أمريكا: هل الحرب ضرورية للنمو الاقتصادي؟
في الوقت الحالي تتزايد الميزانيات المخصصة للدفاع في الولايات المتحدة وفي بعض الدول الأخرى أيضا مثل الصين التي بدأت تبدي اهتماما كبيرا بالتسليح بعد النهضة الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها في العقود الأخيرة.
كان الإمداد العسكري والمتعلق بالدفاع يعد مصدرا مهما للتطور التكنولوجي في مجموعة واسعة من الصناعات التي تنتج الجانب الأكبر من الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
يركز المؤلف في هذا الكتاب على ستة مجالات تكنولوجية ذات أغراض عامة وهي: الإنتاج الشامل؛ الطيران الحربي والتجاري؛ الطاقة النووية والكهربية؛ الكمبيوتر وأشباه الموصلات؛ شبكة الإنترنت؛ والصناعات الخاصة بتكنولوجيا الفضاء.
في كل واحدة من هذه الصناعات نجد أنه في حالة غياب الصناعات المرتبطة بالجيش والدفاع فإن معدلات زيادة التطور التكنولوجي ستكون منخفضة للغاية وفي بعض المجالات كانت ستنعدم تماما.
يتناول الكتاب ثلاث قضايا لها تداعيات خطيرة على مستقبل نمو النظام الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية. القضية الأولى هي التغيرات في هيكل الاقتصاد الأمريكي، وأيضا التغيرات التي تطرأ على أساس صناعات الدفاع وتمنع الجيش من لعب دور في تطوير التكنولوجيا المتقدمة في المستقبل مقارنة بالدور الذي لعبته في الماضي.
القضية الثانية تتعلق بالدعم الشعبي للبحث والتطوير ذي التوجهات التجارية وما إذا كان سيصبح مصدرا مهما للتكنولوجيا ذات الأغراض العامة.
القضية الثالثة والأكثر خطورة تتعلق بالحرب أو التهديد بالحرب وما إذا كانت مهمة لتوفير الموارد العملية والتقنية والمالية اللازمة لتشجيع التطور في المجالات التكنولوجية المرتبطة بالأغراض العامة غير العسكرية.
يتوقع الكتاب أن تشهد الساحة التكنولوجية في الولايات المتحدة في الـ 50 عاما المقبلة تطورات تراكمية وليست ثورية في كل من التكنولوجيات العسكرية والتجارية. كما سيشهد القطاع التكنولوجي أيضا نموا إنتاجيا بطيئا نسبيا مقارنة بالمعدلات العالية من النمو في هذا القطاع في الولايات المتحدة في فترة الخمسينيات والستينيات أو أثناء ازدهار صناعة تكنولوجيا المعلومات في بدايات التسعينيات.
سيفرض هذا قيودا كبيرة على قدرة الولايات المتحدة على الاحتفاظ بمركزها العسكري المتقدم في العالم ومكانتها القيادية الرائدة في الاقتصاد العالمي.