منتخب المكسيك

منتخب المكسيك

بعد عدة سنوات مضطربة تغير فيها المدير الفني ثلاث مرات، وجرى فيها تجربة أكثر من ستين لاعبا، وجدت المكسيك الحل أخيرا عند خافيير أجيري، حيث كون المدرب السابق لنادي أتليتيكو مدريد فريقا يجمع بين المواهب الشابة والنجوم الكبار، وحول مسار منتخب الألوان الثلاثة تماما. ونجح في قيادة المنتخب ليرتقي من المركز الخامس إلى الثاني في ترتيب منطقة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي، بتحقيق خمسة انتصارات والتعادل في مباراة واحدة والخسارة في مباراة واحدة في مشوار التصفيات. وتطمح المكسيك إلى تجاوز دور الستة عشر في جنوب أفريقيا 2010، تلك المحطة التي توقفت عندها في بطولات كأس العالم الأربع الماضية.

## نجوم المنتخب

إذا كان الفضل في التحول الذي شهده المنتخب الأخضر يرجع للاعب واحد، فإن هذا اللاعب هو كواوتيموك بلانكو، ذلك المخضرم المبدع الذي أعاده خافيير أجيري إلى المنتخب بعد اعتزاله اللعب الدولي، وأصبح رمزا للمنتخب المعاد بنائه. وتألق إلى جانبه شباب مثل جييرمو أوتشوا، وإفراين خواريث، وأندريس جواردادو، وجوفاني دوس سانتوس، الذين سيشكلون إلى جانب قائد الفريق رافائيل ماركيز قوة المكسيك الضاربة في جنوب أفريقيا 2010.

## الطريق إلى جنوب أفريقيا

بعد التغلب على بليز بلا مشقة في المرحلة الأولى من التصفيات، وقعت المكسيك في مجموعة صعبة في المرحلة قبل النهائية. وكانت المواجهات مع جامايكا وكندا وهندوراس أقوى مما كان يتوقع الفريق الذي كان يقوده عندئذ سفين جوران إريكسون، ولم يتأهل إلا بفضل فارق الأهداف الذي تفوق به على جامايكا.

وبدأ المنتخب المكسيكي المرحلة النهائية، التي تتنافس فيها ستة منتخبات، بنفس الطريقة المضطربة. فجاء الفوز على كوستاريكا (2 - 0) والهزيمتان في الولايات المتحدة (2 - 0) وهندوراس (3 - 1) ليجد المكسيكيون أنفسهم مضطرين لتغيير إدارة الفريق. فذهب إريكسون وجاء خافيير أجيري، الذي كان قد تولى مسئولية الفريق من قبل في ظروف مماثلة في طريقه نحو كوريا واليابان 2002. وكرر أجيري المعجزة، وبعد الكبوة المؤلمة في السلفادور (2 - 1)، صنع تغيرا جذريا في حظوظ منتخب الأزتيك. حيث نجح بانتصاراته المتتالية أمام ترينيداد وتوباجو (2 - 1)، والولايات المتحدة (1 - 0)، وكوستاريكا (0 - 3)، وهندوراس (1 - 0)، والسلفادور (4 - 1) في حجز تذكرة المكسيك إلى المونديال قبل مباراتهم الأخيرة في التصفيات، التي لعبوها بأعصاب هادئة، وتعادلوا فيها مع ترينيداد وتوباجو (2 - 2)، ليحتلوا في النهاية المركز الثاني في ترتيب المنطقة.

## مدرب المنتخب

خافيير أجيري هو أكثر المديرين الفنيين المكسيكيين نجاحا في السنوات الأخيرة. فبعد أن كان نادي باتشوكا مغمورا لا يعرفه أحد، جعله بطل كرة القدم في أرض الأزتيك عام 1999، ثم تولى مسئولية المنتخب المكسيكي الذي كان قد فقد الأمل في التأهل لنهائيات كوريا واليابان 2002. ولم ينجح في تأمين تذكرة المشاركة في المونديال فحسب، بل وصل بالفريق إلى دور الستة عشر أيضا، متربعا على قمة المجموعة التي كانت تضم إيطاليا وأيرلندا والإكوادور. وبعد البطولة وقع عقدا مع أوساسونا الأسباني، الذي قاده إلى دوري أبطال أوروبا في موسم 2005 - 2006. ثم انتقل إلى أتليتيكو مدريد، الذي أنهى معه موسم 2007 - 2008 في المركز الرابع في الدوري الأسباني. وترك الأتليتيكو في أوائل عام 2009 وعاد إلى المكسيك التي كانت تعاني الأمرين مرة أخرى. وهو الآن، بعد أن أنقذ بلاده للمرة الثانية، يستعد لاستكمال سجله المشرف في جنوب أفريقيا 2010.

وصرح عبر وسائل الإعلام "أشعر بالراحة. فالوفاء بما كنت ملزما به يجعلك دائما تشعر بأنك لم تخذل أولئك الذين منحوك ثقتهم. إنني سعيد وأشعر بالفخر. عندما جئت كنا في المركز الخامس، وكنا على بعد تسع نقاط من صاحب المركز الأول، والآن أصبحنا في المونديال".

## مشاركات المنتخب وإنجازاته

تأهلت المكسيك لنهائيات كأس العالم 14 مرة، متفوقة على كل منتخبات الكونكاكاف. وأفضل مركز حصلت عليه المكسيك في نهائيات كأس العالم هو المركز السادس الذي نالته في البطولتين اللتين نظمتا في بلاد الأزتيك، المكسيك 1970 و1986. وتعد بطولة جنوب أفريقيا 2010 هي المرة الخامسة على التوالي التي يتأهل فيها المكسيكيون إلى نهائيات المونديال. وفي البطولات الأربع السابقة، خرجت من دور الستة عشر. وفي عهد أجيري، نجحت المكسيك في خوض 12 مباراة متتالية دون أن تمنى بهزيمة واحدة، ولم يوقف هذه المسيرة الناجحة إلا الخسارة في مباراة ودية أمام كولومبيا (2 - 1)، شارك فيها لاعبو الدوري المحلي فقط. وكان المنتخب المكسيكي الذي حجز مقعده في جنوب أفريقيا 2010 يضم 4 لاعبين ممن فازوا بكأس العالم تحت 17 سنة بيرو 2005، وهم: جوفاني دوس سانتوس، وكارلوس فيلا، وإفراين خواريث، وهيكتور مورينو. ولم تضم قائمة الهدافين العشرين الأوائل في تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي أي لاعب مكسيكي. إلا أن عدد اللاعبين المكسيكيين الذين سجلوا أهدافا في التصفيات بلغ 18 لاعبا.

الأكثر قراءة