الخبز أهم غذاء رئيسي..معيشياً واقتصادياً
يعد الخبز من الأغذية الأساسية في الشرق الأوسط، فلا يمكن تقديم وجبة إلا ويرافقها الخبز، الأمر الذي ألزم المطاعم بإدخال ركن المخبز لتمويل المطعم، وكذا إرفاق محال الكوفي شوب لبعض الأنواع المختلفة من الساندويتش.
في كثير من الثقافات في الغرب والشرق الأدنى والأوسط نجد أن الخبز له أهمية تتجاوز مجرد التغذية، فهو يصل لاعتباره بمثابة الصلاة الربانية لدى بعض الثقافات قديماً، وخلال عام 1950 م كان الخبز يستخدم كناية عن المال، كما وأن الأهمية الثقافية للخبز قد تكون بمثابة استعارة لشراء ضروريات الحياة وظروف المعيشة بصفة عامة، فهو المساهم الرئيسي للأسر في المعيشة والاقتصاد.
وتناقلت الروايات أنه في عام 1917 م كان الاتحاد السوفييتي يَعِد الشعب بتحقيق ''السلام والأرض والخبز''، أما الهند فهي تعد الخبز من ضرورات الحياة الأساسية (الخبز والقماش والمنزل)، وبحلول القرن الثاني الميلادي كان الرومان قد نقلوا طريقة عمل الخبز إلى معظم أنحاء أوروبا بعدما تعلموه من المصريين، فظل معظم الناس ولمئات السنين يتناولون الخبز المُعد من الدقيق الكامل أو الأسمر أو أنواعاً أخرى.
وكان سعر دقيق القمح الأبيض الكامل مرتفعاً بشكل كبير، ويعزى ذلك إلى الوقت الذي يستغرقه عند طحنه يدوياً، وخلال نهاية القرن 19 طوّر أصحاب المطاحن آلات لطحن الدقيق الأبيض بثمن زهيد، وبحلول القرن 20 أصبح الخبز الأبيض غذاءً شائعاً، واعتبرت ''سلة الخبز'' المرتبطة بالمخابز وعلى أغلفة الأكياس دلالة على أن المنطقة منتجة زراعياً.
أما عن أكثر دول العالم استهلاكاً للخبز فتعد تركيا الأولى، حيث معدل استهلاك الفرد يصل إلى 146 كيلو جراما سنوياً، تليها السعودية بمعدل 115 كيلو جراما للفرد في السنة، والثالثة مصر حيث يصل استهلاك الفرد إلى 109 كيلو جرامات للفرد، فبلغاريا 100 كيلو غرام للفرد، ثم رومانيا 90 كيلو جراما، ثم هنغاريا 74 كيلو جراما، ثم روسيا 65 كيلو جراما للفرد، ثم تشيلي 63 كيلو غرام للفرد، ثم ألمانيا بمعدل 62 كيلو جراما للفرد، وأخيراً هولندا بمعدل استهلاكي يصل 59 كيلو جراما للفرد.
وضمت ألمانيا أكبر مجموعة متنوعة من الخبز في جميع أنحاء العالم، والتي تشمل على أكثر من 300- 500 نوع من الأنواع الأساسية للخبز، ويأتي جنبا إلى جنب مع أكثر من ألف نوع من الخبز الصغير كلفافات ومعجنات، فقد قدر أن المخابز الألمانية المتنوعة أكثر من 16 ألف مخبز محلي، وفي عام 2005 م تم في كولونيا عرض أكثر من ألف قطعة خبز مختلفة الشكل والصنع.
يقول أبو أحمد لـ''الاقتصادية''، إنه يعمل بمهنة خباز من أكثر من 30 سنه، ووصفها بالمهنة الصعبة كونها تحتاج إلى صبر، فالخباز قد يمضي أمام الفرن أكثر من 16 ساعة في اليوم، وأن متوسط أعداد الزبائن في اليوم الواحد مابين 50 إلى 60 زبونا.
وأضاف أن المخبز يستهلك بشكل يومي مابين سبعة إلى ثمانية أكياس طحين، ويذكر أنه في الغالب بعض المطاعم لا تقوم بإعداد ركن خاص بالخبز، إنما تتفق مع مخبز لتجهيز الكمية المتفق عليها أو على حسب الحاجة.
وعن أوقات الذروة، ذكر أنها تنحصر في وقتي الغداء والعشاء، وعن طرق إعداد الخبز بين إنها تختلف من مجتمع إلى آخر، في أجزاء كثيرة من العالم يصنع الناس الخبز بالطريقة اليدوية تمامًا كما كان يصنع الخبازون القدامى، أما في الدول الصناعية فإن معظم عمليات صنع الخبز في المخابز التجارية تتم بواسطة الآلات، وعن متوسط دخل المخابز بميزانية مستقلة للمطعم ذكر أنه على حسب الزبائن التي ترتاد المطعم وهي التي تتحكم في كميات إعداد الخبز لكن بشكل متوسط تصل إلى عشرة آلاف ريال في الشهر.