كيف تقيس نجاح كبار المسؤولين؟

كيف تقيس نجاح كبار المسؤولين؟

ربما لم توضع المكافآت التي يتقاضاها الرؤساء التنفيذيون في أي وقت آخر في التاريخ تحت المجهر كما هي الحال الآن. ما الذي يجعل قادة الشركات هؤلاء الذين هم رجال كغيرهم من الرجال يساوون هذا القدر من المال؟
لقد استنبط ثلاثة من الأساتذة في كلية إنسياد وسيلة لقياس أداء الرؤساء التنفيذيين تأتي على أساسها قائمة بأعلى 200 رئيس تنفيذي. وقد تم نشر النتائج التي أعدها الأساتذة مورتن هانس، وهيرمينيا إبارا، وايرز باير Urs peyer، في مجلة هارفرد بيزنس ريفيو وعلى الموقع الإلكتروني لمجلة إنسياد نوليج.
يشرح باير الأمر قائلاً:» كانت الفكرة الأولية هي أخذ فكرة عن الاستراتيجيات والأساليب القيادية التي تجعل شخصاً ما ناجحاً، وقد نظرنا إلى هذا من منظور عالمي كجزء من تركيزنا على الشركات العالمية».
تم التوصل إلى القائمة النهائية التي ضمت 200 شخص من بين 1.999 شخصاً أخذت من قائمة ستاندارد آند بورز العالمية لأعلى 1200 رئيس تنفيذي، ومن قائمة ستاندارد آند بورز لأعلى 40 رئيساً تنفيذياً في مجموعة البريك (البرازيل، وروسيا، والهند والصين) عبر اختيار الرؤساء التنفيذيين الموجودين على رأس عملهم خلال الفترة الواقعة بين عامي 1995و 2009. يقول باير:» بصورة أساسية، صنفنا الرؤساء التنفيذيين بناء على أدائهم طيلة سنوات عملهم. لم نرد استبعاد أي شخص.. ولكن هذه القائمة تتعارض قليلاً مع القوائم ذات المدى القصير التي نراها أحياناً. ونعني بذلك أفضل رئيس تنفيذي للعام، وأشهر رئيس تنفيذي وكل تلك القوائم التي تنظر إلى المدى القصير جداً. لقد رغبنا في أن نبني تحليلنا على المسيرة المهنية بكاملها».
ويهيمن على القائمة النهائية التي ضمت 200 شخص الرؤساء التنفيذيون للشركات الأمريكية بنسبة 40 في المائة تقريباً. وضمت القائمة 23 رئيساً تنفيذياً من المملكة المتحدة، و 21 من آسيا، وثمانية من فرنسا، وثلاثة رؤساء تنفيذيين من ألمانيا. وحتى شركة غاز بروم الروسية دخلت قائمة أفضل عشر شركات. ويقول باير: «لقد دهشنا لوجود هذا العدد الكبير من البلدان والجنسيات. وقد تبين أن الرئيس التنفيذي يمكن أن يحدث فرقاً بغض النظر عن البلد الذي يعمل فيه». ولكن عدد الرجال الذين ضمتهم القائمة كان أكثر من عدد النساء بكثير: فقد وردت أسماء 29 امرأة فقط من بين 2000 شخص. «إننا نعتقد أن من الصعب جداً على الرئيسات التنفيذيات أن يتصدرن القائمة لأن النسوة التي شملتهن قائمتنا أمضين فترات أقصر كثيراً من الرجال في هذا المنصب. ويحدونا الأمل في أن يكون أداء الرئيسات التنفيذيات اللواتي بدأن العمل في هذا المنصب أخيرا، مثلاً في عام 2000 أو حوله بنفس درجة أداء نظرائهن الذكور».
ولكن ما المعيار الرئيسي؟ يؤكد باير أن المعيار الرئيسي هو «قيمة المساهمين»، على الرغم من الدلالات السلبية التي ارتبطت بهذا المصطلح في الآونة الأخيرة، وذلك في إشارة إلى التركيز على المكاسب قصيرة المدى بدلاً من القيمة طويلة المدى. ويحاجج باير قائلاً: ما زلنا نعتقد أنها المعيار الأفضل. أنا أعرف أنه كانت هناك أحاديث عن رؤساء تنفيذيين اتهموا بمحاولة التأثير في سعر السهم، ولكن كما علق جاك ويلش (الرئيس التنفيذي الأسطوري الأسبق لشركة جنرال إلكتريك) على معنى تعظيم قيمة المساهمين فهو أن تؤثر في القيمة وليس فقط في سعر السهم من أجل سعر السهم».
لكن التأثير في سعر السهم ربما كان أهم مكونات ايجاد القيمة للمساهمين. خذ الرئيس التنفيذي المتصدر للقائمة، وهو ستيف جوبز، الرئيس التنفيذي لشركة أبل. يتساءل باير: «كم دولاراً من قيمة سوق الأسهم أضاف ستيف جوبز أثناء توليه هذا المنصب؟» وبعدئذ يجيب عن السؤال الذي يطرحه: «حتى نهاية عام 2009، حينما توقفنا عن القياس، كان المبلغ نحو 150 مليار دولار. وبعبارة أخرى، فإن هذا المبلغ يساوي عائد أسهم 3200 شركة – وهو أمر مدهش. لقد أوجد هذه القيمة بالاشتراك مع كامل فريقه، ولكن كقائد، من المؤكد أنه كان له إسهام فيه».
من بين الشركات الأخرى التي كانت ضمن أفضل عشر شركات كانت هناك شركات سيسكو، وريلاينس وسامسونغ، وeBay مع ورود اسم رئيستها التنفيذية، وهي واحدة من النساء الجديدات التي شملتها القائمة. لم ترد شركة جنرال إلكتريك في القائمة ــ وهي تكاد تكون الشركة الوحيدة المدرجة في مؤشر داو جونز آند ستريال أفيريج منذ بدء العمل به. يحذر باير قائلاً: «جنرال الكتريك لم تدخل القائمة. لقد كان جاك ويلش رئيساً تنفيذياً قبل عام 1995 ولذلك لم يدخل القائمة. ولم يكن أداء جاك إميلت (الرئيس التنفيذي الحالي لشركة جنرال إلكتريك) بجودة أداء الرؤساء التنفيذيين الذين ينافسونه على المراكز العليا». ولكن أليس من الصعب أن يأتي المرء بعد أسطورة مثل ويلش. يعترف باير قائلاً: «لا يمكن لأي شخص يأتي بعد نجم فائق الشهرة أن يصل إلى هذا الوضع» في إشارة إلى نتائج بحثه. «هناك قدر كبير من الآمال التي تعلق على هؤلاء الأشخاص عندما يتولون هذا المنصب، وقد لا يرتقون إلى المستويات التي وصل إليها سلفهم. ولكن من الصحيح أيضاً أنك إذا أتيت بعد رئيس تنفيذي لم يكن ناجحاً في وظيفته، فمن السهل عليك أن تصل إلى المراكز العليا».
وفي النهاية، فإن من يتولى المنصب الأعلى يحدث فرقاً. «لو أن الأمر يتعلق ببساطة بالشركة وجميع موظفيها الآخرين وأصولها (في المسؤولية عن تحقيق قيمة كبيرة للمساهمين) لرأيت أن ذا الأداء الممتاز يأتي بعده شخص لا يقل عنه أداء لو لم يكن هناك دور للرئيس التنفيذي، ولظلت الشركة مكانها وتحقق نتائج ممتازة ولكننا لم نعثر على ذلك».

الأكثر قراءة