مليار دولار لإطلاق أول مجموعة لإنتاج الغذاء في العالم بتحالف عربي
أكد محمد المرضي التجاني العضو المنتدب لشركة «كنانة» في السودان رئيس منظمة السكر العالمية لدورة 2005، أن هنالك توقعات تشير إلى أن سعر طن السكر في الأسواق العالمية للمنتج قد يصل إلى ألف دولار خلال الأيام المقبلة في الأسواق العالمية، مما يؤثر في ارتفاع الأسعار في الأسواق العربية والمحلية.
وكشف المرضي أن سوق السكر العالمية شهدت مراحل مختلفة من التحولات والتغيرات، موضحا أنهم عندما بدأوا في المشروع كان سعر طن السكر بـ 1500 دولار، وانخفض بعد ذلك سعر الطن حتى وصل لأقل من 200 دولار، وأقل من تكلفة الإنتاج بسبب الإغراق الذي مارسه الاتحاد الأوروبي، لكن بعد خروجه بسبب الشكوى التي قدمتها البرازيل، أستراليا، وتايلاند في منظمة التجارة العالمية، وتوقف صادرات السكر المدعوم استعادت سوق السكر عافيتها، ووصل الآن 850 دولارا للطن تسليم مناطق البحر الأحمر والخليج العربي، متوقعا زيادة سعره لأن هناك تنافسا قويا في قصب السكر لصناعة الإيثانول، وهذا يمكن أن يرفع الأسعار.
وقال لـ «الاقتصادية» محمد المرضي في حديث هاتفي من الدوحة أمس في زيارة لها للتباحث في مشاريع استثمارية زراعية عربية مختلفة مع شركة حصاد القطرية من أجل تأسيس تحالف استراتيجي عربي لإنشاء أكبر مجموعة لإنتاج الغذاء في العالم، ووضع لبنة أول صندوق استثماري للزراعة في السودان بمليار دولار.
وقال التجاني إن كنانة طرحت هذا الصندوق كمبادرة لأول مرة في الوطن العربي بإنشاء أول صندوق استثماري للزراعة في السودان، مبنيا أن هذا الصندوق تم بمبادرة مع شركة بلتون المالية المصرية، وهو تعاون سوداني - مصري لتطوير آليات لتمويل إنتاج غير مسبوق للغذاء في السودان، ويبدأ الصندوق بمليار دولار.
ونستهدف من خلاله عديدا من المشاريع في السودان ومصر، ودول الخليج، وسيستثمر في كل المنطقة، فمثلا الزراعة تتم في السودان والصناعة تتم في مصر أو إحدى دول الخليج، حسب احتياجات الأسواق وننظر لهذا الصندوق باعتباره ذراعا للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأمين الغذاء للمنطقة.
وكشف المرضي التجاني أن كنانة ستبدأ الترويج لصندوقها الاستثماري للزراعة مع «بلتون» الشهر المقبل، و»أكملنا كل الاستعدادات».
#2#
وفي هذا الصدد كشف لـ «الاقتصادية» المرضي أن شركة كنانة قد توصلت إلى تفاهم مع مجموعة الراجحي الدولية في دبي أمس، للدخول في مفاوضات لتنفيذ مشاريع زراعية مشتركة في السودان لإنتاج السكر والحبوب.
وهذا كله ينصب في دعم التوجه في إنتاج المحاصيل الغذائية المهمة لتوفير الأمن الغذائي للإنسان، في ظل الأزمة التي تواجه العالم في نقص المواد والسلع الغذائية وفي ظل ارتفاعها في الوقت نفسه.
وأوضح أن شركة كنانة وهي مشروع استثمار عربي أكد وعزز نجاحه بمفهوم الاستثمار العربي العام، تحمل أفكارا محددة فيما يتعلق بالاستثمار الزراعي المباشر من خلال صندوق الاستثمار، فإنه من خلال تعاون كنانة مع «حصاد» يمكن أن ننشئ تحالفا استراتيجيا قويا جدا للاستثمار الزراعي في السودان، وتوفير الأمن الغذائي للمنطقة والعالم.
وبخصوص تأثير صناعة الإيثانول في أسعار السكر، قال التجاني إن هذه الصناعة لا علاقة لها بأسعار السكر خصوصا في السودان، لأننا ننتج هذا الوقود من منتج جانبي للسكر، وبالتالي كلما زاد إنتاج السكر زاد إنتاج المولاص، وهو المدخل لصناعة الإيثانول، وبالتالي تجربتنا في السودان تختلف عن تجربة البرازيل، حيث إنهم يستعملون جزءا من العصير لإنتاج الايثانول ، لكن نحن ننتجه من المولاص الذي هو منتج جانبي من إنتاج السكر ، وبالتالي المولاص الذي نستعمله من إنتاج السكر عنده قيمة تخفض تكلفة السكر ، مشيرا إلى أن ما حصل من ارتفاع لأسعار السكر في السودان يعود لارتفاع الطلب مقابل العرض، بسبب الزيادة الكبيرة في الاستهلاك المحلي والتهريب ، مع انطلاق تشغيل محطة النيل الأبيض العام المقبل الذي ينتج 400 ألف طن، في الوقت الذي فيه الفجوة الحاصلة الآن في حدود 300 ألف طن ، وبالتالي فإن دخول إنتاج النيل الأبيض سيغطي هذه الفجوة ويخلق فائضا ، هذا إضافة إلى المشاريع التوسعية لشركة كنانة الموجودة تحت التنفيذ، سترفع الإنتاج من السكر خلال السنوات الخمس المقبلة، لغاية ثلاثة ملايين طن، هذا مع العلم أننا نخطط للوصول بالإنتاج إلى 14 مليون طن حتى عام 2020 .
وبخصوص حجم استثمارات الشركة وتمويلاتها ، قال العضو المنتدب إن كنانة تضم شركاء استراتيجيين، مثل: حكومات السودان، المملكة العربية السعودية، والكويت التي تمتلك 75 في المائة من المشروع، إضافة إلى أن المركز المالي القوي للشركة نفسها، سمح لها بوضع مميز في سوق التمويل العالمي، وبالتالي فإن مصادرنا في التمويل تنطلق من الصناديق العربية والبنوك الإسلامية المتخصصة، إضافة إلى البنوك المحلية.
وأشار إلى أنهم لديهم خطوط تمويل حتى من البنوك الأوروبية، وشركة سكر كنانة لديها مجموعة من المصادر لتمويل المشاريع المختلفة.
وبخصوص مشاريع الشركة التي يجري تنفيذها التي تشمل مخلفات الصناعة ، تضم صناعة الورق ، والخشب المضغوط والسماد العضوي، وهي منتجات نستكمل بها تنوع منظومة إنتاج شركة كنانة.
وكان العضو المنتدب لشركة سكر كنانة والوفد المرافق قد دخلوا في مفاوضات مع المسؤولين في شركة حصاد القطرية أخيرا، حيث لديها التوجه نفسه فيما يتعلق بتأمين الغذاء لقطر والعالم العربي قاطبة، وتمتلك حصاد إمكانات كبيرة جدا فيما يتعلق بالتمويل ولديها خطط للتوسع والانتشار ليس في المنطقة فقط، وإنما في البرازيل وأستراليا ، وبالتالي فإنه من خلال تعاون كنانة مع «حصاد» يمكن أن ننشئ تحالفا استراتيجيا قويا جدا للاستثمار الزراعي في السودان، وتوفير الأمن الغذائي للمنطقة والعالم.
وفي هذا الجانب أوضح المرضي أن كنانة نقلت لـ «حصاد» مشاريع محددة تم التباحث حولها، وهي عبارة عن ثلاثة مشاريع تناولت مجالات السكر ومشاريع لإنتاج الحبوب ، وقال «نحن الآن بصدد طور تبادل المعلومات ودراسة الجدوى الأولية التي أعدتها كنانة وتم تكوين فريق مشترك لاستكمال تقييم الدراسة وتقديم توصية محددة للتنفيذ.
وأضاف العضو المنتدب لشركة كنانة أنه لمس الاستعداد من مجموعة حصاد، ولديهم فهم متقدم للأمن الغذائي وتنفيذ المشاريع بما يتسق مع توجهات كنانة، ونحن على يقين أن مباحثاتنا في الدوحة ستترجم إلى مشاريع سترى النور قريبا تصب فيما نهدف إليه جميعا ، مشيرا إلى أن وفد كنانة تباحث كذلك مع بنك قطر الوطني الذي يملك وجودا في السودان ولديه نشاط في التمويل الزراعي ، كما سنجتمع مع غرفة تجارة وصناعة قطر لمزيد من التشاور لترسيخ هذا التفاهم الاستراتيجي مع مجموعة حصاد.
ومشاريعنا التي ناقشناها مع مجموعة حصاد كلها مشاريع من حيث الإعداد جاهزة الآن من حيث الأرض والحيازات، وننتظر استكمال دراسة الجدوى، وبالتالي نحن نتكلم عن نطاق هذا العام.
وبخصوص مشاريع الشركة التي يجري تنفيذها التي تشمل مخلفات الصناعة ، تضم صناعة الورق، والخشب المضغوط والسماد العضوي ، وهي منتجات نستكمل بها تنوع منظومة إنتاج شركة كنانة.
وحول كيفية نجاح الاستثمارات العربية المشتركة مع دول من منطقة الخليج أو دول أخرى ستجعل ضخ الأسواق العربية بمنتجات السكر بأسعار معقولة، أجاب المرضي أن المشاريع الاستثمارية المشتركة الهدف منها أيضا تزويد هذه الأسواق كلها بالمنتجات، موضحا أن أسعار السكر محكومة بالأسعار العالمية، التي تحددها بورصة السكر الأبيض في لندن ، والميزة التي نقدمها نحن والتي يمكن أن تحدث فرقا في الأسعار هي أن عملية المناولة من السودان أرخص بكثير من البرازيل، كما أن الاتفاقيات لما تكون طويلة الأجل تكون بأسعار مستقرة، وغير مربوطة بتذبذبات الأسعار العالمية، وبالتالي فإن الاستثمارات المشتركة تساهم في تأمين استقرار الأسعار.
وأضاف «مستعدون للتعامل في كل المنظومة التي ننتجها من سكر ولحوم وأعلاف وغيرها، وعند مقارنة تكلفتها بأي مصدر آخر فإن الفارق كبير جدا ، وبالتالي فإن مشاريعنا بقربها الجغرافي، وباتفاقيات طويلة الأجل تساهم في تأمين مصالح الجميع وحماية المستهلكين من تقلبات الأسواق العالمية، وحتى مستوى الأسعار يكون ثابتا.
وكشف المرضي التجاني أن كنانة ستبدأ الترويج لصندوقها الاستثماري للزراعة مع بلتون الشهر المقبل، وأكملنا كل الاستعدادات، متوقعا أن تنطلق المشاريع التي سننفذها خلال هذا العام.
وأكد محمد المرضي التجاني في ختام حديثه أن وفد الشركة أجرى مباحثات ناجحة جدا مع مجموعة حصاد برئاسة ناصر محمد الهاجري رئيس مجلس إدارة الشركة من أجل خلق تحالف استراتيجي مع المجموعة لإنشاء أكبر مجموعة لإنتاج الغذاء في العالم، مشيرا إلى أنه تم التوصل لتفاهم متقدم جدا حول المشاريع مشتركة سنبدأ بها، خصوصا أن الإمكانات الزراعية في السودان ضخمة وإذا تكاتفت الجهود مع الشركات الكبيرة المهتمة بالأمن الغذائي ومع خبرات المتراكمة لشركة كنانة في المجال الزراعي نحقق نتائج في أقصر وقت ممكن.