تحويل العاطفة الاجتماعية إلى فرص مشاريع استثمارية

تحويل العاطفة الاجتماعية  إلى فرص مشاريع استثمارية

إن مؤسسة المشاريع، ويني سو، مغرمة بالسفر إلى حد أنها بعد أن حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من «إنسياد»، قررت إنشاء شركة تخطيط السفر والإجازات الفخمة في هونج كونج، وانليلو بلاي. وتعني وانليلو أن «من الأحكم للشخص أن يسافر لمسافة عشرة آلاف ميل، بدلاً من أن يقرأ عشرة آلاف نص باللغة الصينية».
وتمثل هذه الشركة تحقيقاً لتطلع سو الشديد نحو التنقل والسفر، إذ تقول «لقد أحببت السفر على الدوام، وحصلت كذلك على الكثير من الإلهام والتبصر نتيجة للسفر. وهذا هو سبب اختياري لاسم الشركة». وكانت سو تتحدث إلى مجلة «إنسياد» نولدج على هامش منتدى خريجي «إنسياد» في آسيا.
وتحصل سو مع شريكتها فرانسيسكا سن على رسوم لتخطيط رحلات السفر الخاصة برجال الأعمال، وبالتالي فهما لا تتقاضيان رسوماً على تذاكر السفر، كما لا تنظران إلى نفسيهما كوكيلتي سفر، وإنما كمخططتين للرحلات العملية الناجحة. وإن ما يميز هذه الشركة عن غيرها من الشركات هو أن وجهات السفر لديها تتصف بالكثير من الخصوصية، حيث أن معظم الرحلات الخاصة بها تتوجه إلى أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا، وتركز على كل الخصوصيات المرتبطة بهذه الجهات. ومن الرحلات ما يخصص لقضاء حتى فترات شهر العسل في تشيلي، وماشوبيشو، وإلى منتجعات فخمة في قلب أدغال كولومبيا.
وتوضح سو طبيعة رحلات شركتها قائلة «هنالك فرق بين كل رحلة وأخرى، حيث إنها ليست مجرد قطع متعددة ضمن تشكيلة من البسكويت». وتضيف «أنه حين يتوجه زبائنها إليها طالبين رحلة إلى الهند، فإنها تفتح على الفور كاتولوجات المناظر الخاصة بولاية راجستان». وهي تسألهم عما يريدون معايشته، ورؤيته، وما إذا كانوا يريدون الذهاب إلى بعض المشاريع الاجتماعية، أو أنهم يحرصون على التسوق وانتقاء بضائع معينة. «لذلك فإن كل شيء في هذه الرحلات فريد، وبالتالي فإن كل رحلة تمثل تجربة جديدة لي، ولزبائني. وحتى لو كانت الوجهات متشابهة، فإن لكل رحلة نكهتها الخاصة بها».
وعلى الرغم من أن الرحلات تتوجه إلى أماكن مختلفة وفريدة، فإن قائمة أسعار هذه الشركات تظل في متناول أغلب المسافرين. ويعتقد كثير من الناس أن أماكن الرفاهية باهظة التكلفة، ولكن سو ترى أن المتعة تتمثل في حرية التصرف، والقيام بما يود الناس أن ينجزوه، وأن يشاهدوا ما يحبون، وأن يتعايشوا مع الأماكن التي يريدون السفر إليها. ويتعلق الأمر في نهاية المطاف بما يريده الزبائن، حيث إن مسؤولي الشركة لا يدفعون المسافرين إلى أي توجه، بل إن كل الأمور تبدأ وتنتهي بما يريده الزبون بالفعل.
وتركز هذه الشركة بصفة خاصة على منح المسافرين ما يريدونه من مرونة، وبالتالي فإنها تطبق هذه القاعدة على أخلاقيات المهنة. وتتصف هذه المؤسسة بأنها رشيقة الحركة، وبسيطة القيادة، حيث هنالك تركيز كبير على حرية الحركة، وعلى المرونة في كل شيء، وعند كل مستوى. ويتم استخدام البريد الإلكتروني بكثافة في ترتيب الكثير من أمور الحجز، وإدارة الرحلات، إذ إن أدوات التكنولوجيا المتقدمة تعتبر عاملاً مهماً في مثل هذه النشاطات العملية. وهي تمنح أصحاب الشركات كامل الحرية لكي يتمكنوا من إدارة أعمالهم من أي مكان في العالم.
بينما تقول سو إنها قابلت عدداً من الأشخاص من أجل الحصول على وظيفة أثناء دراستها في «إنسياد»، فقد وجدت نفسها تقرر أمراً مختلفاً عمّا فكر فيه أقرانها، حيث قررت إنشاء شركة إدارة الرحلات الخاصة بها.
ترى سو أن اختيارها أن تكون صاحبة عمل ناجم عن التوجه الاستقلالي الواضح لدى أبيها وأمها، منذ أن كانت في طفولتها المبكرة. وقد ولدت في الولايات المتحدة، ودرست فيما بعد في مدرسة في هونج كونج حين كانت في السادسة من عمرها. وكانت تقضي الصيف هنالك وهي تحفظ أشعاراً باللغة الصينية.
لذلك تأثرت قراراتها بعد البلوغ بكل هذه الأمور، بما في ذلك تأسيس هذه الشركة، إذ إن سو تبحث باستمرار عن التحدي، والإلهام، وتعلم كل جديد، وتسعى إلى ما يجلب لها السعادة على الدوام، وتقول في ذلك «إنني لا أحاول ممارسة الشجاعة، ولكنني أسعى فقط لكي أشق طريقي بنفسي».
* تم اختيار سو من جانب مجلة World Business في تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2007، كواحدة من 35 سيدة في العالم دون سن الخامسة والثلاثين ممن لديهن «شيء لتقديمه إلى كوكبنا الأرضي بخصوص توليد الثروات، دون أن يكون ذلك على حساب الآخرين».

الأكثر قراءة