خبراء استثمارات دوليون في المؤتمر الدولي السادس لإدارة الأصول لمناقشة التخطيط للاستثمارات، والذي عُقد أخيراً في البحرين، عن أن تعافي الاقتصاد العالمي مرتبط ارتباطا رئيسا بتعافي اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرين إلى أن للولايات المتحدة دورا قياديا في الاقتصاد العالمي، نظراً لحجم اقتصادها الكبير وثقلها السياسي الذي هيّأ لها هذه المكانة.
#6#
قال هنري كرافيز الرئيس التنفيذي المشارك لشركة كولبيرج كرافيز روبرتس وشركاه، إن تعافي اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية سيلعب دوراً رئيساً في تعافي الاقتصاد العالمي، نظرا لحجم اقتصادها الكبير وقوة تأثيره في السوق العالمية، هذا إضافة إلى ثقلها السياسي الذي هيّأ لها مكانة مرموقة عالميا، مضيفا في الوقت ذاته أنه متفائل بحذر حيال تعافي الاقتصاد العالمي في عام 2010.
وأوضح أن الولايات المتحدة مرت بعديد من الأمور هذا العام، بما فيها ضعف ثقة المستهلكين، وتدفق «حزم التحفيز» الحكومية للشركات المتعثرة مثل البنوك وشركات السيارات.
أشار إلى أن ما يثير القلق هو مدى احتمال بعض أوجه الاقتصاد بعد أن ينتهي هذا الحافز، حيث لفت إلى أن البطالة، وضعف ثقة المستهلكين، ونمو إجمالي الناتج القومي تمثل مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة.
ودعا إلى أنه «يجب أن يكون هناك تركيز عالمي على الولايات المتحد، لافتا إلى أن صلاح اقتصاد الولايات المتحدة سيتبعه تعافي الاقتصاد العالمي، وخصوصا تعافي اقتصاد الصين والهند».
وبيّن أن عقلية المستهلك الأمريكي لا تزال تمثل واحدة من أهم المشكلات، حيث لا يزال هذا المستهلك يترنح من آثار أزمة سوق الإسكان، مبينا أنه «لا تزال هناك آثار سلبية لأزمة الإسكان، فمنازل الكثيرين من الناس تساوي حالياً أقل مما دفعوا فيها، وبالتالي فإن الناس ليسوا متعجلين لإنفاق كثير من المال، خاصة أولئك الذين اشتروا بيوتهم في ذروة ارتفاع أسعار العقارات في عامي 2004 و2005».
وأشار إلى أن المستهلكين أجروا تغييراً جوهرياً في نظرتهم للحياة، ليس لليوم فقط وإنما للمستقبل أيضاً.
وبيّن أن المستهلكين الآن صاروا يبحثون عن القيمة، وقد أدركوا أنهم لا يحتاجون إلى أن يكون كل شيء «ذا ماركة شهيرة».
حيث لا يزال المستهلكون يرغبون في الحصول على الماركات الشهيرة، ولكنهم يريدون أيضاً الحصول على القيمة والجودة، ولقد غيّر هذا بصورة كبيرة من أسلوب استهلاكهم، وهذا ما يجب أن يؤخذ في الحسبان في تغيير نظرة المستثمرين للشركات.
وأضاف كرافيز أن كثيراً من التغييرات في الاقتصاد سينبع من النظام السياسي، وكثير من هذه التغييرات سيكون إيجابياً، مضيفا أن «هناك انتخابات نصفية ستُجرى في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وسيحاول نواب الكونجرس أن يضغطوا من أجل توفير مزيد من الوظائف لكي يفوزوا أو يحتفظوا بمقاعدهم النيابية».
وذكر كرافيز أن الاتجاه العام لمعظم الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة هو التقدم ببطء شديد وعدم التسرع في إعادة ضخ المال إلى النظام.
موضحا أن هذا هو التوجه الصحيح والجيد على المدى البعيد، نتج عنه أن الميزانيات العمومية صارت تعرض أكبر قدر من السيولة منذ عقد الخمسينيات في القرن العشرين.
وبيّن كرافيز أن هذه ليست كلها أخباراً جيدة، مبينا في الوقت ذاته أن «بين الوقت الحاضر وعام 2015، هناك ديون تزيد على تريليون دولار وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تكافح للتعامل معها».
وأوضح أن كل هذا الحرص والديون في الأسواق قد يؤدي إلى قتل الإبداع، حيث يخشى أنه لم يعد يتوافر كثير من رأس المال للشركات الإبداعية. وأشار إلى أن «هذه الشركات الإبداعية تمثل بعضاً من أفضل الفرص للمستثمرين».
## البحث عن المعلومات الصحيحة
#2#
وفي السياق ذاته قال كلارك وينتر، مؤسس «وينتر كابيتال» و»وينتر إنتربرايز» ورئيس الاستثمار التنفيذي في شركة إس كيه كابيتال بارتنرز، إن كثيراً من الأشخاص في عالم الاستثمار لا يزالون يركزون على حل مشكلات الماضي بدلاً من التركيز على إيجاد مسار جديد للمستقبل.
مضيفا أن الماضي كان يدور حول التحكم في وضع المستثمر، خلافاً للمستقبل الذي يدور حول إيجاد الثقة والفرصة.
وأوضح «أنه يجب أن يدرك المستثمر أن الأدوات والاستراتيجيات الخاصة بالماضي لم تعد مناسبة إذا رغب في النجاح في 2010 وما بعدها».
وأضاف أن «العالم الجديد سيكافئ الفائزين الذين يتميزون بالذكاء والسرعة والقوة وصغر الحجم.
ولكي يدعموا هؤلاء الفائزين، يجب على المستثمرين، ليس فقط أن يبحثوا عن المعلومات الصحيحة، وإنما أيضاً أن يفهموا كيف يستخدمونها بفاعلية».
إلى ذلك قال هوارد ماركس، رئيس مجلس إدارة «أوك تري كابيتال مانجمنت»: «يميل البشر بصورة طبيعية إلى التأرجح بين الخوف الشديد من خسارة المال والخوف الشديد من ضياع الفرصة.
#3#
ولكن بدلاً من ذلك، يجب على المستثمرين أن يحققوا توازناً قوياً بين هذين الأمرين».
#7#
من جهة أخرى، قال إيرك جيه جونسون، البروفيسور في كلية الأعمال، جامعة كولومبيا، نيويورك «إن ثقة المستثمرين بأنفسهم أكثر من اللازم، فهم يثقون بحكمهم على الأمور أكثر مما ينبغي، وإذا لم يتفكر المستثمرون في النتائج المحتملة، ووثقوا - في رأيهم الشخصي - بالحقائق فقط، فإنهم سيعكسون هذا في قراراتهم الاستثمارية، ولن يكونوا مستعدين لما سيأتي لاحقاً».
## البرازيل الأسرع نموا في العالم
#4#
وعلى صعيد مختلف، قال فلوريان بارتونيك، الشريك المؤسس لـ «كونستيلايشن أسيت ما نجمنت» إن الرهان على البرازيل.
وهذا العقد سيكون عقد رواج وازدهار الطلب في السوق المحلية في البرازيل، وهذا سيرفع مكانتها بين الدول الأسرع نمواً في العالم. وسيكون هناك كثير من الفرص السانحة للاستثمار».
#5#
وفي السياق ذاته، أكد لـ «الاقتصادية» عبد المحسن العمران مؤسس شركة مكتب العائلة ورئيسها التنفيذي، أن النجاح في العقد المقبل يتطلب طريقة جديدة تماماً للتفكير في الأسواق وفي اقتصاديات العالم.
وقال «إن الأسواق الناشئة هي التي ستقود عملية تعافي الأسواق، ولكن معرفة كيفية الاستفادة من هذا الاتجاه تتطلب من المستثمرين أن يغيّروا سلوكهم بشكل كبير»، مضيفا أنه «يجب على المستثمرين أن يبحثوا عن الاستثمارات غير السائلة ذات التخفيضات الكبيرة، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يحافظوا على درجة عالية من السيولة في محافظهم المالية.
هذا إضافة إلى أن الاضطراب الاقتصادي الذي حدث في الأعوام القليلة الماضية يعني أن هناك بعض الفرص الاستثنائية للاستثمار، إذا عرفت أين تبحث عنها وكيف تصل إليها بسرعة».
وأشار إلى أن على المستثمرين أن يتحلوا بالفطنة، وأن يفهموا أهدافهم الاستثمارية، وأن يبحثوا عن فرص جديدة بعيداً عن الوسائل التقليدية المألوفة، وأن يعيدوا تقييم المخاطر بصورة مستمرة.
مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مجرد التركيز والعثور على الأصول المناسبة وتوزيعها على المحافظ المالية لم يعد كافياً. فالآن يجب على المستثمرين الوصول إلى الصفقات الحصرية التي لا تكون في متناول المستثمر العادي.
وأوضح «أن عالم الاستثمار تغير للأبد، ولم تعد الأساليب القديمة صالحة لاستخدامها في هذا العالم الجديد، حيث لا يزال من الممكن تحقيق عائدات مجدية في هذا المناخ الاقتصادي المضطرب، ولكن العثور عليها صار أصعب من ذي قبل، كما أنها صارت مصحوبة بمخاطر أعلى.
موضحا أنه يمكن للاستثمار أن يعود عليك بالفوائد التي ترغبها، ولكن لن يحدث هذا إلا إذا كان هذا الاستثمار مداراً بحرص ووعي وكجزء من استراتيجية شاملة».
## القدرة على الاستجابة السريعة
وعلى الصعيد ذاته بيّن العمران ملخصاً تاريخياً للأسواق في السنوات العشر الماضية، وركز على الأحداث الرئيسة والعوائق التي واجهها المستثمرون، مثل انفجار فقاعة الإنترنت في عام 2000، وهجمات الـ 11 من أيلول (سبتمبر) في 2001، وغزو العراق في 2003، وأيضاً أزمة الائتمان والبنوك التي حدثت أخيرا، مبينا «أن العناصر التي ستشكل السنوات العشر التالية لا تزال في علم الغيب، ولكن النظرة المتعمقة للأسواق والقدرة على الاستجابة السريعة هما السبيل لنجاح المستثمرين».
وذكر العمران أن «طوال السنوات الست الماضية، استمر (مكتب العائلة) في تقديم خدماته لعائلات المنطقة، ويزودهم بحلول مخصصة لإدارة الاستثمار، وتوزيع الأصول، ويتيح لهم الوصول إلى صفقات لا تكون متاحة بسهولة في منطقة الخليج.
لافتا إلى أن الوعي بالأحوال الاقتصادية واتجاهات السوق الحالية مسألة غاية في الأهمية لإدارة حافظتك المالية بنجاح».
## 10 آلاف عائلة ثرية في الخليج
وكشف العمران عن أن المكتب يقدم خدماته لـ 100 عائلة خليجية ثرية، حيث يوفر لهم خدمات دعم المحافظ المالية وتوزيع الأصول وإدارة الثروات ويتيح الوصول إلى خدمات وفرص استثمارية حصرية.
مضيفا أن عدد العائلات الخليجية الثرية يصل إلى عشرة آلاف عائلة.
وأضاف العمران أن المكتب يتعامل مع العائلات ذات الثروات الكبيرة، موضحاً أن الحد الأدنى للعائلة الثرية يصل إلى 30 مليون دولار، وهذه ثروة كبيرة هذا إضافة إلى أن هناك عائلات تتجاوز ثرواتها مليارات الدولارات.
وأوضح العمران أن النسبة الكبرى من العائلات الخليجية التي يتعامل معها (مكتب العائلة) من السعودية، حيث تشكل العائلات السعودية لدى المكتب 60 في المائة، موضحا أن السوق السعودية سوق جاذبة نظرا لحجمها وليس من المستغرب أن تكون هذه النسبة العالية من السعودية لحجمها وتعدادها السكني الكبير مقارنة بدول الخليج الأخرى.
وبيّن العمران أن عام 2009 كان عاماً مميزاً لـ (مكتب العائلة) من ناحية الارتقاء في الأداء وتقديم الخدمات ومن ناحية جذب عملاء جدد، هذا إضافة إلى الأرباح العالية التي حققها المكتب، واتساع نشاط المكتب ما تطلب الحاجة إلى كادر موظفين أكبر، مبينا أن المكتب لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية نظرا لاتباعه نهجاً وسياسة تجنباه الأخطار والتعرُّض للخسائر.
وأشار العمران إلى أنهم يعدون أول مكتب يقدم مثل هذه الخدمات في الخليج، وإلى حد الآن لم نجد منافسة من مستثمرين آخرين في هذا المجال، مشيرا في الوقت ذاته إلى تميز (مكتب العائلة) بالخدمات التي يقدمها لعملائه.
## الاستقلالية مطلب رئيس
ولفت العمران إلى أن هناك من يقول إن البنوك في طريقها لدخول هذا المجال، مشيراً إلى أن من الصعب جدا أن تتبع مثل هذه المؤسسة لأي مؤسسة أخرى، موضحا أن مجال خدمات العائلات الثرية يتطلب وجود مؤسسة مستقلة بذاتها وتمارس نشاطها من دون تبعية لأحد.
وذكر العمران أن الغرض من عمل مؤتمر لمناقشة التخطيط للاستثمارات يأتي ضمن حرص المكتب على تثقيف عملائه وجذب عملاء آخرين من خلال استقطاب أبرز خبراء الاستثمار في العالم ليقدموا خبراتهم في هذا المجال للعائلات الثرية التي تنوي التوسع في نشاطها وفق خطط مدروسة وآمنة.
الجدير بالذكر أن المؤتمر الدولي لإدارة الأصول هو تجمع فريد من نوعه لخبراء الأسواق الدوليين وعديد من العائلات الشهيرة في الخليج.
الهدف منه توفير فهم للاتجاهات والموضوعات التي تؤثر في الأسواق العالمية والقرارات الاستثمارية في 2010، حيث يستضيف مكتب العائلة هذا المؤتمر الحصري للعام السادس على التوالي.
يشار إلى أن (مكتب العائلة) تأسس في عام 2004 على يد عبد المحسن العمران ومجموعة منتقاة من خبراء الاستثمار، وهو أول مكتب كبير متعدد العائلات في منطقة الخليج، حيث يقدم (مكتب العائلة) خدماته إلى العائلات المميزة والأفراد ذوي الثروات الكبيرة في الخليج، وهو يهدف إلى تلبية الاحتياجات الفريدة للعائلات الأكثر ثراءً بأجيالها المتعددة، ويوفر خدمات دعم المحافظ المالية، وتوزيع للأصول، وإدارة الثروات، ويتيح الوصول إلى خدمات وفرص استثمارية حصرية.
ولقد بنى (مكتب العائلة) شهرته على الثقة والخدمة الفائقة للعملاء. وقد تطور مكتب العائلة من شركة صغيرة إلى مؤسسة من خلال الحلول والخدمات والاستثمارات الإبداعية المبتكرة والتركيز على إضافة القيمة إلى العملاء.
وترجع فكرة (مكتب العائلة) بأصولها إلى بدايات القرن الـ 19 في الولايات المتحدة وأوروبا.
فقد قامت العائلات الغنية، مثل روكفيللر وروثشيلدز، بإنشاء مكاتب العائلة الخاص بها لإدارة أصولها بشكل مستقل.
وتركز مكاتب العائلة على تنمية الثروة من جيل إلى آخر وتوفر تشكيلة متنوعة من الخدمات بما فيها إدارة المخاطر، والاستشارات المالية الموضوعية، وإدارة الأمناء، وخبراء التنسيق، والنصائح الاستثمارية، وإدارة المؤسسات، ومكاتب العائلة تعمل بشكل مستقل، وهي بالتالي غير مرتبطة بأي مجموعة بنكية.
وعملاء مكاتب العائلة يكون صافي ثرواتهم في الغالب أكثر من 100 مليون دولار.